تستحضرني صوره علقت في ذاكرتي عقب حرب صيف 94م مباشرة وحينها كنت في زيارة للعاصمة عدن ,وكان رائحة البارود لازالت تزكم الأنوف والحرائق مابرحت تغادر سماء ألمدينه العتيقة وعويل الأطفال يسمع بوضوح طلبا لقطره ماء وكسره خبز بعد الحصار الجائر الذي فرضه البرابرة الفاتحون على ألمدينه. بمجرد مرورك في أزقه وحواري ألمدينه ستلقط أنه شيخ وصوت ثكلا نائحة لفقد قريب اوحبيب أصبحت ألمدينه المسالمة التي فتحت ذراعيها محتضنه ذات يوم فرح ظنته عرس تئن من وقع الفاجعة والصدمة التي لحقت بها قدرا من معانق الأمس غازي اليوم الذي أخفا حقده الدفين وأفرقه في هذه أللحظه وتسمعه في تهليل وتباشير التكبير التي يطلقها جنود المجتاح ألآثم ومليشياته التكفيرية ومن تحالف معها .
كل ما ذكر أعلاه تم رصده وتوثيقه وتطرق أليه كتاب كثر ,وما أريد التطرق له هو صوره أخرى شدتني لها جسدت ربما هدف يتضح مع مرور الزمن بقوه ويتجسد فارضا نفسه وهو تدمير ألدوله ألمدنيه ومؤسساتها الانتاجيه وكل مايمت بصله لها .
تذكرت هذه الوقائع بعد وقت طويل وبمجرد سرد عده وقائع وربطها ببعضها البعض يتجلى المنضر القبيح لذلك المحتل المتحول في صور عده لينال الهدف على طريقه الغاية تبرر الوسيلة.
كانت ألصوره ألشاهده مصنع اوسان التابع لدوله (ج.ي .د.ش)والمملوك لشركة ألتجاره ألداخليه وهو مصنع ناجح بكل ما تعنيه ألكلمه من معنى يقدم خدماته لمواطني المعمورة المستباحة حاليا ويصدر فائضا أيضا فقد طقت الجودة وتجاوزت حدود الوطن المعطاء إلى الجوار,ما لذي شاهدته؟ ألصوره توحي استهداف مباشر ليس خطا ولم توح بوجود العشوائية في استخدام الذخيرة فلا مجال في ذلك لان العبث الآدمي واضح في الآلات وعبث ألآله الحربية باين في الهيكل عن قرب.
روى شهود عيان لحظة الفعلة الشنعاء وتواترت المصادر أن متنفذ يعول مليشيات مسلحه أمرها بمجرد دخول العاصمة عدن سرعه التواجد في المواقع الانتاجيه والقيام بما تستطيعه انتقاما وهذا منافس سابق ربما كانت هذه المرافق حجر عثرة تجاه مطامعه التجارية وأبت أن تحول المواطن اجيرفي سوق نخاسته وشكلت عائق أمام ترويج وسيطرة سلعته الفاسدة.
صوره القبح تتكرر لم تكتف بالقتل والتطهير المبرمج وحملات الاستئصال في نواحي مدننا ألجميله الموجهة ضد جيلنا الذي عجزت عن تطويعه وإذلاله بل وفشلت محاولات الترغيب ألمخزيه مقابل التضحية بالوطن ,لم تقف عن هذه الحدود بل تريد أن تطمس وتجرف في طريقها ذكريات وطن وحلم أمه .
تقتل وتمحي في نفس الوقت أعمال وجهود ومآثر القتيل لا تريد أن تترك شي للاحتفاء به ,التتاري الغازي بلل تاريخ أمه بماها وتركه يحمل إلى اللانهاية حيث لأعوده والتتاري الجديد صبغ أعمال جيل طلب الحرية بدمه وتاريخ شعب يحاول مرارا أن يطويه ملفوفا بنسيج وأشلاء جسده .
هاهو بعد كل مافعله لم يعف مجسم بسيط نصبه الجيل التواق للحرية ذلك المجسم البسيط حوي ربما ذكرى بسيطة من ماض غير مسموح الخوض فيه وعمل مثل هذا جرم ربما يشد الفاعل إلى موطن عقدته ونوازع نفسه المريضة فانهال عليه بما يحمله من سلاح لتشويهه, تحامل على مجسم طائرة اليمداء في وسط ساحة الحرية في المنصورة ومزقها إلى أشلاء لأنها أعادت صوره الشركة ألرائده طيران اليمن الديمقراطي ل(ج.ي.د.ش)التي ضمت قسرا إلى طيران المحتل .
رسالة أوصلها إلى الشباب مفادها غير مسموح لكم أن تحلموا بماضيكم وتبرزوا تاريخ دولتكم ممنوع عليكم أن تبدعوا عيشوا رهن الإحباط والتذمر وافرغوا طاقاتكم في غير هذا العمل لأنه خارج عن دائرة الحياة التي نريدها لكم.