يشكو مقاولو المشاريع بمديريتي الحبيلين والملاح بردفان بمحافظة لحج من عدم تسليمهم لمستحقاتهم المالية الخاصة بالمشاريع الحيوية والخدمية التي قاموا بإنجازها وفقا للعقود والاتفاقيات المبرمة بينهم وبين السلطات المحلية التي تحول البعض من المسئولين فيها إلى سماسرة وتجار الأمر الذي تسبب بتكبد مقاولو المشاريع خسائر مالية فادحة تقدر بعشرات الملايين علاوة على ذالك فقد أدى عدم صرف مستحقات المقاولين من قبل السلطات المحلية إلى تعثر تنفيذ العديد من المشاريع وعزوف الكثير من المقاولين عن الدخول في مناقصات لتنفيذ المشاريع المعلن عنها في تلك المديريات . ووفقا لأحاديث مهندسين ومشرفين على تلك المشاريع وأعضاء في المجالس المحلية فأن البعض من المسئولين وأعضاء في الهيئات الإدارية يقومون بممارسة ضغوطات على المقاولين بعدم التوقيع على صرف مستخلصاتهم المالية بغية الحصول على مبالغ مالية كبيرة من تلك المخصصات رغم استكمال تنفيذ المشاريع وفقا للمخططات الهندسية وجداول الكميات والفترات الزمنية المتفق عليها . - المقاول محسن الضالعي أنموذجاً :
المقاول محسن مثنى حسين الضالعي أحد المقاولين الذين تعرضوا لخسائر فادحة بسبب فساد القائمين على المشاريع روى ل"الأمناء" تفاصيل رحلته المضنية والشاقة لمتابعة الحصول على مستحقاته المالية البالغة نحو (50) مليون ريال خلال فترة تزيد عن ثلاث سنوات أنفق خلالها كل ما يملك وأصبح مهدد حتى بالطرد من المنزل الذي يستأجره لأفراد أسرته بسبب عدم تمكنه من الإيفاء بالتزاماته المالية والديون التي استدانها لإنجاز المشاريع في مديريتي الملاح والحبيلين ويقول( لقد قمت بتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية والخدمية بمديرية الملاح ومنها مشروع الحاجز المائي بمنطقة لصات والبالغ كلفته أكثر من (43) مليون ريال مع الأعمال الإضافية وقد قمت بإنجاز المشروع وفق المخططات والتصاميم الهندسية وخلال الفترة المحددة بالعقد , وقمت بتسليم المشروع وفقاً لمحضر الاستلام والتسليم المرفق والموقع بتاريخ 27مايو 2011م وعلى الرغم من قيامي بإنجاز المشروع ووجود المستخلصات المالية للأعمال التي تم تنفيذها والإقرار عليها من قبل مدير الأشغال والهيئة الإدارية للمجلس المحلي إلا أنه وحتى اللحظة لم يتم صرف مستحقاتي المالية رغم وجود قرار من الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالملاح والذي اتخذه غي جلسته المنعقدة في 12نوفمبر 2011م والذي أقرت فيه صرف مستحقات المشاريع التي تم تنفيذها بنسبة 80% من مخصصات صندوق النظافة وكذالك وجود مذكرة من قبل الأمين العام ورئيس لجنة التخطيط ولجنة الخدمات موجهه إلى محافظ لحج تطالب بصرف مستحقاتي المالية كعهدة حتى يصل الدعم المركزي إلا أن ذالك لم يتم ) .
معاناة المقاول الضالعي وخسائره المالية لم تقف عند هذا المشروع بل أنه وعلى أمل تحسن الوضع وصدق نوايا السلطة المحلية بصرف مستحقاته فقد قام بتنفيذ مشروع آخر بمديرية الملاح هو مشروع شق طريق (المصينعة – لصات) والبالغ كلفته حوالي ثلاثين مليون ريال , حيث قام بتحمل نفقات مالية وديون طائلة لإنجاز المشروع خلال الفترة المتفق عليها في العقد ولكن كما يقول (لا حياة لمن تنادي) ويضيف المقاول محسن مثنى حسين الضالعي بالقول ( لم أكن أتوقع بأن تصل الأمور إلى هذا الحد بحيث يتم معاملة المخلصين والشرفاء مثل السرق والمتلاعبين , لقد خسرت كل ما أملك في سبيل متابعة مستحقاتي وتحولنا كأننا شحاذين أمام أبواب مكاتب المسئولين ولسنا أصحاب حقوق , حيث تم وبعد متابعات مضنية وشاقة صرف مبالغ مالية زهيدة من مستحقاتي لهذين المشروعين بحيث إن إجمالي مستحقاتي المتبقية لهذين المشروعين تقدر بحوالي (50) مليون ريال في مديرية الملاح وحدها إضافة مبلغ وقدره (15618125) ريال كلفة مشروع طريق (هنمة – حيد ردفان) بمديرية الحبيلين والذي قمت بتنفيذه بزيادة على ماتم التوقيع عليه في العقد والذي تم استلام الموقع مني في ديسمبر من العام 2010م ولم يتم صرف مستخلصاتي المالية حتى اللحظة ) ورفع المقاول محسن مثنى الضالعي عبر "الأمناء" نداءً عاجلا إلى الجهات المختصة في المحافظة والوزارة ورئاسة الجمهورية بإنصافه وصرف مستحقاته المالية وتشكيل لجنة للتحقيق ومحاسبة قيادات السلطة المحلية والهيئة الإدارية بمديريتي الحبيلين والملاح عن أسباب عدم صرف مستحقاته المالية وتعويضه عما لحق به من أضرار مادية ومعنوية جراء ذالك التماطل والتسويف والتلاعب وكذالك الاطلاع على سير تنفيذ المشاريع على أرض الواقع ومعرفة أسباب عزوف المقاولين عن التقدم بعطاءاتهم لتنفيذ المشاريع بعد مشاهدتهم لما يتم على أرض الواقع . كذالك الحال مع المقاول المنفذ لمشروع رصف شارع مدينة الحبيلين الشيخ ناصر مهدي المسعودي والذي بدا العمل في المشروع البالغ كلفته (19) مليون ريال عام 2009م ولم يتسلم القسط الأول إلا قبل حوالي شهر كما يقول وبعد إن أنفق كل ما يملك لمتابعة حصوله على مستحقاته وبعد تعرض آلاته ومعداته والأحجار الموجودة في الموقع للسرقة , ويقول الشيخ ناصر المسعودي بأنه الان متخوف من مواصلة إنجاز العمل في المشروع لعدم ثقته بالجهات المختصة من منحه مستحقات القسط الثاني الأمر الذي يهدد المشروع بالانهيار . - وللمختصين حديث : من جانبهم عبر مدير مكتب الأشغال العامة والطرق بالحبيلين محمد عقيل والمهندس محمد يوسف العرابي عن استغرابهما للمماطلة السلطة المحلية في الحبيلين بصرف مستحقات المقاول الضالعي الذي قالوا بأنه قد قام بإنجاز المشروع بنسبة 120% بموجب المواصفات وجداول الكميات (أي بزيادة عن ما تم الاتفاق عليه) بحيث من المفترض مكافئته وتكريمه لا جرجرته وحرمانه من مستحقاته , مؤكدين بأن مثل تلك الممارسات قد دفعت بالكثير من المقاولين بالعزوف بالتقدم لأي عطاء أو مناقصات لتنفيذ أي مشاريع الأمر الذي قالوا بأنه قد أدى أيضا إلى تعثر تنفيذ الكثير من المشاريع الحيوية والخدمية التي يجري تنفيذها . - اتهامات للسلطات المحلية : عدد كبير من المواطنين من أبناء مديريتي الملاح والحبيلين حملوا السلطات المحلية والمجالس المحلية المسئولية الكاملة في تعثر تنفيذ المشاريع والتي توقفت وذهبت مخصصاتها أدراج الرياح علاوة على المشاريع التي وصفوها بالوهمية والتي يتم تسجيلها بأنها مشاريع منجزة وهي في الأساس لم ترى النور . وأضاف المواطنون في أحاديثهم للصحيفة بأنه ينبغي عن المسئولين تشجيع المقاولين النزيهين والمخلصين في عملهم من خلال تسهيل عملية حصولهم على مستحقاتهم المالية أولا بأول ومحاسبة المقصرين عن تنفيذ عملهم والذي أصبح التعامل معهم بالعكس بحيث يتم دعمهم وتسهيل تمرير عمليات حصولهم على المستخلصات المالية بطرق ملتوية وغير قانونية , مستغلين حالة غياب الرقابة والمحاسبة التي جعلتهم تجار وليس مسئولين (بحسب أحاديث المواطنين) . - وللمحرر كلمة : المقاول محسن مثنى الضالعي ما هو إلا نموذجا لعشرات المقاولين الذين أنفقوا كل ما يملكون لمتابعة الجهات المختصة لمنحهم مخصصاتهم المالية الخاصة بالمشاريع التي أنجزوها وتعرضوا لضغوطات وممارسات غير قانونية من قبل لا نقول جميع المسئولين ولكن البعض مع تقديرنا لبعض المسئولين الذين يعملون بإخلاص لخدمة المواطنين وتسهيل إجراءات حصول المقاولين على مستحقاتهم المالية , والذين استغلوا ما تمر البلاد من انفلات وفوضى ليتحولوا إلى تجار وسماسرة . رسالة نوجهها عبر "الأمناء" إلى كل المختصين والقائمين على أمر المشاريع سواء التي جرا أو يجري تنفيذها في مديريتي الملاح والحبيلين بأن يتقوا الله فيما يقومون به من أعمال ويعطوا كل ذي حقه وفي مقدمة ذالك إنصاف المقاول محسن مثنى حسين الضالعي الذي أصبح مهددا حتى بالطرد من منزله بسبب ما عليه من ديون والتزامات تحملها حتى يحصل على مستحقاته المالية البالغة نحو خمسين مليون ريال .