مشهدان مختلفان تماما عن بعضهما, شهدتهما الساحة الجنوبية وتحديدا محافظة أبين والعاصمة عدن , وتابعتهما وسائل الإعلام في الداخل والخارج وغطت وقائعهما كعادتها بما لا يرضي شرف العمل المهني قبل الواجب والضمير الانساني , المشهد الأول تلك الملاحم البطولية التي خاضها المقاتلين الجنوبيين الأشاوس في اللجان الشعبية وجسدوا نضالهم البطولي بتحريرهم لمدينة " لودر " الصمود والفداء والشموخ والإباء من قاعدة أنصار الشريعة , أما المشهد الثاني فقد جرت أحداته هنا في العاصمة عدن , عدن الحضارة والتاريخ والثقافة والمدنية والحب والجمال , مشهد اقل ما يمكن أن يوصف به انه همجي بربري عنجهي مخزي لتلك القيادة والقوات التابعة لجيش الاحتلال اليمني حين أقدمت على غزو مدينة المعلا الحبيبة الغالية – وما أغلى مدن وقرى الجنوب على قلوبنا نحن الجنوبيون – بجحافل من قوات الجيش والبلاطجة ، وارتال من الدبابات والمصفحات وناقلات الجند وأطنان من الصواريخ المحمولة والذخيرة الحية . علاقة المشهدان ببعضهما : في الأيام القليلة الماضية أعلن مقاتلي اللجان الشعبية الإبطال عن تحريرهم لجبل " يسوف " الذي كانت تتمركز فيه عناصر " قاعدة انصار الشريعة " وتطلق نيران أسلحتها ألمتوسطه والثقيلة التي استولت عليها " سلمت لها !! من الألوية والكتائب التابعة للجيش اليمني المرابطة في ابين ، فخرج ابناء واهالي لودر الى الشوارع والساحات للاحتفال بهذا النصر المؤزر الذي استعصى على قوات نظام الاحتلال لأكثر من عام سقطت خلاله مدن وقرى ابين الواحدة تلو الاخرى بيد قاعدة انصار الشريعة , كما عمت الأفراح والابتهاجات بهذا النصر العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب ، فاستشعرت القوى الظلامية بخيبة الامل التي منيت بها وفقدان هيبتها وجبروتها فأرادت ان تكسر شوكة الحراك الجنوبي التي تزداد صلابة يوماً بعد يوم ، وأرادت ايضا ان تبهت من هذا النصر الذي حققه ابناء الجنوب في لودر ، وتحويل أنظار الاعلام والمهتمين عن ما يدور في لودر وفي نفس الوقت تهديد ابناء الجنوب وترويعهم خوفاً من ان تاخدهم نشوة النصر لاخوانهم في لودر من مزيد من التصعيد النضالي التحرري السلمي خصوصا مع اقتراب موعد الاحتفال بالذكرى الثامنة عشر لاعلان فك الارتباط ، فغزت مدينة المعلا وداهمت المنازل واعتقلت النشطاء الشباب بحجة فتح الشارع الرئيسي الذي لم تجف بعد دماء الشهداء التي سالت على امتداده وطهرته من دنس الاحتلال , لكنني اعتقد اعتقاد راسخ لاريب فيه ان ذلك لن يثني ابناء الجنوب عن مواصلة نضالهم التحرري والتصعيد من فعالياتهم السلمية, بل سيزيدهم ذلك اصرار اكبر للمضي قدماً حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة كاملة السيادة على التراب الوطني لجنوبنا الحبيب . سيروا على بركة الله في نضالكم التحرري يا ابناء الجنوب الأبطال ، فالنصر قادم بأذنه جل وعلا ، وما النصر الا من عند الله ، ان ينصركم الله فلا غالب لكم .