شبح رجل في الشرفة يراقب الغروب الذي كبل افكاره وساق مخيلته أسيرة الى عالم اخر لحظات لا يمكن نسيانها تنساب في مخيلته مثل ينبوع ماء عذب يجعل من يراه يشعر بأنه متعطش الى البوح بشوقه للحبيبة التي غابت عنه مذ فترة ليست طويلة لكنها ثقيلة ع قلبة كانما قد صار في محيط ساعة لا تتحرك او بالاحرى تتحرك ببطئ شديد شرد بخياله بعيدا ونسي حتى ان يغلق الشباك فالجو كان باردا جدا لكنه لم يشعر ببرودتها لأنه في عالم اخر عالمه الذي رسمه في مخيلته المتواضعة تلاشت حبيبته اقصد خيوط الشمس الذهبية في الافق رويدا رويدا تجر معها اماله واحلامه التي تتجدد كل ليلة وكل غروب شعر بشيء م الدافئ يسري في عروقه يحمل احساسا بالأمل فقد تذكر بان الشمس ستشرق قريبا وسيأتي فجر فيه يرفع رأسه عاليا ستأتي لا محالة مهما كانت غائبة عنه كانت حبيبته رائعة نعم فقد كانت وطنه الغالي الذي ترعرع فية ويدين لترابه الغالي بدمه - نعم -فقد كانت ارضا مسلوبة وثروات منهوبة -حبيبتة الجنوب التي امسك بها اناس لم يعرفو قيمتها وقدرها فعبثو بمقدساتها ولم يحافظو عليها حتى صارت تكرههم اقصد تكرة اليوم الذين اتو بة اليها طالبين مودتها -كم هم قساه اولئك المحتلين لا يوجد هم لهم سوا الركوب على سفن المصالح والابحار في مياه اللامبالاة وووضع الايدي على قلوبهم الصما يوهمون انفسهم بانهم ماكثين الى الابد لكن هيهات -فقد صارت ارجلهم مجتثة من اماكنها والاخطبوط الذي كان متشبثا فيها باذرعة صارت اذرعة تتقطع واحدة تلو الاخرى سياتي يوم تشدو فية سيمفونية الحرية باجمل الالحان وتعلو اصوات الاستقلال من كل مكان من ارض حبيبتي الغالية الجنوب سمع صوت والدتة وهي تنادية بصوتها المبحوح الملئ بالحنان اغلق الشباك يا بني فالبرد قوية الليلة ادار وجهة نحو والدتة وقال اماه هل يستطيع الغربا تقرير مصيرنا بهذة البساطة ابتسمت امة ابتسامة دافئة وقالت وتجاعيد وجهها جعلة يشد الانتباه لكلامها لانة يعرف ان كلامها عذب قالت بعد ان تاكدت انة خرج من عالمة يا بني " يمكننا سجن عصفور في قفص يمكننا وارغامة على العيش في السجن لكن من اللمستحيل ان نجعلة يغني لن يغرد الا اذا نال حريتة-اغلق الشباك وقد اثلج صدرة كلام امة بالتاكيد من المستحيل كتم صوت الملايين والقضاء على ارادة شعب عظيم -شعب تجاوز حدود الخوف-طالما احنى راسة للرياح مثل اغصان الشجر لكنة لم ينكسر فقد اصبح الغصن الذي تلعب بة الرياح يمينا ويسارا شجرة جذورها في العمق من المستحيل اجتثاثها -قال في نفسة ستنمو اغصانك الذابلة يا وطني وسستفتح ازهارك من جديد -صحيح ان الغربا منعو عنك لما لكن ابناءك سقوك بدمائهم الطاهرة حتى تبقي شامخة لا تنحني للمستبدين