الفقراء وحدهم قوميون، يؤمنون بالعروبة، ويحلمون بالوحدة، ويضحّون في سبيل قضايا الأمة، ويبكون في صمت حال الوطن الكبير، الفقراء وحدهم، يتذكرون جمال عبد الناصر باعتزاز، ويفخرون برجولة صدام حسين الذي قاوم الغزاة ثم تقدم إلى الموت شامخا، ويحفظون مقولات معمر القذافي عن ظهر قلب، ويبتهجون لانتصاراته ويؤيدونه في مواقفه الوحدوية. الفقراء وحدهم، يتعاطفون مع اليمن في حربه ضد الإرهاب وضد الشعوبيين، وضد المتآمرين، ويخافون على السودان من كل ما يستهدفه في السر والعلن، من محاولات التجزئة والتفكيك ويتمنون عودة الوئام بين المغرب والجزائر، وفتح الحدود بعد سنوات الجفاء. والفقراء وحدهم يشعرون بخطر المد الفارسي على الوطن العربي، وبخطر الفتنة الطائفية التي لم تعد تخفى على كل ذي عين تبصر وعقل يفكر. والفقراء وحدهم يتألمون للحصار الظالم على قطاع غزة، ولا يضيرهم أن يقولوا إن هناك خيانات وهناك خونة، وإن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على القضية الفلسطينية. والفقراء وحدهم صادقون في دفاعهم عن الجزر الإماراتية المحتلة من قبل الطغيان الفارسي، وعن سبتة ومليلة المغربيتين المحتلتين من قبل الإسبان، وعن الجولان السوري المستهدف في عروبته من قبل الكيان الصهيوني البغيض. والفقراء وحدهم، من يتجرؤون على الإعلان بأن من حق المملكة المغربية الدفاع عن حقها الشرعي والتاريخي في صحرائها وإقليمها الجنوبي. والفقراء وحدهم قادرون على لعن الأنظمة الخائنة والمتواطئة مع العدو، وعلى التشكيك في دور الجامعة العربية، وعلى انتقاد حالة الفساد المهيمنة على النظام الرسمي العربي، وعلى إعلان كراهيتهم العميقة للصهاينة ومن والاهم ومن تبعهم إلى يوم الآخرة بالصمت والخنوع. أما الأثرياء، فلا شيء يلهيهم عن جمع الثروات وعن خدمة مصالحهم والمحافظة عليها، وعن تمتين روابط زواج المتعة بين المال والسلطة، وما ينتج عنه من فساد يعصف بمصالح الجماهير التي يعاني أغلبها من الفقر والأمية والجوع والتهميش.. والأثرياء من أبناء أمتنا، لا يهمهم أن يستوطن مالهم بنوك واشنطن أو تل أبيب، ولا أن يعقدوا الصفقات مع الإرهابيين أو الصهاينة، ولا أن يتحالفوا مع الأعداء لضرب الحلم القومي والمشروع القومي والقضايا القومية.. وربما من أجل ذلك، نشكر الفقر على أنه البيئة الوحيدة التي ما زالت تحافظ على شعار العروبة، وعلى روحية الاستعداد للدفاع عن قضايا الأمة.. span style=\"color: #333399\"*العرب أونلاين