اتهمت "قناة العربية" الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، بشنّ حملة إعلامية ضد القناة وموقعها الإلكتروني بعد تركيزها خلال الأيام الماضية على دوره في الأحداث الأخيرة وكشفها تورّطه بدعم مليشيات الحوثي للاستيلاء على العاصمة صنعاء ومُدن ومحافظات يمنية أخرى.
ومنذ أيام دشنت قناة "العربية" وموقعها الالكتروني هجوماً متواصلاً على الرئيس السابق بتسليطها الضوء على دوره في الأحداث الأخيرة التي ضربت اليمن. حيث ركزت عبر تقاريرها وأخبارها وبرامجها اليومية حول تورطه في دعم مليشيا الحوثي، بالتنسيق مع جمهورية إيران الإسلامية بغية إفشال العملية الانتقالية.
وقالت القناة، عبر موقعها الالكتروني، الجمعة، إن الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، قام "بشنّ حملة إعلامية ضد قناة "العربية" وموقعها الإلكتروني؛ احتجاجاً على تسليطهما الضوء على تورّطه في مؤامرة مع ميليشيات الحوثيين للاستيلاء على مدن ومحافظات اليمن، والسعي لإسقاط النظام الانتقالي الحالي".
وكشفت القناة، نسبة لمصادر إعلامية، "أن الرئيس اليمني السابق حاول يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين التواصل مع إدارة قناة (العربية) ولم يتمكن"، مضيفة أن صالح بعد ذلك التقى بفريقه الإعلامي، وقال لهم: "لا أحد وصي علينا خلقنا أحراراً".
ونسبت للمصدر أيضاً قوله: "إن صالح وجّه بالرد من خلال التحريض والتنسيق عبر كثير من القنوات والوسائل الإعلامية التابعة لإيران".
يأتي هذا الهجوم المتبادل بين القناة وصالح ليكشف – فيما يبدو للمتابع - عن وجود خلافات عميقة بين المملكة السعودية، التي تتبعها القناة وتعد إحدى أدواتها الإعلامية الفاعلة، والرئيس اليمني السابق، الذي كان يُوصف – إلى وقت قريب – على أنه الحليف الأقوى للرياض.
وإلى جانب قناة "العربية" شاركت وسائل إعلام سعودية ومعها كُتاب سعوديون أو محسوبون على المملكة في الحملة التي طالت الرئيس السابق صالح خلال الأيام الأخيرة.
وتنوعت تلك الحملة ما بين التركيز على كشف الدور الخفي لصالح في تمكين الحوثيين من فرض سيطرتهم الأخيرة على البلاد عبر توجيهه أوامره، سواءً لقادة وأفراد الحرس الجمهوري (سابقا)، قوات النخبة التي ما زالت تحت سيطرته ونجله أحمد علي قائدها السابق، أم لقادة وزعماء قبائل وعشائر يمنية مازالت تدين له بالولاء في مختلف المحافظات، وذلك بالتعاون مع مليشيات الحوثي ومساندتها والقتال معها في حروبها الأخيرة؛ إلى جانب اتهامه بتظليل الرأي العام اليمني والسعودي حول مسار الأحداث الأخيرة.
وضمن حملتها الهجومية تبنّت قناة "العربية" وموقعها الالكتروني، الأربعاء الماضي (22 أكتوبر) إعادة نشر تقرير عن صحيفة "الوئام" الإلكترونية (السعودية)، كشفت فيه نقلاً عمّا قالت إنه "مصدر موثوق ومقرب من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح"، تفاصيل ل"مخطط سرِّي بالتعاون مع جماعة الحوثي".
ومع أن الحملة الإعلامية (السعودية) ضد صالح تنوعت حقائقها واتهاماتها بشكل شبه متواصل طوال الأسبوع الماضي، إلا أنه – على ما يبدو – أن كشف تفاصيل هذا "المخطط السري" ربما كان هو أبرز وأخطر ما كشفته الحملة حتى الآن.
وطبقا لتأكيدات المصدر الموثوق والمقرب من صالح، كما نقلته القناة وموقعها الالكتروني عن الصحيفة السعودية، فإن "اجتماعاً سرياً عقد قبل أيام بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين حضره من طرف الحوثيين حسين العزي عضو المكتب السياسي والمفوّض بالتوقيع على الاتفاقيات مع الجهات الأخرى، كما حضره عارف الزوكا عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، كما تم الاتصال بسلطان البركاني، (الأمين العام المساعد) للمؤتمر الشعبي العام) أثناء الاجتماع وكان متواجداً في جدة..".
وأكد المصدر أن الحوثيين طالبوا "من حليفهم علي عبد الله صالح أن يكلف بعض أنصاره المعروفين لدى المملكة، والذين يمكن تصديقهم لمحاولة تضليل القيادة السياسية في المملكة، وطمأنتهم أن الأمور تحت السيطرة ومقدور على إسقاط الحوثي وطرده، بينما لو أوكلت (المملكة) هذا الدور إليه وذلك بهدف تفويت الفرصة وزعزعة الثقة في الأطراف الذين قد تدفع بهم (المملكة) لمقاومة الحوثيين، ثم تكون الاستفادة من الدعم مشتركة بين علي صالح وحلفائه الحوثيين".
وبحسب المصدر، أسفر هذا الاجتماع "عن تشكيل خمس مجموعات، وسُمي بعض المكلفين بها".
وسردت الصحيفة السعودية، تفاصيل ومهام المجموعات الخمس. والتي تنشرها "المصدر" مُرفقة بهذا التقرير بشكل منفصل، نقلاً عن موقع "العربية نت" التابع لقناة العربية.
وسبق إعادة نشر هذا التقرير هجوما متواصلا، تضمنت معظمها اتهامات، من القناة ضد الرئيس اليمني الذي وصفته لأول مرة منذ انتفاضة فبراير 2011، ب"الرئيس المخلوع"، كما كانت تصفه في أخبارها وتقاريرها وبرامجها وشريطها الإخباري.
وفي هذا السياق، تبنّت القناة، في 20 أكتوبر، مضموناً لتقرير نشرته جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، نقلت فيه الصحيفة (الصادرة من لندن) عن مصادر قبلية قولها إن "قوات من الحرس الجمهوري اليمني موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح ارتدت لباس الحوثيين ورفعت شعاراتهم لتستهدف بعد ذلك قوات الأمن"، في سياق حديثها عن الحرب الدائرة بين الحوثيين ومسلحي تنظيم القاعدة في مدينة رداع.
وفيما قدرت عدد تلك القوات "بأكثر من 7 آلاف مقاتل"، قالت إن رواتبهم يدفعها الرئيس السابق.
وبعد يوم واحد من تبنيها إعادة نشر تفاصيل "المُخطط السري"، نشرت قناة "العربية" في 23 أكتوبر تقريراً عن مراسلها في نيويورك بشأن استعداد مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على "ثلاث شخصيات يمنية بتهمة عرقلة العملية السياسية في البلاد".
وجاء في الخبر أن مراسل القناة نقل عن مصادر دبلوماسية دولية تأكيدها "أن العقوبات ستشمل الرئيس السابق علي عبد الله صالح".
وإذ أضافت القناة، ضمن سياق خبرها السابق، أن مصادر يمنية كشفت "تورّط صالح مع المتمردين الحوثيين وتعاونه معهم لبسط سيطرتهم على المدن اليمنية"، أشارت إلى أن "القرار المتوقع من مجلس الأمن سوف ينص على عقوبات شديدة ضد المتمردين الحوثيين وصالح ومن بين العقوبات تجميد الأرصدة المالية، التي أشارت مصادر العربية إلى أن مجلس الأمن قد حدد أماكن تواجدها حول العالم".
إلى ذلك، تضيف القناة: وأشارت المصادر إلى أن صالح سعى أيضاً لتضليل الرأي العام اليمني والسلطات السعودية حول مجريات الأحداث، من أجل تمكين الميلشيات الحوثية من السيطرة وحكم البلاد. وكشفت المصادر أن أتباع صالح رفعوا أعلام القاعدة السوداء وسط الحشود لتأليب الرأي العام المحلي والدولي وإقناعهم بأن المتظاهرين المناوئين للحوثيين هم من أتباع القاعدة.
وفي السياق أيضاً، كشفت مصادر سياسية للقناة "أن الرئيس السابق أصدر توجيهات إلى القادة الموالين له في تلك المناطق العسكرية التي تسقط بيد الحوثي بعدم المقاومة وتسليم المعسكرات والأسلحة إلى المتمردين الحوثيين".
وضمن تغطية القناة أخبار المعارك الأخيرة الدائرة في مدينة رداع بين مليشيات الحوثي من جهة وجماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة بمساندة رجال القبائل من جهة أخرى، عرضت القناة بالرئيس صالح ودوره في تلك الحرب من خلال الإشارة إلى مساندته للحوثيين المدعومين من إيران. حيث اختتمت خبرها بهذا الخصوص يوم أمس السبت (25 أكتوبر) بالقول: "وانضمت إلى القتال ضد الحوثيين الذين ينظر إليهم كغزاة لمناطق السنة بدعم من إيران ومساندة من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قبائل قيفة ومراد والملاجم وآل السواد".
وفي 20 أكتوبر الماضي أيضاً، أفردت القناة ضمن برنامجها الشهير "بانوراما" موضوعاً للحديث عن دور صالح في دعم مليشيات الحوثي، تحت عنوان "الحوثيون يد علي عبدالله صالح الخفية".
وعلى ضوء تلك الحملة الشرسة، تقول قناة "العربية" في خبر بثته ونشره موقعها الالكتروني أمس الأول (الجمعة) إن الرئيس السابق (صالح) حاول الاتصال بالقناة، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، لكنه لم يتمكن، ما اضطره إلى عقد اجتماع مع فريقه الإعلامي وتوجيهه بالرد "من خلال التحريض والتنسيق عبر كثير من القنوات والوسائل الإعلامية التابعة لإيران".
ومع أن المواجهة تبدو شديدة من جهة الإعلام السعودي حتى الآن، والتي تنبئ بسخونتها أكثر في حال تأكدت المعلومات الأخيرة بنية صالح الرد على الحملة ضده عبر وسائل الإعلام الإيرانية، إلا أن ثمة من لا يستبعد أن تكون هذه الحرب الإعلامية الأخيرة، الظاهرة، بين السعودية وحليفها القديم في اليمن، والمهم (الرئيس السابق صالح)، ليست سوى محاولة مكشوفة لتبرأة المملكة مما حصل في اليمن، لاسيما بعد تصاعد الانتقادات ضد الموقف السعودي السلبي منها، لاسيما قبل تبنيها الهجوم الأخير على صالح.
تفاصيل المخطط السري الذي نقلته قناة "العربية" عن صحيفة الكترونية سعودية فيما يتعلق بمهام المجموعات الخمس المشكلة في اجتماع سري بين صالح وقيادة الحوثيين مؤخراً في صنعاء
المجموعة الأولى:
مهمتها تقديم بيانات مغلوطة وتوصيل شائعات متواترة إلى شخصيات مزروعة في دائرة الثقة لدى المملكة لتؤخذ معلوماتهم كأنها حقائق، وهذه الشخصيات في دائرة الثقة ليس بالضرورة أن تكون متآمرة، ولكنها تهتم بتوصيل المعلومات دون فحص ودون قدرة على تمحيص الحقائق، وذلك بهدف تضليل صانعي القرار في السعودية وخلق حالة من الشكوك والإرباك.
المجموعة الثانية:
أوكلت لها مهمة توصيل تقارير ومعلومات مباشرة بحكم علاقاتها برجال في دوائر صناعة القرار بالمملكة؛ لتثبيط المملكة وتشكيكها في كل من يمكن أن يتعاون معها أو يعادي الحوثي، وبالتالي إما أن تتوقف وإما تقبل بالواقع أو ستندفع للطابور الآمن.
المجموعة الثالثة:
مهمتها الدفع بشباب من المناطق التي ترفض وتثور ضد الحوثي ليدخلوا كمجموعات في حشود المتظاهرين الرافضين للحوثيين في مدنهم ويرفعون أعلام القاعدة السوداء أمام كاميرات التلفاز ليعطوا وسائل الإعلام صورة عن كل الحشود بأنها من (تنظيم القاعدة)، والمؤيدين لهما، وبالتالي ترتسم صورة إيجابية عن الحوثيين بأنهم يواجهون (القاعدة) وإيجاد سبب لقتل (أهل السنة) ورجال القبائل الرافضين للحوثي بكل شجاعة، وبحجة أنهم من أعوان (القاعدة).
المجموعة الرابعة:
مهمتها البدء باللعب بالحوارات السياسية والاتفاقات الثنائية مع المملكة، ومع الدول المنزعجة وطمأنتها والاستفادة من الوقت وتخذيلها عن المضي في خيار المقاومة وتخويفها مرة وتقديم بعض المواقف الإيجابية مرة أخرى، بهدف انفلات الوقت من يدها والتضحية بأي من هذه المجموعات التي كلفت بالتواصل كوفود إقناع عبر الداخلية ومن أعضاء هذه المجموعة: علي ناصر قرشة ويوسف الفيشي وضيف الله سلمان وحسن الصعدي.
المجموعة الخامسة:
مهمتها الاستعداد في تبني مقاومة صورية لغرض الاستنزاف المالي وامتصاص الأموال إلى حساباتهم الخاصة وادعاء عداوة (الحوثي) وتتكون المجموعة من كل من: اللواء فضل القوسي مساعد وزير الداخلية حاليا، قائد الأمن المركزي سابقاً. والشيخ زيد أبو علي، من أكبر المتعاونين مع أنصار (الحوثي).