span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/نصر باغريب فقدت الحركة الثقافية والفنية في بلادنا برحيل المهندس"عبدالله علي حيدره العزاني" أحد روادها الذين سخرو حياتهم في حفظ التراث الثقافي والفني اليمني من الإندثار والضياع من خلال مركز حمل أسم (العزاني) الذي أعتبر أول رئيس له. الفقيد فارق الحياة في جمهورية الهند يوم أمس الأول أثر دخوله في أزمة صحية مفاجئة، ومن المقرر أن يصل جثمانه يوم الأربعاء إلى مدينة عدن ليصلى عليه في مسجد الرحمن بالمنصورة ليوارى الثرى بعدها في مقبرة الرحمن المجاورة للمسجد وذلك عقب صلاة ظهر يوم الأربعاء. أن البدايات الأولى لمركز العزاني تعود إلى الأربعينيات من القرن الماضي بمدينة عدن (كريتر) تحت اسم "محلات العزاني السلكية واللاسلكية"، حيت مثّل قيام هذا المركز أول نشاط إعلامي سمعي فني ثقافي حر، في الجزيرة العربية, تولى تسجيل وتوثيق ونشر مجمل الأنشطة الثقافية والفنية آنذاك من مصنفات غنائية وأعمال فلكلورية ومسرحية وإسهامات أدبية وشعرية للاحتفالات الشعبية والرسمية، التي كانت تقام داخل البلاد تحت رعاية مؤسس المركز المهندس المرحوم"علي حيدرة عزاني"، الذي قدم خدمة جليلة في حفظ الذاكرة الاجتماعية للشعب اليمني، وخدمة وطنية في رفد إذاعات عدن وصنعاء والقاهرة وبعض الدول المجاورة بالأغاني والأناشيد الحماسية (الثورية) الممنوعة إبان حقبة الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن والإمامة في شمال اليمن. span style=\"color: #ff0000\"img alt=\"\" style=\"width: 298px; height: 185px\" src=\"/userimages/33.jpg\" / ويوجد في جنبات المركز أضخم مكتبة تراثية فنية تعتبر نواة لتراث كلاسيكي ثري وأصيل يحتفظ بذاكرة وتاريخ مدينة عدن وكل المناطق اليمنية وتعد مرجعا مهما لجميع المنظمات المهتمة لدراسة التراث الإنساني ويعود تاريخ بعض محتوياتها لأكثر من سبعين سنة خلت. ويرجع للمهندس"علي حيدرة عزاني" الأب الفضل في الحفاظ على عطاءات كبار فناني العصر الذهبي للأغنية في عدن واليمن, أمثال الشيخ علي أبوبكر باشراحيل العدني، واحمد الماس «الأب» وإبراهيم الماس , واحمد عوض الجراش وعلي الدباشي وحامد عوض القاضي وعمر محفوظ غابة وعبدالرحمن المكاوي الملقب بالدب، وفضل ماطر اللحجي واحمد عبيد القعطبي وعوض عبدالله المسلمي ومحمد مرشد ناجي، وعبدالله هادي سبيت، وأبوبكر سالم بلفقيه وبن شامخ.. وغيرهم كثيرون . بمركز العزاني كان النوأة الأولى للصوتيات عند تأسيسه في القرن المنصرم بعدن، لإنشاء شركة الأنغام للإنتاج الفني وشركة وادي الألحان الفنية في تلك الفترة ، حيث كان يقوم المهندس "علي حيدرة عزاني" يقوم بتسجيل الأغاني للفنانين على أشرطة «الريل» ويرسلها إلى قبرص لتقوم شركات يونانية بطبعها ونسخها على الاسطوانات(آر. بي.ام) الشمعية والتي ظهرت في الستينيات من القرن المنصرم. span style=\"color: #ff0000\"img alt=\"\" style=\"width: 281px; height: 157px\" src=\"/userimages/44(1).jpg\" / ويشير الأديب والباحث "أديب قاسم" في أحدى مقالاته في صحيفة الثقافية إلى التقرير الذي أعده الباحث جان لامبيرت عالم الدراسات الموسيقية والعرقية من المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية وصديقة رفيق العكوري من المركز اليمني للتراث الموسيقى بصنعاء وجميعهم زاروا مركز العزاني للصوتيات والحفاظ التراث الموسيقى بعدن خلال العام 2005م ويذكر التقرير أهمية هذا المركز الذي يحتوي على مكتبة ذات قيمة علمية وفنية عظيمة بسبب تنوع تسجيلاتها الموسيقية وقيمتها الفنية والنوعية التقنية للتسجيلات وندرتها بعد خمسين أو ستين عاماً من تسجيلها. ويبلغ عدد الأغاني المسجلة ما يزيد عن 10 ألف أغنية كما سجل العزاني أصوات الفنانات الشابات في الستينات ووثق لظهور الفنانات أم الخير عجمي ورجاء باسودان وأسمهان عبدالعزيز، وصباح منصر، وفطوم ناصر، ووثق لحفلات حية سجلت مابين 72-1974م إضافة إلى الحفلات الفنية التي كانت تقام في مدرسة البادري بكريتر – قبل الاستقلال 1967م وبقيام الثورة اليمنية « 26سبتمبر» كان المهندس علي حيدرة عزاني يقوم بتسجيل الأغاني الوطنية سراً في الأستوديو الخاص به (أول أستوديو خاص في الجزيرة العربية) الكائن داخل منزله بمدينة المنصورة وإرسالها سراً عبر منفذ تعز على اسطوانات (الريل) آر.بي.ام، كما كان يتم إرسالها إلى إذاعة صوت العرب في القاهرة. رئيس جامعة عدن الدكتور"عبدالعزيز بن حتبور" أشار إلى أن حركة التوثيق الثقافي والفني في اليمن فقدت برحيل المهندس (عبدالله علي حيدرة العزاني) أحد روادها الذين سخرو جل حياتهم للحفاظ على التراث اليمني من الاندثار. ودعا /بن حبتور/ أثناء زيارته لمنزله اليوم بمعية عبدالخالق البركاني عضوا مجلس النواب الجهات المعنية بتكريم الفقيد/عبدالله علي حيدره العزاني/ وأسرته لدورهم الكبير في الحفاظ على جزء مهم من الذاكرة الثقافية اليمنية.. مشيرا إلى ان الساحة اليمنية والعربية فقدت رئيس أول مركز للتوثيق الثقافي الفني على مستوى الجزيرة العربية والذي أسس في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي من خلال حفظ آلاف التسجيلات الصوتية الفنية والأدبية التراثية التي كانت ستفقد وتضيع لولا جهود أسرة العزاني في توثيقها وحفظها لنحو سبعة عقود من الزمن.