رأس ضيف الله رسام شيخ عزلة حيدان بصعدة مؤتمر مشايخ ووجهاء وحكما اليمن الذي دعت إليه جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء عصر اليوم الجمعة. ويعد ترأس ضيف الله رسام لمؤتمر بهذا الأسم بمثابة تعيين له كشيخ لمشايخ اليمن من قبل جماعة الحوثي كعقاب من جماعة الحوثي لمشايخ اليمن رداً على مقاطعة كبار المشايخ لمؤتمره.
ومن شأن هذه الخطوة ان تثير حفيظة كافة مشايخ اليمن حيث يعتبر رسام شيخ من الدرجة الخامسة لأنه شيخ لعزلة حيدان في صعدة في حين تم تغييب كبار مشايخ اليمن عن المشهد.
وضيف الله رسام أحد المشايخ الذي يعملون تحت إمرة عبدالملك الحوثي وتم إستنساخه لهذا الغرض، وكان الشيخ امين عاطف أحد مشايخ قبيلة حاشد قد أعلن مقاطعته للمؤتمر في وقت سابق وحذر من إستنساخ للمشايخ وهو ما حدث اليوم بالفعل.
لم تلق الدعوة التي أطلقها زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، للمشاركة في ما سماه " مؤتمر حكماء اليمن" المنعقد اليوم في صالة 22 مايو المغلقة في العاصمة صنعاء، لم تلق أي حماس من قبل معظم مشائخ ووجهاء وأعيان اليمن الكبار، الأمر الذي دفع الجماعة إلى حشد أكبر قدر ممكن من عناصرها، وكذا العاطلين عن العمل للمشاركة في المؤتمر حتى لا يظهر زعيم الجماعة في موقف الضعف وفقا لما نقله موقع يمن برس .
وأوضحت المصادر بأن عدد كبير من مشائخ اليمن الكبار، قد رفضوا في وقتٍ سابق المشاركة في المؤتمر الذي دعا له زعيم جماعة الحوثيين الأسبوع الماضي، مشيرةً إلى أن من بين المشائخ الذين رفضوا حضور المؤتمر، الشيخ ناجي الشائف ونجله، وكذا كبار مشائخ قبائل حاشد، بالإضافة إلى الشيخ زيد ابو علي، والشيخ يحيى القاضي، والشيخ ناجي جمعان، والشيخ يحيى المطري، والشيخ محمد شرده، والشيخ علي مقصع، والشيخ علي حميد جليدان، والشيخ مبخوت المشرقي.
وأضافت المصادر أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بذل الكثير من الجهود لدفع المشائخ والوجهاء وحشدهم لحضور مؤتمر الحوثي، مرجحةً أن اعتذار عدد من المشائخ الموالين لصالح، إنما هو للتمويه على دور صالح في المؤتمر الذي يحمل أجندة إنقلابية.
وشدد على أن هناك عدد كبير من مشائخ اليمن الكبار رفضوا الحضور، انطلاقاً من وطنيتهم، ورفضهم لأي تصرفات، أو مؤتمرات قد تزيد الطين بلة، وتصب الزيت على النار.
إلى ذلك كشفت مصادر سياسية مطلعة، عن بعض أهداف مؤتمر حكماء اليمن المنعقد اليوم بدعوة من زعيم الحوثيين، وبتنسيق من قبل الرئيس السابق.
وأضافت المصادر بأنه من المتوقع أن يخرج المؤتمر بقرارات وتوصيات تتضمن نقضاً لاتفاق السلم والشراكة الوطني، وكذا الدعوة لإنشاء مجلس تأسيسي، وتأسيس مجلس شعبي يدير شئون البلاد، على أن يقوده عبد الملك الحوثي، بالإضافة إلى انشاء مجلس حكماء لتسيير النظام وأدارته على غرار ما هو حاصل بإيران، وبالتالي فإن دور الرئيس هادي سيكون دور هامشي ويكون المجلس التأسيسي هو الحاكم الفعلي للبلد.
وتفيد المصادر بأنه من المتوقع أن يخرج المؤتمر بإعلان تأييده لما أسماه ثورة 21 سبتمبر، وهو تاريخ اقتحام صنعاء من قبل المليشيات الحوثية، وقيامها بنهب معسكرات ومؤسسات الدولة.
كما سيؤيد البيان الختامي حروب الحوثيين، وغزواتهم في المحافظات، وكذا شكر ما يسمى باللجان الشعبية، ويطالب الدولة باستيعاب عناصرها في أجهزة الأمن والجيش.
وأضافت المصادر بأنه من المتوقع أن يصرّح مؤتمر الحوثيين بالولاء لدولة إيران، وكذا مهاجمة السعودية، وتهديدها.
وفيما يلي نص البيان : بسم الله الرحمن الرحيم "مشروع البيان الختامي للقاء التشاوري الموسع الأول لوجهاء وحكماء اليمن" قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) صدق الله العظيم يأتي هذا اللقاء التشاوري لحكماء ووجهاء اليمن في ظل الاعتداءات الغاشمة للكيان الصهيوني على المقدسات الإسلامية وعلى إخواننا الفلسطينيين ونحن إذ ندين هذه الانتهاكات الإسرائيلية وكافة أشكال الدعم السياسي والمادي والعسكري من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية فإننا نؤكد وقوف شعبنا اليمني العظيم إلى جانب إخواننا الفلسطينيين الذي يعتبر بأن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية ، كما نؤكد على أهمية دور الشعوب العربية والإسلامية في مناصرتها بكل الإمكانيات. إن الأوضاع التي تشهدها بلادنا اليوم تتطلب من جميع الشرفاء موقفا وطنيا وتحركا جادا لتدارس المعالجات والحلول الكفيلة بالخروج بالبلد إلى بر الأمان لا سيما في ظل تعثر تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي جاء ثمرة لثورة شعبية سلمية منقطعة النظير شارك فيها مختلف أبناء الشعب اليمني وقدم في سبيل تحقيق أهدافها الكثير من التضحيات ، وكذا في ظل وضع العراقيل أمام التشكيل الحكومي وما يقف وراء ذلك من أطماع ومصالح خاصة وتدخل خارجي لا يمكن إنكاره، بالإضافة إلى ما يشهده البلد من تحريك للورقة الأمنية في هذه المرحلة ومن الدفع بالأداة الاستخباراتية المتمثلة في عناصر التكفير وما تمارسه من اعتداءات وجرائم بحق أبناء الجيش والأمن والمواطنين وما تقوم به من عمليات نهب وسطو مسلح على الممتلكات والأموال العامة والخاصة, وفي نفس السياق تأتي المؤامرة على الجنوب وقضيته العادلة التي تعد أهم القضايا الوطنية وأكثرها إلحاحاً خاصة مع تنامي تواجد العناصر التكفيرية في عدد من مناطق الجنوب ومع التباطؤ المتعمد في البدء في المعالجات الجادة والحقيقية لهذه القضية الهامة والمحورية بما يكفل حلها الحل العادل والمنصف. وعليه فإن وجهاء وحكماء اليمن كانت لهم هذه الوقفة الجادة والمسئولة تجاه الوضع القائم في البلد وفي مقدمتها هذه القضايا المهمة انطلاقاً من مسئوليتهم الوطنية واستجابة للدعوة التي وجهها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لتدارس الوضع القائم وتبني المواقف اللازمة لتصحيحه في ظل تقاعس الأحزاب والقوى السياسية عن القيام بواجباتها وعدم تفهمها واقع البلد الأمر الذي يفرض على الشعب التحرك بنفسه وأن لا ينتظر الآخرين في ظل مثل هذه الأوضاع. وقد خرج المجتمعون في هذا اللقاء التشاوري بالآتي : 1. التشديد على ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة الذي جاء نتيجة تضحيات الشعب اليمني في ثورة 21 من سبتمبر المباركة ووجوب الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً للمعايير الواردة في الاتفاقية باعتبار ذلك الخطوة الأساسية في مسار العملية السياسية، والتحذير من الاستمرار في محاولات البعض لعرقلة هذا المسار طمعاً في الحصول على مكاسب سياسية خاصة أو استجابة لرغبات خارجية مشبوهة. 2. وجوب الإسهام المجتمعي في معالجة القضية الجنوبية خصوصاً في ظل مؤامرة بعض قوى النفوذ والفساد في الداخل وكذا بعض الأطراف الخارجية التي لا تعنيها معاناة أبناء الجنوب بقدر ما تجعلها وسيلة لتنفيذ مشاريعها المشبوهة مستخدمة في سبيل ذلك أكثر من وسيلة منها زرع العناصر التكفيرية في أكثر من منطقة في الجنوب بهدف تنفيذ مخططات لا تخدم أبناء الجنوب. 3. تشكيل لجنة جنوبية شمالية خاصة بالقضية الجنوبية تعنى بالتشاور مع كافة فصائل الحراك الجنوبي للتوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية. 4. الإشادة بالدور الإيجابي والمسئول للجان الشعبية في حفظ الأمن والسلم الاجتماعي, وحماية الممتلكات العامة والخاصة وفي ذات الوقت إدانة الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية وكذلك بعض الخطابات الحزبية التي تشكك في دورها الوطني في الوقت الذي تخلت فيه تلك الأطراف عن مسئولياتها تجاه أمن واستقرار الوطن والمواطنين. 5. إدانة ما تقوم به العناصر التكفيرية من أعمال إجرامية وغير إنسانية بحق الجيش والأمن وبحق المواطنين الآمنين و ما تقوم به من نهب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة في ظل صمت مريب من قبل بعض القوى السياسية واعتبار تلك العناصر التكفيرية أدوات استخباراتية تستهدف تدمير الوطن وتعبث بأمنه واستقراره وهذا ما يحتم على أبناء الشعب اليمني التوحد في مواجهة هذا الخطر ومساندة المؤسستين الأمنية والعسكرية والعمل على تقوية عودها حتى تتمكن من القيام بمهامها على أكمل وجه، وكذلك الدفع بالعملية السياسية إلى الأمام وصولاً إلى بناء الدولة اليمنية القوية والعادلة. 6. إدانة وتجريم كل المحاولات الانتهازية الهادفة لتوفير الغطاء السياسي والإعلامي للعناصر التكفيرية وكذا تجريم الدعوات المذهبية والطائفية والمناطقية والخطابات التحريضية التي تهدد النسيج الاجتماعي. 7. وجوب تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية في مكافحة الفساد بكل أشكاله وصوره، والعمل الفوري على تجفيف منابعه في كل مؤسسات وأجهزة الدولة. 8. التشديد على ضرورة قيام الدولة بكافة مؤسساتها المدنية والعسكرية بواجباتها في حفظ السكينة العامة ومواجهة المخاطر التي تهدد المصالح والممتلكات العامة والخاصة, وعلى أهمية المساندة المجتمعية والسياسية للدولة في مواجهة كافة التحديات التي تمر بها البلد. 9. العمل على تشكيل لجان ثورية في جميع المحافظاتاليمنية للوقوف إلى جانب المواطنين في المطالبة باستعادة حقوقهم المسلوبة والحفاظ على المكتسبات العامة والخاصة والرقابة على أداء أجهزة ومؤسسات الدولة. 10. في الأخير يؤكد المجتمعون على أنهم ماضون في عملية التغيير وفي المسار الصحيح الذي عبرت عنه أهداف الثورة واتفاق الشراكة والسلم، ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التعاطي غير المسئول في القضايا المصيرية التي يتحدد على أساسها مستقبل هذا الوطن وامنه واستقراره وستظل الخيارات مفتوحة للحفاظ على الاستحقاقات والمكتسبات الثورية التي حققتها ثورة 21 من سبتمبر المباركة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى..
صادر عن اللقاء التشاوري الموسع لوجاهات وعقلاء اليمن