قال اللواء "شلال شائع" مدير أمن عدن في معرض رده على أحدهم وهو يحاول أن ينصحه ويلومه على قيادته الدراجة النارية أمام الناس، دون أن يراعي منصبه ويكون ثقيلا ورزينا، وألا ينساق إلى نفسه؛ كي يحبه الناس.. فرد عليه بقوله: تريدون لي أن أتصرف إذن كمن بالضبط؟!، وكيف أجمد أو أتظاهر بالزيف بأنني مدير أمن العاصمة عدن، والرسول بكل عظمته كان يفاخر بعبوديته لله وهو العظيم قولا وفعلا، وأنتم تشتوا تصنعوا مننا تماثيل وأراجوزات تعبدونها وتمجدونها، انا اليوم لن أقبل نصيحتكم بهذا الشأن، وأنصحكم بألا تقعوا فيما وقع به بنو إسرائيل بتكذيبهم نبواة الرسل؛ بحجة أنهم مثلهم يأكلون كما يأكل الآخرون، ويمشون في الأسواق بين الناس. وأضاف متهكما: يا أنتم جميعا أنا أتصرف على سجيتي واللي يعرف شلال الأمس هو شلال اليوم، لا تصنمونني ولا تجمدونني ولا تمجدونني، أشتي أعيش حياتي على ما هي عليه، فمن أحبني فليحبني لأنني شلال وبس، الذي خرج في المظاهرات ونزل في الميادين وكدح مع الكادحين، ونادى بما نادى به كل شعبنا المقاوم.. وأضاف: دعوني أتصرف كما أحب، دعوني ألعب الكرة مع الشباب، وأمارس السباحة، دعوني أعاني مثلهم وأكون واحدا منهم، دعوني اركب الدراجة النارية، وأقود سيارتي بيدي، أريد أن أكون شلال فقط، وإدارة الأمن زايد نعمة، أنا لا أبحث عن ألقاب أبداً.. متبعا حديثه بشكل مباشر للناس من حوله: خلونا نعيش حياتنا بكل ما فيها، دعونا نقهر مفخخاتهم بضحكاتنا، أرجوكم إفهموني أنا واحد منكم وإليكم، أريدكم أن تمنحوني حبكم ودعاءكم وأمنحكم حياتي كلها، وحياة كل من أحبهم من أجلكم انتم وهذه المدينة التي أعطتنا الكثير، وليست حياتنا ومن نحب بكثيرة عليها.. ويواصل حديثه بكلمات مؤثرة قائلاً: دعوهم يقتلونني وأنا مبتسم مثلكم، تكفيني ابتساماتكم التي كنت أراها عليكم وأنا أقود الدراجة النارية.. وأنا أسبح.. وأنا ألعب الكرة، عن مثل هذه بالضبط أبحث. ثم أردف في لحظة حب فائضة: أنا فرح كثيراً؟!!؛ لأنني أستطيع أن أرسم البهجة والسرور على وجوهكم، ليس بالبندقية فقط، بل بالحب نعم بالحب الذي أرتبط به مع أرواحكم وحتى دون أن تشعروا؛ رغم معاناتكم وصبركم إلا أنه ليس لدينا أكثر من حياتنا لنهبها لكم، نتمنى أن تكون لنا أكثر من حياة فنقدمها رخيصة لعدن وأهلها مرة بعد مرة ولا نبالي، أقسم أنني لا أبالي إن متت مقابل أن يكون رجال ونساء وأطفال وشيوخ عدن سعداء وأحرار. وترجى اللواء من الناس قائلا: أرجوكم ألا تنسونا من دعائكم، ولا تنسوا أن تعاهدونني أن تبتسموا عندما تتذكرونني دائماً، وتذكروني إن تمكن الإرهابيون المصطنعون (صناعة صالح والحوثي) من اغتيالي، فلا تبتأسوا وواصلوا حياتكم بشجاعة، وموتوا شجعانا مبتسمين، واقهروهم أيضاً بابتساماتكم، وإن عذبوكم أو أحرقوكم، افرحوا لأنكم لم تظلموا ولم تسرقوا ولم تقتلوا أحدا.. واختتم قوله: طوبى لموت يشبه موته موت محافظ عدن السابق اللواء الباسم والضاحك "جعفر محمد سعد"، أعرف أنكم لا تزالون تحتفظون به في أقصى مكان بعقولكم وتحتفلون به كبطل استثنائي، أعلم أنكم لا تزالون تتذكرون ابتسامته البريأة والطاهرة، رحمة الله عليه ومن كان من أمثاله، ولا عزاء لكل غادر جبان، يغتال الناس من ظهورها..