span style=\"font-size: medium; \"في ظروف كالتي تمر بها مدينة عدن خاصة واليمن عامة...نحتاج ان نخرج من قمقم الاكتئاب الذي يحاول القاصدون حشرنا فيه...ان نغير عالمنا المليء بالقتل والدماء..والمؤامرات..ان نصنع بصيص من الأمل يضيء دروبنا التي يحاولون إقحامها في فواجعهم.. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"عاشت عدن نوعا من هذا التفتح الذهني الذي أوحى لنا ان وطننا يسير نحو الإبداع لكن كل الأيادي تمتد لقتله بدلا من الاهتمام به.. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"مسرحية (عود ثقاب ) للمبدع عمرو جمال, والتي تعرض في عدن هذه الأيام ليست مجرد مسرحية للترفيه او النقد المعيشي المعتاد...او مشاهد هزلية فارغة المضمون..إنما كانت نوعا من محاولة إصلاح مسار التعامل مع المرأة في مجتمع غض الطرف عن كل تلك التجاوزات التي ترتكب في حق المرأة الفترة الماضية.. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"أمل بطلة المسرحية تعني كل حاضرة من النساء..كدت اسمع أصوات أنين كل الجالسات المشاهدات بانتباه ...كانت كلماتهن تخنقها الحناجر بغصة وألم.. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"حال المرأة في وطني أشبه بمذبحة كبرى..لا تراها أعين حقوق الإنسان ولا تسمعها أذان كل المنظمات التي كثرت دون فائدة تذكر..تنتهك طفولة الفتاة وتقاد إلى بيت العبودية دون ان يعرف عنها احد..توأد أحلامها الصغيرة..لتعيش تبكي على ضريحها عمرا في صمت..وذل span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"هي المعنفة اسريا منذ صغرها .. تحمل أعباء اكبر منها تفقدها مذاق الحياة الحلو لتصبح مجرد دمية يحركونها كيف يشاءون..ومتى يشاءون.. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لتكبر وتجد نفسها معنفة اجتماعيا لاحقا في مجتمع ينكر على المرأة كونها بشراً لها تماما ما للرجل من الحقوق وعليها ما عليه من الواجبات...فيصبح كل ما يطلب منها واجبات دون حقوق..دون رحمة وشفقة ..او أذن صاغية لوجعها.. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"كشفت مسرحية عود ثقاب حقيقة يحاول الجميع التستر عليها في مجتمع غاب فيه الوعي ..وانجرف الجميع نحو حياة لا تمت لنا بصلة..ينحرون بسكين الدين أعناق أمل الفتيات الحالمات بمستقبل جميل تكون فيه إحداهن طبيبة او مهندسة..تحلم ان تكون عضو فعال في وطنا تراه ملجأها في الغد..وتكمن المصيبة الكبرى ان المرأة عدوة نفسها أحيانا ...فتجد كثير من الأمهات يدفن أحلام صغيراتهن ..ويصنعن منهن نسخة مكررة منهن ومن تلك الطاعة المقززة التي تمتهن فيها كرامتهن بحجة أنها امرأة وليس للمرأة إلا السمع والطاعة..وبيت زوجها.. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"زوجها الذي يصبح سجانها ..يعبث بأيامها كيف يشاء ... خاصة وان كان يكبرها سنا وجاها ...فتتحول من زوجة إلى جارية...وأمة..يطرق رأسها بأوامره ليلا نهارا..دون أدنى احتراما لها...يلهو كيف يشاء ..ليعود إليها ...يمد يد طاعته فتقبلها تلك المسكينة في خضوع تام..وتصبح حياتها مشاهد مملة في مسرحية مرة..ولا يعلم احد متى تنتهي فصولها.. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"شكرا كثيرا لكل من ساهم في هكذا عمل ذو قيمة حياتية ..ومعنوية...تجعل من الإبداع رسالة قيمة في صنع غدا جديد لمجتمع يكاد ان يندثر..