المزاحمي إحدى مناطق مديرية حبيل جبر ردفان بمحافظة لحج,تقع وسط المديرية ويحدها حالمين والذنبة من الجهتين الشمالية والغربية, يتجاوز سكان المنطقة حوالي ألف نسمة , في الآونة الأخيرة هز مضاجع المنطقة شبح فتاك ليس من صنع الخيال شبح لطالما أرعب العالم بأسره لكنه لم يرعب قط أهالي منطقة المزاحمي من قبل أنه مرض (السرطان) تحديدا سرطان الدم والعظام بالذات. غالبية مناطق ردفان تعاني من هذا الداء الخطير وبنسب متفاوتة فهذا الداء يزداد إرتفاعاً بالذهاب جنوبا من ردفان في مناطق مديرية الملاح وقرى الحواشب الواقعة بالقرب من سائلة (بلة).
تعد المزاحمي من أكثر القرى إصابة بهذا الوباء مقارنة مع مثيلاتها في ردفان وإن لم تكن المفارقة كبيرة فقد حازت هذه القرية على نصيب الأسد من هذا المرض. ليس هذا الداء الوحيد من يفتك بسكان المنطقة بل يسانده وباء ( فيروس الكبد ) , فخلال ثلاثة أعوام فقط بين 2011م و2014م قضى السرطان على 22 شخص فيما لا يزال نحو ضعف العدد على الأقل في صراع مرير مع هذا الداء وفق ما يقوله أهالي المنطقة وهذه الأرقام المخيفة تزداد يوما بعد يوم وعاما بعد عام. غياب متعمد من قبل الجهات الرسمية:- على الرغم من أن الجهات الرسمية الصحية تتجاهل ما يحدث لسكان المنطقة كغيرها من مناطق ردفان رغم الشكاوي والمناشدات المتكررة من قبل الأعيان لمن يهمه الأمر يظل السبب لهذا الداء مبهما حتى إشعار آخر , حيث يوجه المواطنون والأعيان شكوكهم وإحتمالات مسبب هذا الداء في هذه المنطقة بالذات وبهذه النسب المرتفعة والمخيفة كل يوم للعديد من المسببات وفق نظرهم غير أنها وحتى اللحظة تبقى شكوك وتكهنات تفتقر إلى الدليل العلمي الدامغ ولكننا سوف نحاول ومن خلال هذا التقرير تسليط الضوء على هذا الشبح الفتاك والبحث في أسبابه التي يعتقد الأهالي بأنها هي المسبب الوحيد لانتشار هذا الداء بين صفوف أهالي المنطقة .
- مزارع الدواجن : يعتقد الأهالي بأن مزارع الدواجن المنتشرة بكثرة في منطقة المزاحمي منذ بدأ التنافس على إقامتها مطلع العام 2011م أي العام الذي قرعة فيه طبول الكارثة المكلفة على أرواح الناس ولأن الرياح تأتي مرورا بمزارع الدواجن لتصطدم بالجبل المطل على القرية والذي بدورة يحصر الرياح على منازل المواطنين. - مياه الشرب الملوثة : يعتقد الكثير من المواطنين بأن مياه الشرب الملوثة قد تكون سببا في انتشار داء السرطان بين الأهالي حيث أن المواطنين في منطقة المزاحمي يشربون من الآبار المكشوفة حتى قبل عامين حين تم إعادة ضخ مشرع مياه الذنبة إلى المنطقة . أحد الأطباء العاملين في مستشفى الثورة بصنعاء وهو من أبناء المنطقة استبعد أن تكون مياه الشرب هي المسبب للمرض مؤكداً بأن هذا الطرح هو آخر الإحتمالات المسببة للسرطان فيما يصر المصدر الطبي أن مزارع الدواجن أو سبب آخر يقف خلف انتشار الوباء البشري المدمر.
البعض الآخر من المواطنين ذهب بعيدا عائدا إلى حقبة الاستعمار البريطاني للجنوب في أن المنطقة كانت ثكنة عسكرية كبيرة للمستعمر فقد استخدم أراضيها كمطارا لطائراته وجبالها كمواقع ومتارس لصد هجمات الثوار, وبالذهاب إلى مكان المطار العسكري البريطاني الذي لم يعد له معالم واضحة وجدنا حفرا متوسطة الحجم يبلغ حجمها 2 متر وعمقاها 2 متر يعود عمرها لفترة الإستعمار البريطاني وهذا ما دفع البعض ليقول أنها تحتوي على مواد مشعة تسبب هذا المرض الخطير . ليس هذا الإحتمال الأخير الأقرب للحقيقة وفق وجهة نظر الكثيرين ولكن لا أحد يستطيع الإجابة على هذه الاحتمالات إلا الجهات الرسمية الصحية أو المنظمات الصحية الدولية فقط.
الخبجي يوجه نداء استغاثة عاجل : د/ناصر الخبجي القيادي البارز في لحراك السلمي والعضو الاشتراكي في البرلمان عن هذه الدائرة 77 وجه دعوة عاجلة عبر "الأمناء" للمنظمات الصحية والإنسانية والمهتمة بمكافحة هذا المرض الخطير أن تنزل إلى القرية وتكشف الاسباب التي تقف خلف انتشاره في ردفان ككل والمزاحمي بالذات لما له من تداعيات وخيمة قد تكون مأساوية كارثية . وأضاف الخبجي : (كل الجهات المعنية والصحية غائبة تماما وتتعمد الغياب والإهمال للجانب الصحي مثله مثل التعليم وهذا هو حال ردفان كباقي مديريات محافظة لحج)).
أكثر من (22) حالة من الوفيات بهذا الداء في منطقة المزاحمي خلال الأعوام 2011 و 2014م فقط والقائمة تطول بالمصابين ممن يصارعون المرض وغالبيتهم لم يتم إخبارهم بالاصابة ((خوفا على تدهور حالتهم الصحية والنفسية نحن أخفينا عنهم مرضهم بالسرطان)) هكذا كانت إجابة ممن التقيناهم من المواطنين في المنطقة من الذي تعرضوا للإصابة بهذا الداء.
نحن في الأمناء بدورنا نتوجه أيضا إلى الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية والدولية التدخل لوضع حدا لمعاناة أهالي منطقة المزاحمي والحد من انتشار هذا الوباء الخطير والتحقق من نتائجه والأسباب المؤدية إلى انتشارة بين الأهالي ووضع حد لانتشار هذا الداء الفتاك الذي يعجز الأهالي بإمكانياتهم البسيطة عن مقاومته أو تحمل تكاليف علاجه الباهظة والتي غالباً ما تكون نتائجه الموت الحتمي والمحقق .