ليست جديدة مسألة الخلافات التي تطغى على تحضيرات القمة العربية في العاصمة الكويت فالخلافات هي سمة لكل القمم العربية. الملف السوري هو الخلاف الأبرز بين الأشقاء العرب أثناء إجتماع وزراء الخارجية العرب أثره كان في عدم استحواذ الائتلاف السوري المعارض على المقعد السوري الشاغر، ثم يأتي ملف الإرهاب ضمن اولويات القادة العرب خاصة مع الاحداث الأخيرة التي تحدث في مصر واعتبار جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وهو ما أيدتهُ السعودية بقرارها مؤخرا.
هذا التوافق يقابلهُ تضاد في المشهد السوري حيث مصر تراقب الاحداث هناك بحذر وترقب بينما تدعم السعودية الجيش الحر مادياً ولوجستياً وكذلك تفعل قطر والتي بدورها تدعم ايضاً جماعة الاخوان المسلمين في مصر مما نتج عنه استدعاء السفراء السعودي والامارتي والبحريني من قطر مطلع هذا الشهر وبذلك نكون امام خلاف آخر بين الأشقاء الأعداء الخليجيين، وهو ما دفع الكويت ببذل جهود دبلوماسية حثيثة محاولةً ردع الصدع وإيجاد صيغة مشتركة بين شقيقاتها وتظل قطر محور علامة استفهام كبيرة في مواقفها في المنطقة العربية وكذلك علاقتها الخفية مع ايران وهو ما يلقي بظلالٍ كثيفة حول الأزمات التي ظهرت في البحرين وتسليط اضواء قناة الجزيرة عليها.
كانت الكويت دائماً طرفا محايدا في أي نزاع وأجدها (حمامة السلام) في محاولتها لملمة الصف بين اخواتها من الدول العربية وتجسد دور الأخت الحكيمة في علاقاتها وهذا سابق عهدنا بها، لكن ذلك لا يكفي يظل الشارع العربي قاطعاً الأمل في توافق قادته طواقاً لحوار حضاري كالذي نشهده من الأمم الاخرى وقد سبقناها بتكلتنا تحت مظلة الجامعة العربية، والتي تُعاني من شيخوخه منذُ ميلادها وهو ما دفع أمينها العام ليؤكد على ضرورة تعديل ميثاقها وهيكلها، ثم يبقى الملف الفلسطيني (القديم الحديث) حاضراً بأوجاعه، بمصالحته الوطنية، وبحق قيام الدولة الفلسطينية، بحق العودة،،،الخ.
والمضحك المبكي رغم كل ذلك نجد أن كلا من تشاد وجنوب السودان يتقدمان بطلب بطلب العضوية للانضمام إلى الجامعة العربية رغم كل التعثرات، فهل جامعتنا الموقرة مغرية للانضمام إليها !؟