span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/كتب بلال رمضان عامان مرا على رحيل الشاعر الفلسطينى محمود درويش، فى التاسع من أغسطس لعام 2008، بعدما توقف قلبه فى مستشفى هيوستن فى ولاية تكساس الأمريكية عن عمر ست وستون عامًا، حينما كان يخضع لجراحة ثالثة فى القلب، كان قد سبقها بجراحتين فى عامى 1984 و1998. عامان والسائرون وراءه ينتظرونه ليفتح "النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج.. ويهمسَ بالحقيقة؟"، ويجيب على سؤاله "ماذا سيحدث بعد الرماد؟"، أو يطل من شرفة بيته على ما يريد. قال عنه الكاتب الإسبانى خوان غويتيسولو، "محمود درويش أحد أفضل الشعراء العرب فى القرن الحالى، ويرمز تاريخه الشخصى إلى تاريخ قومه، استطاع تطوير هموم شعرية جميلة مؤثرة احتلت فيها فلسطين موقعاً مركزياً، فكان شعره التزاماً بالكلمة الجوهرية الدقيقة، وليس شعراً نضالياً أو دعوياً، هكذا تمكن درويش شأنه فى ذلك شأن الشعراء الحقيقيين من ابتكار واقع لفظى يرسخ فى ذهن القارئ باستقلال تام عن الموضوع أو الباعث الذى أحدثه". ولد محمود درويش عام 1941 فى قرية البروة فى الجليل، ونزح مع عائلته إلى لبنان فى نكبة 1948، وعاد إلى فلسطين صبيًا ليجد قريته قد دمرت، فاستقر فى قرية الجديدة شمالى غربى قريته البروة، وأتم تعليمه الابتدائى فى قرية دير الأسد بالجليل، وتلقى تعليمه الثانوى فى قرية "كفر ياسيف". وانضم درويش إلى الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى فلسطين، وعمل محررًا ومترجمًا فى صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفًا على تحرير المجلة كما اشترك فى تحرير جريدة الفجر. اعتقل أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1961 بسبب نشاطاته وأقواله السياسية، وفى عام 1972 توجه إلى موسكو ومنها إلى القاهرة وانتقل بعدها إلى لبنان حيث ترأس مركز الأبحاث الفلسطينية وشغل منصب رئيس تحرير مجلة شئون فلسطينية، ورئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية فى بيروت عام 1981 وظل رئيسا لتحريرها حتى رحيله. انتخب درويش عضوا فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988، ثم مستشارا للرئيس الراحل ياسر عرفات، وفى عام 1993 استقال من اللجنة التنفيذية احتجاجا على توقيع اتفاق أوسلو. عاد عام 1994 إلى فلسطين ليقيم فى رام الله، بعد أن تنقل فى عدة عواصم عربية كبيروتوالقاهرة وتونس وباريس. بدأ كتابة الشعر فى المرحلة الابتدائية وعرف كأحد أدباء المقاومة، وله ما يزيد عن ثلاثين ديوانا من الشعر والنثر، بالإضافة إلى ثمانية كتب. وترجم شعره إلى عدة لغات، وقد أثارت قصيدته "عابرون فى كلام عابر" جدلا داخل الكنيست. نشر درويش آخر قصائده بعنوان "أنت منذ الآن غيرك" يوم 17 يونيو 2007، وقد انتقد فيها التقاتل الفلسطينى. ومن دواوينه عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، أصدقائى لا تموتوا، عاشق من فلسطين، العصافير تموت فى الجليل، مديح الظل العالى، حالة حصار، وغيرها. كما حصل درويش على عدة جوائز منها جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، دروع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا فى الاتحاد السوفيتى عام 1982، جائزة لينين فى الاتحاد السوفيتى عام 1983، جائزة الأمير كلاوس (هولندا) عام 2004، جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السورى أدونيس عام 2004. span style=\"color: #333399\"*اليوم السابع