تقرير - فهد البرشاء لم يكن أكثر المتشائمين,بل أكثر المكذبين لتلك الوعود العرقوبية التي صمت بها الدولة آذان البسطاء من المواطنين أن تغدوا وعود وزير الصحة الدكتور / أحمد العنسي مجرد كلمات جوفا احتضنتها أسطر خرساء بعيدة كل البعد عن الواقع, ووعود جوفاء أطلقها معالي الوزير في لحظات نشوة وربما لحظات إستخفاف بالبسطاء من أبناء مديرية لودر والكادر الصحي الذين أستقبلوا معاليه في المستشفى أفواجا مستبشرين بزيارته التاريخية أبان الحرب التي شهدتها المدينة والتي راح ضحيتها الكثير من أبناء لودر, وأصيب فيها الكثير فكان مستشفى لودر بالنسبة لهم منعطف هام جدا وحجر زاوية في العمل الصحي, كونه المرفق الصحي الوحيد الموجود في المدينة.. وقدم خدمات جباره وجليلة للمواطنين في الحرب بعد أن تقطعت بهم السبل وأشتدت رحى الحرب فيما بين اللجان الشعبية وأنصار الشريعة آنذاك, رغم إمكانياته البسيطة والمحدودة وشحة موارده من قبل مكتب الصحة في المحافظة وحتى الوزارة العليلة ذاتها التي أطلقت وعودها يوم أن وطأت قدما الوزير أعتاب المستشفى بتغيير واقع المستشفى وإنتشاله من جب المعاناة وترفيع من ريفي إلى عام بعد أن شكل نقطة تحول في العمل الصحي في المديرية بل والمديريات المجاورة لها.. قرار الترفيع الذي وعد به وزير الصحة المبجل مضى عليه عامان ولم ينفذ منه أي شيء,وكأن معاليه أراد أن يستخف بعقول البسطاء من أبناء لودر ويخرس تلك الأصوات التي كانت تطالب الوزارة بترفيع المستشفى ورفده بكل مايلزم وتوفير كافة الاحتياجات بعد أن أثبت للكل أنه مرتكز هام ومرفق حيوي لايستهان به, وربما أراد معاليه أن يلبي رغبات أسياده في مجلس الوزراء بالضحك على (ذقون) الآهالي في مديرية لودر عرفانا بذلك الجميل الذي ردوا فيه الاعتبار للوطن بعد أن بات (قاب) قوسين أو أدنى من الهلاك والضياع في زحام الفوضى التي تكالبت عليه من كل حدب وصوب.. وربما هذا الوعد كسابقاته من الوعود في سجل الوزارات التي سمعت منها مديرية لودر لن نقول حد (الصمم) بل حد (التخمة) والشبع اللأرادي وفي اعتقادي أنه لن ينفذ لانه لاتوجد نوايا جادة من قبل القائمين على العمل الصحي في المحافظة التي من المفترض أن تسعى جاهدة في تنفذ كل تلك القرارات وتحويلها إلى واقع ملموس على أرض الواقع وليس مجرد (حبرا) على ورق تمحوه عوامل التعرية البشرية والتغييرات الوزارية التي تهب بين الفينة والأخرى على هذا الوطن المتهالك.. معالي الوزير يوم أن وطأت قدماه مستشفى الشهيد محنف في ال17من يونيو من العام2012م لم تتوقف وعوده على الترفيع فقط بل تعدت ذلك إلى توسعة المبنى وتوسعة غرفة العمليات التي لاتتعدى غرفة صغيرة غير مجهزة بالشكل المطلوب ولا تحتوي على ضروريات العمل الجراحي,خصوصا وأن المستشفى اليوم وبفضل من الله ثم جهود الخيرين من الكادر الصحي فيه بات يقوم بالكثير من العمليات الجراحية التي تعتبر بالنسبة بمستشفى يفتقر للكثير من المتطلبات بالغة الأهمية والخطورة ولا تحتمل أن تجرى في غرفة لاتمتلك أبسط مقومات العمل الجراحي وفيها خطورة بالغة على حياة المواطنين..
المستشفى الذي بني في العام1960م وكان مصمم لنسبة بسيطة من السكان آنذاك ويقتصر على مديرية لودر فقط, لم يعد كما يظن البعض فهو اليوم يخدم السواد الأعظم من مديريات المنطقة الوسطى بأبين ويعتبر بالنسبة للمعدمين والمعوزين والبسطاء وذوي الدخل المحدود ومن يقعون تحت خط الفقر الملاذ الوحيد والمكان الذي يجدون فيه شيء من متطلباتهم العلاجية ويوفر لهم شيء من الإستطباب الذي يوازي إمكانياتهم بل ويتعداها أحيانا ليقدم لهم خدمات لم يكونوا يتوقعونها في هذا المستشفى الذي لا تعرفه الدولة إلا في حملات التحصين والأوقات التي تريد أن تجني فيها الشهرة والبروز الإعلامي أمام الدول الراعية لمثل هذه الحملات.. الكادر الصحي في المستشفى يقول أن الفضل بعد الله جل في علاه في بقاء المستشفى متماسك حتى اللحظة ويؤدي عمله على أكمل وجه رغم كل شيء هو الدور الكبير الذي تقوم به المنظمات الداعمة والتي شكلت نسبة دعمها للمستشفى90% من حيث الناحية العلاجية والمعدات الطبية التي أرتقت إلى حد ماء بالمستشفى وانتشلته حالة الركود في العمل الصحي فيه وفي المديرية من مستنقع الإهمال والتسيب, وكذلك الفضل بعد الله أيضا يعود إلى تكاتف وتضافر هيئته الإدارية وبعض الخيرين في المديرية الذين يريدون لهذه المديرية الخير والصلاح رغم كل (المثبطات) والعراقيل التي واجهتهم.. كما أكد الكادر الصحي أنه لولا فضل الله ثم دعم المنظمات التي توافدت على المستشفى بعيد حرب أبريل من العام2012م وتوالى دعمها للمستشفى في توفير الأدوية وبعض المعدات الطبية وحتى التعاقد مع الكادر الطبي وتفعيل دورهم,لكان المستشفى في خبر كان وأصبح أطلال نندبها نحن البسطاء ومن نعول على المستشفى الكثير, ولأصبحت المديرية تعاني الكثير والكثير في حال دخل المستشفى في مرحلة (الموت) السريري ولم يعد قادر على العمل..
والمصيبة أن المخاوف تعاظمت لدى المواطنين قبل الموظفين من أن يعود المستشفى لسابق عهده في حال ظلت الوزارة ومكتب الصحة في المحافظة تتجاهل المستشفى وتتجاهل مطالبه واحتياجاته ومكانته وخدماته التي يقدمها للمواطنين والسواد الأعظم من أبناء المنطقة الوسطى بمحافظة أبين, ومخاوفهم في محله بعد أن بدأ التذمر والاستياء باد على ملامح الكثيرين من العمال الصحيين في المستشفى الذين يبذلون قصار جهدهم ويقضون الليل والنهار في المستشفى لخدمة المرضى دون أن تعير الوزارة ومكتب الصحة المستشفى أي اهتمام وكأنه لا مكان له في خارطة الخدمات الصحية والمشاريع الخدمية التي تبذرها الوزارة يمنه ويسره دون فائدة ترجى غير الظهور , رغم حاجة المستشفى الماسة لبعض التخصصات التي يحتاجها المرضى مثل( أخصائي عظام – أخصائي أنف وأذن وحنجرة – ودكتورة نساء وولادة- وأخصائي عيون) ..
يبدوا لي أن قرار الترفيع وتلبية المتطلبات الأخرى التي وعد بها معالي الوزير للمستشفى قرارات مع وقف (التنفيذ) وأنها مجرد حبر على ورق هذا إن كان فعلا أصدر معالي الوزير بتلك القرارات تعليمات (خطية) تحمل توقيعه المبجل.. نتمنى أن نكون مجحفين في حق معاليه وان قرار الترفيع لابد من أن تحتضنه أدراج مكاتب الوزارة فترة زمنية غير مسماه كي يتمخض عنها فيما بعد فوائد للمستشفى وللمنطقة برمتها, أو أن يعقب الوزير العنسي وزيرا آخر يرق قلبه وتدمع عينه لقرار الترفيع والمتطلبات ثم ينفذ حتى أقل القليل منها ..