كثيرة هي المبادرات التي طرحت في السابق والتي يجري طرحها اليمن تحت مزاعم حل الازمة اليمنية، هكذا مبادرات جميعها دون استثناء تغرد خارج سرب الحقيقة والواقع لتتحول بذاتها الى منطلق جديد لأزمة جديدة أكثر تعقيدا فجميع المبادرات السابقة لا تختلف عن ام المبادرات"المبادرة الخليجية" التي انتهت الى ما يجري اليوم من نزاع محموم وتعقيدات بالغة في الملف السياسي اليمني المتداخل والمتشعب لماذا؟. لان جميع المبادرات لا تتناول الواقع ولا تبحث المشكلة الرئيسية حيث تسند فحواها الى ما انتهت اليه المشكلة الوقتية الظاهرية اذ تبتعد جميعها عن الاسباب الحقيقية التي تؤول اليها الاوضاع كل مرة.. ما هي المشكلة الرئيسية في الازمة اليمنية؟ اذا فتشنا في فحوى المبادرة الخليجية "أم المبادرات" تلك المبادرة التي تغنى لها الجميع في اليمن والخليج وربما غالبية دول العالم، المبادرة المدعومة من السعودية والولايات المتحدةالأمريكية ودول أخرى والمحفوفة برعاية من الاممالمتحدة، المبادرة التي وقعت عليها جميع القوى اليمنية - اي القوى التي لا تزال حتى اللحظة تمثل القوى الحية في نظر اصحاب المبادرات السابقة والراهنة، تلك القوى سواء المتصارعة اليوم او المتحالفة والمتعاكسة - الاحزاب اليمنية والتيارات الدينية والسياسية والاجتماعية والشخصيات النافذة والقوية في اليمن دون الجنوب الذي لم يكن طرفا في المبادرة الموقع عليها في السعودية ولم يشارك في مؤتمر الحوار الذي جرى احضار ممثلين جنوبيين فيه تم منحهم صفة ممثلي الحراك الجنوبي ولا علاقة لهم في الحراك الجنوبي على الاطلاق، المبادرة التي اخذت اكبر حيز زمني للتداول والمناقشة منذ اعدادها ومراحل تعديلها حتى التوقيع عليها ومن ثم اليتها التنفيذية المزمنة التي شملت مرحلة مؤتمر الحوار اليمني الذي استمر حوالي عشرة اشهر وكذلك المرحلة التي تلت مؤتمر الحوار اليمني وجميع المراحل كانت تشكل في حقيقتها الفشل الذي كان ينمو مع مضي الوقت بالتزامن مع سير يوميات المؤتمر الذي ظهر في نهاية المطاف على انه ليس سوى مرحلة مخاض لميلاد جنين مشوه بل امر عبثي عدمي يتألف من سرابية الحل وفراغ الرؤية وكانت الحرب نتاج تلك المبادرة بل جنينها المشوه، لماذا؟ الجواب وباختصار وبتكرار جديد لان تلك المبادرة لم تبحث اساس المشكلة، لم تناقش اسباب المشكلة، لم تتعاطى مع المشكلة الحقيقية التي تكمن في قضية الجنوب وفي مؤتمر الحوار اليمني من خلال الجنوبيين الذين جرى اختيارهم من قبل صنعاء ومنحهم صفة تمثيل مزورة باسم الحراك الجنوبي جرى التعاطي مع الجنوب كمجرد مشكلة سقف حلها لا يتجاوز سقف حل مشكلة او ظاهرة زواج القاصرات في اليمن. هل قضية الجنوب مشكلة؟ الجنوب قضية حقيقية عادلة ولكن ما يجري في الجنوب افضى الى مشكلة يصعب حلها في حالة تجاهل قضية الجنوب، المشكلة هي التي نتجت بسبب اعلان الحرب على الجنوب في العام 1994م واجتياحها بالقوة وتحويل مشروع الوحدة التي قامت بين الدولتين الى احتلال يمني للجنوب هذا الواقع الاحتلالي هو الذي أدى إلى تخلخل الدولة اليمنية واضعافها لتصبح مسألة مشروع اقامة دولة مدنية امر مستحيل في ظل تفشي الفساد ولجوء شركاء حرب صيف العام 1994م الى التسابق نحو تدجين جماعات ارهابية تعمل لصالح كل منها ولجات قوى النفوذ والسلطة في صنعاء الى اقامة تحالفات مع الخارج تحت مسميات عديدة منها محاربة الارهاب وغيرها من التحالفات التي رضخت لها صنعاء على حساب السيادة والمستقبل السياسي للدولة وفق مصالح ومخاوف شخصية لكل طرف من قوى النفوذ تلك لذلك جرى اهمال ملف الجنوب من قبل كافة القوى الخارجية التي وجدت في رجالات سلطة صنعاء حلفاء قلما تجد شبيه لهم في دول أخرى ووصل الأمر الى ما وصل اليه اليوم، لكن ماذا يجري اليوم؟ اليوم يعاد ذات المشهد من جديد، الجنوب المحتل المهمش المنتزعة حقوقه المهملة قضيته يجري تحويله الى مسرح صراع تلك القوى اليمنية والجنوبيين ليسوا سوى وقود الحرب، هم ضحية صراع الاقليم بينما الحقيقة تؤكد انهم يواصلون ثورتهم التحررية ويقاومون الاحتلال اليمني بكل شجاعة وصمود رغم انهم معزولين من السلاح ورغم معاناتهم وواقعهم المأساوي الذي يعيشونه منذ عشرين عام، لكن هل اتعض الاخرين؟ صنعاء بالطبع لم تتعض ولن تتعض او تدرك أن مشاكلها لا يمكن حلها الا بتحقيق الأمن والاستقرار وهذه تبقى مجرد امنيات ما دامت متشبثة بالجنوب وبثرواته. وكذلك الحال بالنسبة لدول الجوار وغيرها من دول الاقليم والعالم يبدو انها لا تزال تتغافل وتتجاهل الجنوب أو تسعى لتحقيق مشروع حل قضية الجنوب حلا ناقصا لا يتعدى مشروع الفيدرالية الذي سبق ورفضه شعب الجنوب ولا يزال يرفضه ويعده ليس الا خدعة أخرى تشرعن لبقاء واستمرار الاحتلال اليمني في الجنوب فالفيدرالية ليست سوى شكل من اشكال النظام في اطار دولة واحدة.. دول الجوار ومعها دول الاقليم والعالم تكرر نفس الاخطاء السابقة عندما لا تنظر الى الواقع من منظور حقيقي يقوم وينطلق من الواقع حول ما يجري في الجنوب.. ماذا يجري في الجنوب؟ في الجنوب ثورة حقيقية تنطلق من حق مشروع جاء من صلب واقع مرير يعيشه الجنوبيين منذ حرب صيف العام 1994م تلك الحرب التي اعلنتها صنعاء على الجنوب وانتهى معها عقد الوحدة اليمنية ومن ذلك انبثق الحراك الجنوبي السلمي كثورة حضارية تناضل في سبيل استعادة الدولة وتحقيق استقلال الجنوب ولم تسمع لها لا دول الجوار ولا غيرها وبسبب هذه الثورة سفكت دماء الجنوبيين وتجرعوا اشد ويلات العذاب والمعاناة، واليوم وقد فرضت عليهم الحرب الراهنة فهبوا للدفاع عن انفسهم وانتفضوا يتصدون لآلة الحرب وترسانة عفاش العسكرية ومليشيات الحوثي بصدورهم العارية يقدمون المزيد من الشهداء والمزيد من التضحيات والمعاناة في سبيل تحرير الجنوب لا سواه، ورغم ما يجري ورغم اعتراف هذه وتلك الدول بحقيقة ما يجري الا اننا ومن جديد نرى انزلاق اولئك يتعاطون مع واقع الجنوب وفق اعتبارات أخرى ومعايير أخرى فهل يدركون ان الجنوب لم يخرج للدفاع عن شرعية احدا ولم ينتفض لانتزاع مطالب حقوقية او يبحث عن معالجات لقضايا سياسية او لاستعادة وتحقيق مكاسب سياسية أو لتحقيق اهداف منتقصة لأجل انتزاع كرسي لفلان من الناس او لجماعة او قبيلة، بل خرج شعبىالجنوب وسيواصل ثورته التحررية لاستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة مهما كانت الظروف والاسباب اما مشاريع الفيدرالية او الاقاليم فسبق ورفضها شعب الجنوب وسيرفضها اليوم وغدا وسيتحمل نتاج اصراره هذا ولن يكون القادم اشد بؤسا واكبر معاناة واقسى من ما تجرعه في الامس ويتجرعه اليوم شعب الجنوب ثمنا للحرية التي ينشدها. طرحت في السابق والتي يجري طرحها اليمن تحت مزاعم حل الازمة اليمنية، هكذا مبادرات جميعها دون استثناء تغرد خارج سرب الحقيقة والواقع لتتحول بذاتها الى منطلق جديد لأزمة جديدة أكثر تعقيدا فجميع المبادرات السابقة لا تختلف عن ام المبادرات"المبادرة الخليجية" التي انتهت الى ما يجري اليوم من نزاع محموم وتعقيدات بالغة في الملف السياسي اليمني المتداخل والمتشعب لماذا؟. لان جميع المبادرات لا تتناول الواقع ولا تبحث المشكلة الرئيسية حيث تسند فحواها الى ما انتهت اليه المشكلة الوقتية الظاهرية اذ تبتعد جميعها عن الاسباب الحقيقية التي تؤول اليها الاوضاع كل مرة.. ما هي المشكلة الرئيسية في الازمة اليمنية؟ اذا فتشنا في صفحات ام المبادرات " المبادرة الخليجية" تلك المبادرة التي تغنى لها الجميع في اليمن والخليج وربما غالبية دول العالم، المبادرة المدعومة من السعودية والولايات المتحدةالأمريكية ودول أخرى والمحفوفة برعاية من الاممالمتحدة، المبادرة التي وقعت عليها جميع القوى اليمنية - اي القوى التي لا تزال حتى اللحظة تمثل القوى الحية في نظر اصحاب المبادرات السابقة والراهنة، تلك القوى سواء المتصارعة اليوم او المتحالفة والمتعاكسة - الاحزاب اليمنية والتيارات الدينية والسياسية والاجتماعية والشخصيات النافذة والقوية، المبادرة التي اخذت اكبر حيز زمني للتداول والمناقشة منذ اعدادها ومراحل تعديلها حتى التوقيع عليها ومن ثم اليتها التنفيذية المزمنة التي شملت مرحلة مؤتمر الحوار اليمني الذي استمر حوالي عشرة اشهر وكذلك المرحلة التي تلت مؤتمر الحوار اليمني وجميع المراحل كانت تشكل في حقيقتها الفشل الذي كان ينمو مع مضي الوقت بالتزامن مع سير يوميات المؤتمر الذي ظهر في نهاية المطاف على انه ليس سوى مرحلة مخاض لميلاد جنين مشوه بل امر عبثي عدمي يتألف من سرابية الحل وفراغ الرؤية وكانت الحرب نتاج تلك المبادرة بل جنينها المشوه، لماذا؟ الجواب وباختصار وبتكرار جديد لان تلك المبادرة لم تبحث اساس المشكلة، لم تناقش اسباب المشكلة، لم تتعاطى مع المشكلة الحقيقية التي تكمن في قضية الجنوب.. هل قضية الجنوب مشكلة؟ الجنوب قضية حقيقية عادلة ولكن ما يجري في الجنوب افضى الى مشكلة يصعب حلها في حالة تجاهل قضية الجنوب، المشكلة هي التي نتجت بسبب اعلان الحرب على الجنوب في العام 1994م واجتياحها بالقوة وتحويل مشروع الوحدة التي قامت بين الدولتين الى احتلال يمني للجنوب هذا الواقع الاحتلالي هو الذي أدى إلى تخلخل الدولة اليمنية واضعافها لتصبح مسألة مشروع اقامة دولة مدنية امر مستحيل في ظل تفشي الفساد ولجوء شركاء حرب صيف العام 1994م الى التسابق نحو تدجين جماعات ارهابية تعمل لصالح كل منها ولجات قوى النفوذ والسلطة في صنعاء الى اقامة تحالفات مع الخارج تحت مسميات عديدة منها محاربة الارهاب وغيرها من التحالفات التي رضخت لها صنعاء على حساب السيادة والمستقبل السياسي للدولة وفق مصالح ومخاوف شخصية لكل طرف من قوى النفوذ تلك لذلك جرى اهمال ملف الجنوب من قبل كافة القوى الخارجية التي وجدت في رجالات سلطة صنعاء حلفاء قلما تجد شبيه لهم في دول أخرى ووصل الأمر الى ما وصل اليه اليوم، لكن ماذا يجري اليوم؟ اليوم يعاد ذات المشهد من جديد، الجنوب المحتل المهمش المنتزعة حقوقه المهملة قضيته يجري تحويله الى مسرح صراع تلك القوى اليمنية والجنوبيين ليسوا سوى وقود الحرب، هم ضحية صراع الاقليم بينما الحقيقة تؤكد انهم يواصلون ثورتهم التحررية ويقاومون الاحتلال اليمني بكل شجاعة وصمود رغم انهم معزولين من السلاح ورغم معاناتهم وواقعهم المأساوي الذي يعيشونه منذ عشرين عام، لكن هل اتعض الاخرين؟ صنعاء بالطبع لم تتعض ولن تتعض او تدرك أن مشاكلها لا يمكن حلها الا بتحقيق الأمن والاستقرار وهذه تبقى مجرد امنيات ما دامت متشبثة بالجنوب وبثرواته. وكذلك الحال بالنسبة لدول الجوار وغيرها من دول الاقليم والعالم يبدو انها لا تزال تتغافل وتتجاهل الجنوب أو تسعى لتحقيق مشروع حل قضية الجنوب حلا ناقصا لا يتعدى مشروع الفيدرالية الذي سبق ورفضه شعب الجنوب ولا يزال يرفضه ويعده ليس الا خدعة أخرى تشرعن لبقاء واستمرار الاحتلال اليمني في الجنوب فالفيدرالية ليست سوى شكل من اشكال النظام في اطار دولة واحدة.. دول الجوار ومعها دول الاقليم والعالم تكرر نفس الاخطاء السابقة عندما لا تنظر الى الواقع من منظور حقيقي يقوم وينطلق من الواقع حول ما يجري في الجنوب.. ماذا يجري في الجنوب؟ في الجنوب ثورة حقيقية تنطلق من حق مشروع جاء من صلب واقع مرير يعيشه الجنوبيين منذ حرب صيف العام 1994م تلك الحرب التي اعلنتها صنعاء على الجنوب وانتهى معها عقد الوحدة اليمنية ومن ذلك انبثق الحراك الجنوبي السلمي كثورة حضارية تناضل في سبيل استعادة الدولة وتحقيق استقلال الجنوب ولم تسمع لها لا دول الجوار ولا غيرها وبسبب هذه الثورة سفكت دماء الجنوبيين وتجرعوا اشد ويلات العذاب والمعاناة، واليوم وقد فرضت عليهم الحرب الراهنة فهبوا للدفاع عن انفسهم وانتفضوا يتصدون لآلة الحرب وترسانة عفاش العسكرية ومليشيات الحوثي بصدورهم العارية يقدمون المزيد من الشهداء والمزيد من التضحيات والمعاناة في سبيل تحرير الجنوب لا سواه، ورغم ما يجري ورغم اعتراف هذه وتلك الدول بحقيقة ما يجري الا اننا ومن جديد نرى انزلاق اولئك يتعاطون مع واقع الجنوب وفق اعتبارات أخرى ومعايير أخرى فهل يدركون ان الجنوب لم يخرج للدفاع عن شرعية احدا ولم ينتفض لانتزاع مطالب حقوقية او يبحث عن معالجات لقضايا سياسية او لاستعادة وتحقيق مكاسب سياسية أو لتحقيق اهداف منتقصة لأجل انتزاع كرسي لفلان من الناس او لجماعة او قبيلة، بل خرج شعبىالجنوب وسيواصل ثورته التحررية لاستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة مهما كانت الظروف والاسباب اما مشاريع الفيدرالية او الاقاليم فسبق ورفضها شعب الجنوب وسيرفضها اليوم وغدا وسيتحمل نتاج اصراره هذا ولن يكون القادم اشد بؤسا واكبر معاناة واقسى من ما تجرعه في الامس ويتجرعه اليوم شعب الجنوب ثمنا للحرية التي ينشدها.