بدأت القضية الجنوبية في عام 1993م بعد الوحدة عندما بدأ الشعب في الجنوب يشعر بشدة أن معاملته من قبل الحكومة المركزية و السلطة في صنعاء غير عادلة، استبدادية و غير متساوية، و ذلك بالرغم من مشاركة الساسة الجنوبيين في الحكومة الائتلافية ، وقد أشتدت القضية الجنوبية عندما أدرك المواطنون في الجنوب آنذاك بأن نظام الحكم الوحدوي غير لائق بالنسبة لهم، حيث بدأت حركة الجنوب عندما كان كاتب هذه المقالة بصفته المتواضعة قد كتب عدد من المقالات في صحيفة "الأيام" الغراء في عام 1993م مناشدا فيها بأن النظام الفيدرالي أو الكونفدرالي في اليمن يتناسب أكثر لتحقيق متطلبات الشعب في الجنوب و الحل الأمثل للقضية الجنوبية و لبقاء الوحدة في نفس الوقت ، و قد بلغت القضية الجنوبية ذروتها بشكل أكبر بعد ترك علي سالم البيض ، نائب رئيس الجمهورية آنذاك صنعاء و عودته إلى عدن فألتقى بالمواطنين في بيته في المعاشيق (عدن)، حيث قال لهم بأنه عندما كان في صنعاء وجد نفسه كمواطن من الدرجة الثانية، و تعبيرا لشعور المواطنين في الجنوب رديت عليه بقولي "إذا وجدت نفسك مواطن من الدرجة الثانية فما هي درجتي و درجة المواطنين في الشارع؟!". إن قضية الجنوب أستمرت عندما أعلن علي سالم البيض الانفصال و شارك معه عبد الرحمن الجفري، و هذا أدى إلى الحرب في يونيو 1994م عندما هجم الشمال على الجنوب و أنتصر الشمال ، و بعد ذلك أصبحت حياة الشعب في الجنوب لا تطاق بسبب قسوة المعاملة والتجاهل التام من قبل المسئولين المعينين- من قبل الحكومة المركزية وأغلبيتهم من المحافظات الشمالية- في مناصب كبيرة في الجنوب تجاه المواطنين في الجنوب، وبسبب شدة الحكومة المركزية أيضا وسيطرتها على جميع القرارات التي تمس حياة المواطنين اليومية من أصغرها إلى أكبرها . لذا فقد استمرت القضية الجنوبية بضع سنوات بعد انتصار الشمال على الجنوب لعدم قناعة شعب الجنوب بالحكومة المركزية تماما، و أستمرت القضية الجنوبية من خلال كتابتي في هذه المرحلة لعدد كبير من المقالات باستمرار في صحيفة "الأيام الغراء" بأسم أنصار الحكم المحلي مطالبا بجميع جوانب نظام الحكم المحلي و بأوسع الصلاحيات كأقل مطلب للشعب.. و أستمرت معاناة الشعب في الجنوب بصورة متزايدة حتى وصلت إلى نقطة اللاعودة حيث أصبح إيمانهم قوي بأن معاناتهم و مشاكلهم لن تنتهي أبدا في ظل الوحدة..
- حركة الحراك الجنوبي و مسيرتها إن حركة الحراك الجنوبي السلمي بدأت في يناير 2007 بمطلب فك الإرتباط مع وحدة عام 1990م مع الشمال ، تلك الوحدة التي تمت في ظل قيادة الرئيس السابق لليمن الجنوبي/علي سالم البيض، الذي أدخل الجنوب في الوحدة مع الشمال. إن حركة الحراك الجنوبي الداعية للإنفصال بقيادة علي سالم البيض أصبح لديها في الوقت الحاضر ثقل سياسي و حضور قوي بين الشعب في الجنوب أكثر من مطالبة الفيدرالية/الكونفدرالية و التي أقترحها صاحب هذه المقالة في عام 1993م و التي ينتهجها علي ناصر محمد و حيدر العطاس ، لكن المطلوب من الحراك أن يفعل أكثر بكثير من المظاهرات السلمية ، و أن ينظم نفسه في جماعات و هيئات مهنية و منظمات غير حكومية تعمل لصالح القضية الجنوبية. إن الحراك حتى الآن ليس لديه خطط مدروسة للحاضر و المستقبل معروفة لدى الجمهور ، فإذا تم تحقيق الإنفصال فكيف سينظم أو سيعيد تنظيم و إدارة البنية الكاملة للدولة من نقطة البداية ، لأن كل جوانب تشغيل الدولة و منها خزينة الدولة ، الأمن و الشرطة ، الصحة ، التعليم ، سلك القضاء ، السلك الديبلوماسي، القوات المسلحة ..إلخ تحتاج و تتطلب دراسة جدية من الخبراء في جميع المجالات و ترتيب مسبق و يجب أن يكون الحراك مستعدا تماما لذلك ، و قبل كل ذلك تتطلب الدولة إعداد دستور جديد مبني على دولة مدنية قائمة على العدالة الإجتماعية و المواطنة المتساوية ، و عبر هذه المقالة فإنني أرسل إلى علي سالم البيض و زعماء الحراك هذه النصيحة لكي لا تفشل حركتهم و لا يفشل هو للمرة الثالثة في حياته السياسية و لو بعد تحقيق الإنفصال. من جهة أخرى بالنسبة لدعاة الفيدرالية فإن الأمر ذاته مطلوب من علي ناصر محمد و حيدر أبو بكر العطاس ، أي تقديم مسودة دستور فيدرالي للدولة الإتحادية بين الشمال و الجنوب و قبل ذلك توضيح تفصيلي و ليس مجرد فكرة عامة لشعب الجنوب لإقناعهم لماذا يختارون الفيدرالية بدلا عن الإنفصال ، و سوف يكون من الأجدر أن يعملوا ذلك شخصيا في الجنوب في ظل تنافس شريف و يثبتوا أول مبدأ للديمقراطية بشكل حضاري.
- أهمية التاريخ إن أهمية التاريخ تكمن في أنه لا ينبغي علينا إطلاقا أن ننسى وقائع و أحداث الماضي أو أن نتجاهلها، أو نضع بعضا منها جانبا، لأن التاريخ يمكننا من تفسير الأحداث الحاضرة بشكل صحيح و أخذ القرارات الصائبة في الظروف العصيبة الحالية التي يعيش فيها و يعاني منها المواطن العادي البريء.. إن الرئيس السابق المخلوع/علي عبد الله صالح تجاهل تماما بأنه دخل في الوحدة مع دولة مستقلة بكيان مستقل لديها مواطنون يعتزون بأنفسهم و بتاريخهم و كان عليه أن يتعامل معهم بأسلوب متساوي و عادل ، و لكنه لم يقم بذلك و وضع هذه الوقائع الهامة جانبا ، أي أنه لم يعط أية أهمية للتاريخ ، و لو كانت لديه الحكمة آنذاك لقبول النظام الفيدرالي بإخلاص وحصافة ، أو حتى قبول نظام الحكم المحلي بإختصاصات و صلاحيات واسعة ، لما واجه ما حدث له ، وما يحدث الآن في الجنوب ما كان ليحدث!!!.
- تقييم القادة إن قادة الجنوب الذين يتبعهم الشعب في الجنوب ، والذين لديهم شعبية و درجة من التأثير في بناء الرأي هم: علي سالم البيض ، علي ناصر محمد ، حيدر أبو بكر العطاس ، حسن باعوم و عبد الرحمن الجفري . دعونا نلقي نظرة سريعة على الموقف السياسي لكل واحد منهم فيما يتعلق بالجنوب ، و بالنسبة لبعضهم البعض دون أية مجاملة لأحد.
علي سالم البيض ، هو الذي حقق الوحدة مع الشمال و أدرك أنه فشل و أنه كان مخطئ، و صرح بالانفصال من أجل تصحيح وضعه الخاطئ، إلا إنه فشل مرة أخرى في حرب 1994م عندما أعتدى الشمال على الجنوب و أضطر إلى مغادرة اليمن لإنقاذ حياته، و كان تأثير أخطائه على نفسه شديد لدرجة أنه قرر الابتعاد عن السياسة و أعتاد الصمت بعد ذلك في حياته السياسية ، و لكن يبدو بأنه بقي مضطربا طوال هذه الفترة بسبب تأثير أخطائه على شعب الجنوب ، ثم خرج عن صمته في عام 2007م عندما رأى أن الأمور قد وصلت إلى درجة لا تطاق ، و في تصوره أن الآخرين لم يستطيعوا أن يعملوا أي شيء من أجل إنقاذ الجنوبيين من معاناتهم و بذلك قرر تصحيح أخطائه ، و ولدت حركة الحراك من قبل بعض القادة المحليين الجنوبيين في ظل قيادته ، و مهما كانت الطريقة التي يتم فيها تقييم سيرة علي سالم البيض السياسية و مهما كانت أوجه القصور لديه ، إلا أن هناك شيء واضح و هو أنه يتمتع بكارزما أكبر مقارنة بالآخرين و أن سياسته ثابتة لا تتغير، و هذا يعني ثبات إعتقاد الرجل فيما يؤمن به. إن الذين يعرفونه جيدا يقولون إنه رجل عاطفي جدا، يملك شعور عميق بالولاء و هو الولاء لمن يشاركه مبادئه ولمن يقف معه و فوق كل ذلك الولاء للشعب ، كما أنه أثبت وجوده في شوارع الجنوب التي أمتلئت بصوره و بلافتات تحمل أسمه.
علي ناصر محمد ، الذي كان أيضا الرئيس السابق لجنوباليمن قبل رئاسة علي سالم البيض أضطر إلى الفرار من جنوباليمن لإنقاذ حياته بعد أن فشل في إنقلاب داخلي في الحزب الاشتراكي في أحداث 13 يناير1986م المشئومة ، و خلال أكثر من ربع قرن في الخارج أعطى إهتمامه المتواصل لشعب الجنوب و همومه ، و على الرغم من غيابه خلال هذه الفترة الطويلة بقت شعبيته حية لكن بدرجة أقل لدى الجيل الجديد ، و هو مقيم في الخارج منذ ذلك الحين و يعمل في "المركز العربي للدراسات الاستراتيجية" الذي هو نفسه رئيسه المؤسس. إن الذين يعرفونه يقولون عنه إنه حذر جدا و إن الحذر هو الذي يبطئ أحيانا إتخاذ قراراته، و في تقييم المحللين الغربيين/الصحافيين له بأنه زعيم براغماتي. يستحق التنويه هنا أن فكرة و مبادرة الوحدة بدأت في أيام رئاسته . و سؤالي الوحيد لهذا القائد العزيز هو لماذا لم يؤيد الفيدرالية طوال هذه الفترة و لم يعلن عنها في الوقت المناسب ، و أعلن عنها الآن فقط؟. حيدر أبو بكر العطاس ، رئيس الوزراء السابق منذ فترة طويلة في الجنوب و رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى و رئيس الوزراء في اليمن الموحد حتى عام 1994م هو سياسي محنك من الدرجة الأولى في اليمن ، و خلافا عن الآخرين أستطاع دائما البقاء بعيدا عن المشاكل و أختار العيش في الخارج بالرغم من دعوته من قبل السلطة في الشمال آنذاك للعودة . غالبية أتباعه في حضرموت و بين المثقفين في جميع أنحاء الجنوب ، سؤالي له هو أيضا ما الذي منعه من دعم الفيدرالية/الكونفدرالية حتى الآن؟ هناك توافق سياسي بين حيدر العطاس و علي ناصر و واضح من مواقفهما السياسية بأنهما لا يتفقان مع علي سالم البيض الذي يختلف معهم..
الجدير بالذكر أن جميعهم علي ناصر محمد ، علي سالم البيض و حيدر أبو بكر العطاس إلى درجة أكثر أو أقل يتحملون مسؤولية الوحدة.
حسن باعوم ، لديه شعبية كبيرة في حضرموت و بدرجة أقل في المحافظات الأخرى و هو معروف في جميع أنحاء الجنوب كمناضل مخلص و له إحترام كبير لكن شعبيته ليست إلى درجة أن يقود شعب الجنوب كله ، إن صحته تدهورت كثيرا بسبب الإعتقالات المتكررة و المعاملة القاسية المتعمدة في السجن من قبل المسؤولين ، و ندعو الله أن يعطيه الصحة و العافية ، آمين.. ، و قد أنضم مع علي سالم البيض بالمطالبة بالإنفصال ، و إن دعم حسن باعوم ل علي سالم البيض يقوي موقف البيض و الحراك إلى درجة كبيرة .
عبد الرحمن الجفري ، بإعتباره رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) فقد شارك مع علي سالم البيض في عام 1994م و أعلن الإنفصال و كان نائب رئيس الحكومة الإنفصالية ، و قد فر هو أيضا من اليمن بعد حرب عام 1994م ، و إن سياسته و سياسة حزبه إلى حد ما غير متناسقة . إن السياسة بشكل عام قد تتغير وفقا للمصالح و يبدو أن حزب الرابطة أعتمد على السياسة وحدها في تسيير أموره ، فقد تفاهم الجفري مع علي عبدالله صالح و عاد إلى اليمن ، و لعب حزبه دورا نشطا في المطالبة بنظام حكم محلي واسع الصلاحيات و ذلك بعد حملة كاتب هذه المقالة بالمطالبة بنظام حكم محلي واسع الصلاحيات بأسم (أنصار الحكم المحلي) ، و بعد ذلك بفترة طويلة طالب الجفري بالنظام الفيدرالي ، لكنه مثل علي ناصر و حيدر العطاس لم يعلن مطالبته بالفيدرالية مبكرا و في الوقت المناسب فما الذي أوقف حزب الرابطة بعدم مطالبته بذلك في الوقت المناسب؟. إن موقف حزب الرابطة و موقف الجفري السياسي يفتقد إلى الوضوح لدى الجمهور ، هل هو مع الفيدرالية ؟ فإذا كان كذلك فلماذا لم يضم نفسه مع علي ناصر و حيدر العطاس ؟ هل هو مع الإنفصال فلماذا لم يضم نفسه مع علي سالم البيض ؟. إن عبد الرحمن الجفري معروف في الجنوب كلها و معقله في شبوة بدرجة أكبر و لديه جمهور بدرجة أقل في لحج و حضرموت و عدن.
- عدم وجود قائد ذو شعبية شاملة إن المشكلة الكبرى التي تواجه الجنوب و التي تشكل عقبة كبيرة أمام النجاح الملموس لمطالب الجنوب – أيا كانت- هي عدم وجود زعيم و قائد وطني ذو شعبية شاملة في الجنوب مثل قحطان الشعبي ، سالم ربيع علي ، علي ناصر محمد ، علي سالم البيض و حيدر أبو بكر العطاس.. لذلك نادرا ما يسمع صوت الشعب لأن هذا الصوت لا يصل و لا يؤثر تأثير كبير بدون وجود الزعيم الذي يقود و يوصل هذا الصوت إلى العالم ، و نعطي مثال على ذلك المرأة الشابة (توكل كرمان) التي قادت شخصيا الحشود و ذلك في ظل وجود علي عبدالله صالح في السلطة و أتسمت قيادتها بالشجاعة و دون أي خوف فأوصلت رسالتها إلى العالم و حققت هدفها الصعب في إبعاد علي عبدالله صالح كرئيس و فازت بجائزة نوبل للسلام ، و بالمقارنة و مع الأسف لا يوجد رجل سياسي في الجنوب يقود حشود الشعب و يوصل صوت الجنوب إلى العالم على الرغم من عدم وجود علي عبدالله صالح.
- الإعتماد على القادة في الخارج إن صوت الجنوب الخافت الذي يسمع في الخارج هو بسبب القادة الذين هم في الخارج و الذين يوصلون إلى العالم تطلعات الشعب في الجنوب ، أما في داخل الجنوب - كما هو الحال الآن- فإنه من دون وجود الشخص القائد في الداخل فإن الشعب لن يكون قادر على تحقيق أهدافه و إيصال صوته العالي إلى العالم ، و إن الآخرين الذين يعارضون شعب الجنوب و هم كثيرون سوف يستغلون هذه الثغرة لمصالحهم و سوف يعملون على ضمان فشل الجنوب في تحقيق مطالبه ، و في الواقع فإن الجنوب في حاجة ماسة لقادته في الداخل من أجل تحقيق أهدافه المرجوة ، و ليس الإعتماد فقط على بقائهم في الخارج.
ليس لدي فكرة للطموحات الشخصية للزعماء الثلاثة علي سالم البيض ، علي ناصر و حيدر العطاس و أعتقد أنه في هذه المرحلة من حياتهم يرغبون فقط في إرشاد الشعب الجنوبي بإتخاذ الطريق الصحيح لمصلحته المستقبلية و كل بحسب وجهة نظره، لكن هذا غير كافي.
إن دعم موقف شعب الجنوب يتطلب وجود جميع القادة الثلاثة و عودتهم من الخارج إلى عدن أو على الأقل عودة أحد من القادة الثلاثة لوحده أو بصحبة القائد الآخر. إن عودة علي سالم البيض لوحده أو علي ناصر و حيدر العطاس معا ضروري لغرض ملء الفراغ القيادي في الداخل ، و الوضع المثالي هو أن يعود الثلاثة إلى عدن و أن يقفوا وقفة واحدة ، و إذا لم يحدث ذلك ففي هذه الحالة أي واحد من القادة الذي سيعود هو الذي سوف يحقق مطالبته سواء بالإنفصال أو الفيدرالية/الكونفدرالية ، و إذا لم يعد أحد فذلك لن يؤدي فقط إلى صعوبة تحقيق أهدافهم السياسية بل و سيؤدي أيضا إلى فشل المطالب الحقيقية للشعب في الجنوب ، كما سيدل على أنه تنقصهم صفة من صفات الزعماء المطلوبة ، و عليهم في هذه الحالة على الأقل أن يوضحوا للشعب في الجنوب ما هو سبب عدم عودتهم بعد إبعاد علي عبدالله صالح و بعد التغييرات التي حصلت بموجب مبادرة الدول الخليجية ، الأممالمتحدة و الإتحاد الأوربي و في ظل وجود رئيس و رئيس وزراء جنوبي.
- ما هو موقفي؟ أنا لست سياسيا ، و لم أكن أبدا و ليس لدي أي طموح سياسي و لكن لدي الرغبة و الحيوية في نهج السياسة و في رصد كل ما يحدث في البلد من أحداث تمس حياة و معاناة المواطن العادي ، و قد قدمت وجهات نظري الشخصية المستقلة في الماضي من وقت إلى آخر و هذا بالضبط ما أفعله الآن ، أنا دائما تمسكت بالنظام الفيدرالي لأنه هو الأنسب للبلاد بعد أن دخلت الجنوب في الوحدة و ما زلت أعتقد بذلك ، و لكنني أيضا على نفس المستوى أعتقد بقوة بالمبادئ الديمقراطية و بأن إرادة الشعب يجب أن تستجاب دائما و في هذا أنا غير متحيز ، فإذا قررت الأغلبية في الجنوب الإنفصال عندئذ ليكن ذلك ، و إنني سأكون مع الأغلبية.
كيف يمكن تحديد إرادة الشعب؟ الحل الوحيد للإستقرار في اليمن كلها يكمن في الإستفتاء الصحيح في الجنوب تحت إشراف الأممالمتحدة ، الإتحاد الأوربي و جامعة الدول العربية في الفترة الإنتقالية الحالية خلال سنتين ، و إذا لم يحصل ذلك فمشاكل اليمن كلها لن تنتهي و سوف تستمر معاناة الرجل العادي شمالا و جنوبا. إن جميع القادة في داخل البلاد و خارجه و جميع فئات الشعب في الجنوب يجب أن يطالبوا بالإستفتاء مع ثلاث خيارات تمنح لهم ، و أن يختاروا الوحدة الوطنية الإندماجية (كما هو الحال الآن) أو النظام الفيدرالي/الكونفدرالي أو الإنفصال ، و بعد ذلك مهما كانت النتيجة يجب أن نقبل بها بقلب مفتوح كإرادة للشعب و علينا أن نعمل بجد لبناء بلدنا. (إذا ذكرت في هذه المقالة أية واقعة غير صحيحة فإنها غير مقصودة). نطلب من الله أن يعطينا الحكمة لفعل ما هو في مصلحتنا .. آمين.