span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"حياة عدن/قراءة span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"فكري قاسم span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" مُرتاعاً وقلقاً يقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بساقين مرتعشتين في منتصف حبل بين ضفتين وتحته هوة سحيقة، قد تفضي به – بسبب العنف المستخدم ضد المحتجين - إلى قبو يضم مومياوات الرؤساء المخلوعين. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وفيما يحاول التوازن والعبور، يرنو "صالح" نحو معارضيه التقليديين باستعطاف، متوسلاً ألا يهزوا الحبل. في حين ينظر إلى معارضيه الشبان وغير المؤدلجين بفوقية تامة مستخدماً ضدهم النار والبلطجية. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وخلال ثلث قرن من الحكم تفاخر ثاني أقدم الرؤساء العرب بقدراته الخاصة على الرقص مع الثعابين، لكننا اليوم أمام لعبة لم نعتد عليها، وفي الأفق تتبدى المؤشرات إلى أنها اللعبة الأخيرة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ومثل بقية الأنظمة التي اعتصمت بعنف البلاطجة ضد الشعوب الثائرة لايزال النظام اليمني يختبئ ورا ء بلطجية استأجرهم لقمع المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع في العاصمة صنعاء ومدينة تعزوعدن وبقية المحافظات الجنوبية، فيما ينم عن حالة ارتباك هي نفسها التي سبقت اللحظات الأخيرة لرحيل الرئيس المصري مبارك والتونسي بن علي خلال أقل من شهر. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" وفي اليمن يتم الدفع بكافة شروط إنهاء نظام ساد لأكثر من 30 عاماً، فيما يصفه المراقبون بالغباء السياسي. وفي الأثناء التي يضطرب فيها الشارع آخذاً منحنى تصاعدياً أثر حتى الآن عن سقوط مئات المحتجين بين قتيل وجريح، تقف أحزاب المعارضة على ذات الحياد في انتظار لحظة القطاف. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وحصلت الصحيفة(حديث المدينة) على معلومات - لو تأكدت فإنها ستكون خطيرة - بشأن الموقف الذي اتخذته أحزاب اللقاء المشترك من الأزمة الراهنة، ويتمثل في إنهاء خدمة الرئيس علي عبدالله صالح قبل انتهاء ولايته الحالية، ولكن مع تجنب الاصطدام المباشر مع النظام، والنأي عن الدفع بأعضائها إلى محارقهم، وإرجاء المشاركة في ثورة الشبان إلى اللحظات الأخيرة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ووفقاً لمصادر الصحيفة خاض جناح تقليدي من الإخوان المسلمين في حزب الإصلاح المعارض نقاشاً داخلياً لتحديد الكيفية التي سيتمكن من خلالها التعامل مع الأزمة، وقيل بأنهم رأوا أن محاولة الإطاحة بالرئيس صالح - في ظل مؤسسته العسكرية من جيش منقسم أساساً بين أبناء الرئيس من جهة وبين القائد العسكري علي محسن من جهة أخرى - قد تؤدي إلى دخول البلاد في دوامة عنف، ستنقض على الطرف الأضعف في نهاية المطاف. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ويبدو واضحا من استبعاد اسم علي محسن الأحمر(الجناح العسكري والحليف الاستراتيجي لأكبر أحزاب المعارضة، والذي تربطه بحميد الأحمر ابرز معارضي صالح انسجام تام)يبدو استبعاد اسمه من قائمة اقرباء الرئيس المطلوب تنحيتهم ان الجناح التقليدي الذي يطمئن إلى مبايعة علي محسن الأحمر رئيساً بديلاً لصالح،قد قرر المضي في ذلك مع الاحتفاظ بدرجة غليان شعبي محدود (للشبان) الذين قرروا مواصلة احتجاجاتهم السلمية في عدد من المدن اليمنية؛ ليمكن من خلاله ممارسة الضغط النفسي على الرئيس صالح والإلحاح على تنحية أبنائه، ليكون من المتاح بعدها -وعبر علي محسن ذاته الذي يحظى بقبول بين أوساط الجيش- استمالة القادة الذين سيحلون مكان الأبناء،وهو الأمر الذي جعل الرئيس صالح يواصل – في هذه الأيام - الاعتصام بحبل زعماء القبائل. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" ومنذ عدة أيام يشهد دار الرئاسة توافداً قبلياً للقاء برئيس الجمهورية، وسط معلومات عن منح مالية كبيرة لصالح القبائل ووهبات أخرى من الأسلحة والذخائر، في مؤشر إلى أن هناك تحضيراً قد يؤدي إلى حرب أهلية، سببها اختلاف الورثة حول بلد تعداد سكانه أكثر من 23 مليون نسمة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لكن ثلاثين يوماً على هذا النحو من العنف واستخدام أوراق البلطجية والمناطقية لابد أنها ستكون فترة كافية لإرباك الرئيس صالح وخلعه. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وفي حين قلل البعض من شأنها الا أن مؤشرات اللعبة الأخيرة خطرة جداً، وقد تدفع بالبلد وفق بعض المحللين السياسيين الى حرب أهلية جديدة إن لم يفكر الرئيس صالح بمخرج لائق به كزعيم حكم البلد 33 عاماً،سيما وأن الشبان الُمحتجين الذين قرروا البقاء في الميادين باتوا أكثر قناعة الان لاسترداد بلادهم المنهكة والموجوعة بصراع ورثة لم يعد خافياً على أحد أنهم ينظرون إلى البلد باعتبارها كعكة ، لكن حماس الشباب يوحي بأنه لم يعد من السهل تقاسمها. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"بالنظرإلى التقويم الميلادي - عرض أقرب حائط - يمكن لأجنحة الورثة المتمترسين ببنادق يدفع الشعب ثمنها من قوته اليومي، يمكن لهم أن يعرفوا –وبسهولة- أن خيارات القوة لم تعد وسيلة لائقة بالعصر قدر ما تؤدي إلى مزابل التاريخ. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"غرور القوة هو في الأساس ضعف خفي ينبغي على طرفي المحاصصة النأي الإقلاع عنه.لكن الواضح أن مرحلة إرباك الرئيس قربت من الوصول إلى سدرة منتهاها، ما لم يتمكن من اقتناص ما تبقى من فرص الحكمة لإحراج معارضيه عبر اللجوء إلى خيارات تسليم السلطة بشكل سلس ومعزز بمحاولة صادقة من شأنها استعادة ثقة الشعب بخطابه الذي لم يعد أحدا يصدق جملة منه. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"الشبان في الميدان، وأصابع الخصوم التقليديين والبلطجية على الزناد، و..العقل وحده زينة القرن الواحد والعشرين. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" div style=\"text-align: left; \"span style=\"color: rgb(51, 51, 153); \"span style=\"font-size: medium; \"*"حديث المدينة"