span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن أكدت مصادر يمنية مطلعة أن الولاياتالمتحدة الأميركية تمارس ضغوطاً كبيرة على السلطات اليمنية، تتعلق بالحرب على الإرهاب، والمواجهة المفتوحة مع تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، الذي يتمركز عناصره في عدد من المناطق الجنوبية والشرقية، وأصبح يثير المخاوف اليمنية والدولية. وأوضح المصدر في تصريح ل"العرب اليوم" ، أن واشنطن تطالب صنعاء بتحقيق انجازات تفوق قدرتها، وسبق أن عجزت عنها أميركا ذاتها، سواء في أفغانستان أو العراق، والكثير من الدول التي تتمركز فيها أذرع تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن أميركا تهدف من وراء تلك الضغوط، إلى جعل السلطات اليمنية ترضخ لمطلبها الأساسي في هذا الجانب، وهو الاشتراك في خوض المواجهة مع مسلحي القاعدة بقوات أميركية تتواجد على الأراضي اليمنية. وكشف المصدر في هذا السياق أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وافق على طلب السلطات الأميركية مؤخراً، على إنشاء أربع وحدات خاصة لمكافحة الإرهاب ومطاردة عناصر تنظيم القاعدة على الأراضي اليمنية، وقال أن هذه الوحدات سيتم إنشائها في أربع محافظات هي، مأرب وشبوة وحضرموت وأبين، وهي المحافظات الأربع المتجاورة، والتي تقع إلى الجنوب الشرقي من اليمن، ويتمركز فيها عناصر تنظيم القاعدة، لضعف تواجد الدولة في هذه المحافظات ذات البيئة القبلية والطبيعة الجبلية الصعبة. وأكد ذات المصدر أن المقر الرئيسي لهذه الوحدات سيكون في محافظة حضرموت، وقال أن القوات التي ستتشكل منها هذه الوحدات المتخصصة في مكافحة الإرهاب، هي قوات أميركية بدرجة رئيسية، وبمشاركة قوات أوروبية، ونوه المصدر إلى أن هذه القوات تستطيع الاستعانة بقوات الأمن المركزي اليمنية عندما تحتاج لذلك فقط. المصدر الذي أكد أن هذا الأمر بات محسوماً وبشكل نهائي، حذر من استكمال هذه الخطوة والتي يعتقد بأنها ستكون في منتهى الخطورة، وستقدم خدمة كبيرة وغير متوقعة لتنظيم القاعدة، خاصة في مثل هذه الأوضاع، وأوضح أن التدخل الأميركي المباشر لملاحقة عناصر القاعدة على الأراضي اليمنية من خلال هذه الوحدات سيزيد من سخط القبائل اليمنية على أميركا وعلى السلطات اليمنية على السواء، وفي ذات الوقت سيكسب عناصر القاعدة في اليمن ليس فقط المزيد من التعاطف، بل وسيدفع الناس في تلك المحافظات إلى تقديم الدعم والمساندة لتلك العناصر، فضلاً عن الدفع بالكثير من الشباب للارتماء في أحضان هذا التنظيم. وأشار المصدر إلى أن اكتشاف اليمنيين طائرات التجسس الأميركية التي غالباً ما تحوم في سماء ذات المحافظات، واشتراك طائرات أميركية من دون طيار وقواتها البحرية في العمليات التي نفذت في الأراضي اليمنية ضد ما قيل أنه تجمعات للقاعدة أواخر العام 2009 ومطلع العام 2010، خدم تنظيم القاعدة إلى درجة غير مسبوقة، خاصة مع سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين من أبناء المناطق التي تم استهدافها بالضرب الجوي والصاروخي. وتوقع المصدر أن يكون تأثير إنشاء مثل هذه الوحدات في عمق المناطق القبلية اليمنية وبقوات أجنبية على مشاعر القبائل في تلك المناطق أكبر من تأثير الضربات الجوية بكثير، وقال: إن أميركا إذا ما نفذت هذه الخطة سترتكب أكبر أخطائها في سياق الحرب على الإرهاب.