رجّحت تقارير إخبارية سقوط ما تبقى من محافظة مأرب بيد الميليشيا المدعومة من إيران، بعد تقدّم ملحوظ لمقاتلي الحوثي خلال الساعات الماضية شمال مدينة مأرب، واقترابهم من بوابات المعقل الأخير لقوات الرئيس اليمني هادي ونظامه الهش. جاء ذلك تزامناً مع عودة رئيس حكومة المناصفة اليمنية، معين عبد الملك، ظهر أمس الأحد، إلى مطار المكلا بمحافظة حضرموت، وسط خلافات داخل الحكومة.
أفادت وكالة "فرانس برس" بأن قوات جماعة (الحوثيين) تُواصل تقدمها على مواقع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في محافظة مأرب، مع سقوط عشرات القتلى من الجانبين، مؤكدة أن الحوثيين استكملوا السيطرة تماما على جبهة الكسارة شمال غربي المحافظة وتقترب من مركزها، مشيرة إلى أنّ قوات الجماعة أصبحت حاليا على بعد أقل من ست كيلومترات عن مدينة مأرب، رغم الإسناد الجوي الذي يقدمه للقوات الحكومية التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقال مصدر مطلّع أنّ من شأن العودة المحتملة لرئيس الوزراء اليمني إلى المكلابحضرموت، أنّ يفجّر خلافات واسعة في صفوف الحكومة الهشة، خصوصاً مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي طالب بأهمية "وجود حكومة المناصفة في عدن".
وفي الوقت الذي لا تزال أهداف هذه الزيارة غامضة إلى حدٍ كبير، إلا أنّ مصادر سياسية قالت من أنّ هذه العودة مرتبطة بما يحدث في محافظة مأرب، بشمال اليمن، حيث يقترب الحوثيون من السيطرة الشاملة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز. وقالت المصادر السياسية أنّ خسارة مأرب من المرجّح أن تقضي بشكلٍ كامل على "شرعية" الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وقواته الضعيفة في الشمال، التي تستعد للفرار ناحية الجنوب.
وقالت مصادر" أنّ السعودية تواجه ضغوطا كبيرة نتيجة الهزائم المتلاحقة لقوات هادي في جبهات مأرب، ربما يدفعها لتقديم تنازلات في المحادثات التي يجريها مسؤولون سعوديون في جهاز الاستخبارات مع مسؤولين إيرانيين في بغداد، بدأت سرياً هذا الشهر برعاية رئيس الوزراء العراقي، وفقا لما أعلنته صحيفة الفينانشيل تايمز الأمريكية.
وللحيلولة دون سقوط الشرعية السياسية لهادي، التي تُبقي مشروعية التدخل السعودي في اليمن قائمة، قالت المصادر السياسية، أنّ الرياض ستلجأ إلى تحويل المكلا أو سيئون في وادي حضرموت إلى معقل بديل للقوات المنهزمة والهاربة من الشمال الموالية لحركة الإخوان المسلمين.
تتهم تقارير دولية السعودية، التي قادت تحالفا عربيا في 2015 لدعم الرئيس اليمني، بالسعي لتثبيت نفوذها في المناطق الشرقية في جنوباليمن، بينها محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان.
ولم تنفِ السعودية هذه الاتهامات، لكنها تصر على أنّ مهتمها تقتصر على إعادة الشرعية بقيادة هادي إلى صنعاء.
قال مصدر مطلّع آخر، أنّ من شأن هذه الخطوات أن تعزز مساعي بعض الأطراف الإقليمية والدولية لفصل المناطق الغربية عن الشرقية في الجنوب .
لا تزال توفّر الرياض الدعم لحركة الإخوان المسلمين في اليمن، والقوات التي تسيطر على آبار النفط في وادي وصحراء محافظة حضرموت. في حين يتواجد آلاف المقاتلين من المنطقة العسكرية الأولى، التي يديريها نائب الرئيس علي محسن الأحمر، في هذه المناطق والتي لم تشارك هذه القوات في القتال في مأرب.