غالبية هيئة مؤتمر الجامع يرفضون دعوة الاجتماع في الوادي    كهرباء شبوة.. إشراقة جديدة ضمن المنح الإماراتية الكريمة    علماء الحديدة: لا عذر أمام الله في التخلف عن نصرة غزة    رئيس الجمعية الوطنية يُعزّي حمدي غازي في وفاة والدته    جبر الخواطر يكفيك شر المخاطر:    الوصل الإماراتي يتعاقد مع البرازيلي فاريتا    أفضل أرضية ملعب في اليمن تصل ملعب وحدة عدن بجودة مواصفات "فيفا" العالمية    صنعاء.. سائق يحرق باصه احتجاجا على تعسفات المليشيا    مجلس القضاء الأعلى يعتمد صرف العلاوات ويشكل لجنة لمراجعة الأجور    سينر يعيد المتورط بقضية المنشطات    هل يقلل الذكاء الاصطناعي من قدرات التفكير لدى الطلاب؟    سقط بشكل مفاجئ.. وفاة قيادي حوثي أثناء اعتدائه على باعة متجولين في إب    لامين جمال يختار 6 لاعبين من ريال مدريد في تشكيلته التاريخية المثالية    مسارات الصراع في الشرق الاوسط ومكان الجنوب    مسيرة الطحين.. تظاهرة لإسرائيليين في تل أبيب تنديدا بسياسة التجويع بغزة    مجلس الأمن يعتمد قرارا لحل النزاعات بالطرق السلمية    إصابة امرأة بانفجار لغم حوثي في الجوف اليمنية    طرد عصابة مجلس النواب اليمني    فضيحة مالية تهز أروقة رئاسة الوزراء: اختفاء 100 مليون ريال ومصير غامض يثير الجدل    محلل سياسي أمريكي.. لماذا يجب على الهند الاعتراف باستقلال جنوب اليمن؟    بتوجيهات من المحرّمي.. إحالة ملف مقطورات غاز مهربة إلى نيابة مكافحة الفساد بعدن    ندوة في البيضاء حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني    الحزام الأمني بالعاصمة عدن يكشف ملابسات توقيف الجرادي    ترامب :اليابان ستستثمر550 مليار دولار في أمريكا وستدفع 15% رسوما جمركية    روسيا.. العثور على مقبرة للحيتان القديمة في أرخبيل فرانز جوزيف    صحيفة إيرلندية: إغلاق ميناء إيلات الإسرائيلي انتصار لقوات صنعاء    تصفيات دوري أبطال أوروبا: رينجرز يحقق انتصارا مريحا على باناثينايكوس    السيتي يجهّز عرضًا بقيمة 80 مليون يورو لضم نجم برشلونة    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    من يومياتي في أمريكا.. صديق بصدفة قدر    تدشين العمل بشاحنة صهريج نقل الحليب في الحديدة    العثور على جثة شاب في منطقة وعرة غرب محافظة الضالع وسط غموض يحيط بوفاته    من الجامعة العربية.. اليمن تدعو لكسر حصار غزة ووقف الإبادة الجماعية    ترتيبات مع الخطوط الملكية الأردنية لتسيير رحلات إلى عدن    وزير الشباب يلتقي منتخب الشباب الذي يقيم معسكره في صنعاء    وزارة المالية تسلم 20 آلية نظافة لعدد من المحافظات    مملكة حضرموت رافعة الجنوب العربي وصانعة التاريخ    الوكيل ا.د سالم الشبحي حراك صحي خلاق ونصائح لابد منها    جريمةُ ظليمينَ البشعةُ تهزُّ شبوةَ    الرئيس الزُبيدي يُعزّي بوفاة المناضل علي قائد أحمد الحوشبي    ضمن حملتها على حملة القرآن.. مليشيا الحوثي تختطف حافظا للقرآن بالقراءات العشر    5 أعراض للنوبة القلبية... انتبه لها    مانشستر يونايتد يعلن التعاقد مع الكاميروني برايان مبويمو    عاجل: التعرف على شركاء جدد في مقتل "ياسين بلعيد الخليفي"    "حكاية ريشة" ..معرض فني من صنعاء إلى غزة    دراسة: تناول الأفوكادو مساء يقلل الدهون الثلاثية ويحسن صحة القلب    سرب من الدبابير يهاجم طفلا في تايلاند ويودى بحياته    صنعاء .. البنك المركزي يصدر قرارًا بشأن الطبعة الجديدة من العملة الورقية    أطباء بلا حدود: تفشي الحصبة في ذمار يهدد حياة آلاف الأطفال    العملة بين مطرقة السياسة وسندان الجوع.. هل من حقّنا أن نطبع؟    إصلاح عمران يعزي بوفاة حرم الشهيد الثائر حميد بن حسين الأحمر    توكل كرمان.. والراقصة المصرية التي تقيم افطار صائم من مال حرام    دراسة تكشف حقائق "صادمة" عن طب "العصور المظلمة"    في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام .. قائد الثورة : موقفنا ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني    فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (5)    السيد القائد: نحيي ذكرى استشهاد الامام زيد كرمز تصدى للطاغوت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعتذار لله.. ربك سيدتي
نشر في حياة عدن يوم 09 - 06 - 2010


إليها في عيد ميلادها..
بعد 32 عاما من رحلة الحياة لا تزال روحك طاهر كقبلة طفل.. أحلاما و أفعالا
span style=\"color: #800000\"1
طويلا فكرت قبل كتابة هذا المقال، ففي بلادنا لايقيدك عن الكتابة السياسية شيئ.. لكنك ترتعب وأنت تريد كتابة رسالة لروحك..
لمن تتنفسه برئتيك نقاءا..
كيف يمكن أن نتحدث عن التداول السلمي للسلطة.. عن حقك في رئيس جديد.. لكن في أقرب ما في الحياة لك.. تتلفت كثيرا.. خاصة وأنت تريد حماية نفسك من أذية طالتك.. وبك طالت من تحب..
ويزيد من الأمر انك لا تريد كتابة عن مرأة كزوجة حبيبة، بل عنها كامرأة تملك من القدرات مايستحق الإشادة.
مرات عدة غيرت رأيي عن كتابة هذا، لكن نفخة ربي قالت لي ذات فجر: العمل من أجل الناس رياء.. نعم، ولكن تركه من أجلهم شرك.. وسبحانك ربي كفرت بالناس وبسطوتهم وسلطانهم.. وخيركم خيركم لأهله.
كتب أخي جمال أنعم، بإكبار عن المجتمع الأميركي الذي تعد العلاقة بين شريكي الحياة من اهم مافي المهرجانات الانتخابية، متذكرا حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي نعرف دور خديجة في حياته.. دور عائشة.. نسمعه للان يتحدث بكل شفافية ووضوح عن تآثيرهن في حياته..
ولانستطيع نحن لا تمثل المجتمع الامريكي ولا اتباع سنة الانبياء، لأن ناموس الحياة العامة في اليمن صار شاذا، من السهل فيه الحياة داخل الجنس الواحد، من ان تعيش محاولا الاكتمال. علما بانه كلما قدرنا على تغييب نصفنا (كنا رجلا أو امرأة)، كان انفتاحنا تافها.. مريضا.. مغرقا في الخراب.
ونمت لدينا سلوكيات متناقضة، مع غير نسائنا يكون الواحد منا منفتحا.. متواضعا.. حداثيا.. مع حرية المرأة وحقوقها بلاحساب..
لكن مع نساء يخصنه يتفتت كل ذلك.. وهو في الحقيقة تأكيد لعدم احترام الأنثى بداية.. ثم قلة احترام الذات.. لان القريبة هي من تكشف لك معدنك الحقيقي.
span style=\"color: #800000\"2
كان أبي مغتربا، وأمي هي من تولت تربيتنا.. لكن حين صرت "رجلا" نسيت أمي.. لم أعد أرى النساء إلا كما قالت لي كتب الزمن التائه، وسلوكيات الحاضر المريض.
وفي أي من مرحل حياتي، عضوا في رحلات التبليغ أو دروس السلفيين أو حلقات الصوفيين أو أسر الإخوان، أو بعدها حين ابتعدت عن كل ذلك، لم أتذكر ولا مرة أمي أو أختي وأنا أتعامل مع النساء.. عشت بلا أم أو أخت..
أما الصديقات فهذه تنتظر فلسفة أخرى أتربى عليها أنا وهن كي نعرف تماما معنى الصداقة.. نحن لا نعرفها لا رجالا ورجالا ولا نساء ونساء. فكيف بالآخر الذي لا نعرف منه حتى آولادنا وبناتنا.. هن مستترات منا نحن محارمهن.. فكيف إذا سنكون آو سيكن خارج هذا الإطار. وما في التجارب لا يشجع كثيرا..
فمن انفتح منا توقف عند مشاركته هو كرجل مجتمعا مختلطا لكن نسائه يبقين هناك بعيدا حيث يربيهن على عدم احترام مجتمعه الذي يعيش فيه هو كرجل.. اقصد مجتمع الاختلاط.
span style=\"color: #800000\"3
لن أتحدث هنا عن الحب، فلست في حالة يمكنني بها الحديث عنه.. الذي أريده من هذا المقال هو اعتذار لامرأة اضائت حياتي..
عرفت معها كمال الإنسان.. وطهره الإنسانية..
صارت في عيني هي كل النساء، وهو مقابل منحي الكمال، جعل النساء في نظري في مكان أكثر احتراما..
سيدتي: بك ومعك بدوت مختلف التفكير، متغير المنطق.. أعمق تغييرا من المظهر الذي انتمى لي وانتميت له على يدها..
أجلك سيدتي، يامن سكبت روحك مدادا لقلمي..
غيرت أمام عيوني الزمان والمكان..
قربتيني من كل ماهو جزء من روحي.. حتى ابتسامة وجه أمي وحزن عيني أبي..
إخوتي، نفحة وافتهان وأمة الرحمن.. يمكنك أن تسمعي نذير وحامد والأخير يقول لي: لم أراك تبتسم لي بهذه الطريقة من قبل..
أيمن ابن أختي لم أعرف عينيه إلا بعد أن تحركت روحي بك..
هديل وعبدالله، الذين رغم ارتباكات سيتوجب الحديث عنها بعمومية في محاولة لتوقيفها، ماكنت أعرف كيف يبتسمون.. ماهي مقاسات أحذيتهم.. ماذا تقول نبرة أصواتهم..
كان بعض من تأخذ علاقتي بهم من وقتي وجهدي أضعاف مضاعفة مما أعيشه مع عبدالله أو هديل ينصحني أنتبه لأولادي، ووحدك قدت يدي ليصبح ولدي دفقة في فؤادي..
أعيش بهم ومعهم كأب وأبناء، فنحن لسنا جيلا واحدا ولا حاجة واحدة. يالله، الأكبر في سنته الدراسية السابعة، لم أعرف كيف يكتب ولم أشاركه حل واجبه قبلا..
قالت لي: لمن تكتب؟، فرأيت بعينيها أي مسافة بيني وبين الناس.. واكتشفت حياة الافتعال التي نعيش فيها وتعيش فينا.. وسألت: كيف تعيش مفتعلا.. بأي رصيد إذن تعيش حياة لست أنت فيها ولا هي منك.
بصفاء روحك أعدت رسم علاقتي بالله..
بالقرآن،
بمحمد النبي اليتيم الذي يحيا في روحك..
بسعد بن معاذ الذي كأني أول مرة أسمع به..
وبالكثير من الرجال والنساء بمختلف أزمانهم ووظائفهم..
قلت: الله يحفظها، على امرأة كانت ترقص كالطير.. وكنت ككل من حولي مشغولين بجسدها.. ومن وراء نظراتك لها وصوت دعاك خجلت روحي مني.. مالذي يفسد أرواحنا حتى تصير عندنا النساء كل النساء، أنثى أمام ذكر ومشروع فراش..
في النقاش قلت لي بهدوء: المرأة عندكم ليست روحا ولا عقلا.. تعرفين من رأيت لحظتها.. رأيت وجه أمي وأختي.. وبدأ عندي مشوار عاصف من المعارك الداخلية.. ليت ربي يعينني لأصمد مع نتيجته.. نتيجته التي جعلت روحي حية يقظة.. ولكنها مرتعبة أن تتركيها تعيش غربتها التي بدأت باستيقاظها على يديك...
تمر عليٌ آية من القرآن فألمسها.. لكأنها تحدثني أنا.. تختبر روحي أنا..
تحملني المسئولية أنا.
أسمع وعظا عميقا من أغنية تشكو الظلم.. وتنطق بالتوجع..
نعم لقد تكشف لي عالما من الصوت الداخلي الذي ينبع عن الروح.. دعكم، من حبنا والحب شعلة مضيئة.. في الأمر شيئ آخر..
فيه كمال امرأة.
عظمةإنسان..
وكلها صفات ممكنة لإنسان كافح ليحمي روحه كي تبقى متصلة بمن هي نفخة من روحه.
سيدتي:
بعد زمن طويل من عقوبة سماوية ممن يحول بين المرأ وقلبه، بسبب خداع الروح ومحاولة الهرب من يقظتها..
أعترف بكمالك البشري الذي يعيد لي الثقة بي كرجل نصفه أمثالك..
span style=\"color: #800000\"4
بنت أمي بيتنا.. كان أبي فقط يرسل الحوالات من غربته..
علمتني.. نلنا بنيها وبناتها أفضل ماهو موجود في محيطنا من تعليم..
حتى وهي لا تقرأ ولا تكتب عرفت مجلة "ماجد" وليس في قريتنا كهرباء ولا طرق..
لكن حين كبرت، وبسبب تقاليد هذه البلاد الاجتماعية الخانقة اختفت أمي من بين عيني.. ومعها شقيقاتي.. ولما ظهرت أنت كنت مبهرة لي حد الخذلان العميق.. خذلاني لي ولك ولمن يعلم السر وأخفى..
وإني أعتذر..
اعتذر من روحي أنا..
من ربي أنا.
و أستسمحه، وأدعوه يحررني من عقدة النقص التي يردم مجتمعنا أرواحنا وشخصياتنا بها وفيها بدعوى الرجولة وقيم مهترأة لا تسافر معنا حتى نصف ساعة بعيدا عنه.
span style=\"color: #800000\"5
سيدتي..
جامعة بين رزانة الصحراء الحضرمية حيث مرابع الأهل، ودفق شواطئ عدن حيث عشت وتربيت.. وبعون ورعاية منه وحده سبحانه، نحت شخصيتك التي أقف لها بكل إجلال.. جامعة بين النزاهة.. واليقين.. والإيمان العميق.
متميزة في كل نقاش.. تميز مصدره تأملك الذاتي وحدسك الانثوي أولا..
وهو حدس ذكرني بما كتبته الفيلسوفة ليندا جين شيفرد، عن الحدس كطريق أخر للمعرفة.. عن صوت الأنثوية البازغ، عن الشعور كدافع للبحث بحب.. عن التلقي بالانصات للطبيعة.. عن اكتشاف أنفسنا بالتجربة.
وأقف مقرا لك بي.. وبأني مدحت كثيرا بمالم أفعل.. والله يذمني لأنه يكره الذين "يحبون أن يحمدوا بمالم يفعلوا..".
ولن يسعدنس كأن أراك حيث تستحقين..
حيث ترضين عن نفسك وروحك التي لم يعلمني سواها شعور الطهر والنقاء. أكتب لك عرفانا..
وعبرك لأمي اعتذارا لتجاوزي مكانتها بادعاء التميز الرجولي..
والله يقول الحق وهو احكم الحاكمين

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.