span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن قال الدكتور "عيدروس النقيب" عضو بالمجلس الرئاسى الانتقالى فى اليمن وعضو مجلس النواب ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكى اليمنى انه لابد من الاقرار بان المشروع الوحدوى الذى جرى التوافق عليه عام 1990 باعلان الجمهورية اليمنية واندماج شطرى اليمن فى كيان واحد جرى الانقضاض عليه من قبل على عبد الله صالح وانصاره. وأضاف في حواره مع جريدة "الشرق" القطرية" بقوله : من خلال الحرب على الجنوب التى انتهت بتحويل الجنوب من شريك فى السلطة والثروة الى غنيمة حرب بين المنتصرين، وفى شهر يوليو عام 1994 جرى اجتياح الجنوب وتدمير مؤسسات الدولة التى بنيت على مدار عقود، وكذلك تم القضاء على الجيش الوطنى الذى تم اعداده خلال عقدين من الزمان، والاستيلاء على منشآت الدولة واملاكها وموجودات المؤسسات الحكومية ، ونهب الثروة والارض وتحويل كل ذلك الى غنائم بين يدى مجموعة من متنفذى النظام وصار المواطن الجنوبى متهما بالانفصالية والتآمر والعمالة لا لشيء الا لانه ينتمى لدولة هزمت فى الحرب. وأشار الدكتور"النقيب" إلى أن هذه الأعمال خلقت حالة من الاحباط والشعور بعدم الانتماء لهذا الوضع القائم لدى الجنوبيين، وبعد ان كان الجنوب شريكا فى نصف الدولة، اصبح بعد الحرب لا يستطيع ان يساهم فى ادخال عشرة من الضباط للكليات العسكرية والامنية فى صنعاء، واضمحلت مساهمة الجنوبيين فى الانتاج الثقافى والممارسة السياسية والحصول على الخدمات والاستفادة من عائدات الثروة التى تأتى فى معظمها من الجنوب وهو ما ضاعف الرغبة فى العودة الى ما قبل عام 1990 — عام الوحدة — لدى معظم المواطنين. وحول اجتماع القاهرةوبروكسل واثر نتائجهما وقضية الجنوبيين قال "النقيب" : فيما يتعلق باجتماعى القاهرةوبروكسل فقد جاءا للتعبير عن رغبة الجنوبيين بهدف استعادة حقهم المصادر من قبل نظام الرئيس على صالح، وفى الحقيقة فان اجتماع القاهرة طرح نظاما اتحاديا ثنائيا بين اقليمى اليمن الشمالى والجنوبى كمخرج للقضية، مما يعنى دولة فيدرالية ثنائية بينما طرح مؤتمر بروكسل فك الارتباط بين اقليمى اليمن بالوسائل السلمية، وارى ان هذين الرأيين يجب احترامهما باعتبارهما يعبران عن تطلعات قطاع لا يمكن الاستهانة به من ابناء الجنوب، لكننا نرى ان الحل الاقل خطورة والاوفر حظا فى النجاح يتمثل فى اعادة صياغة مشروع الدولة اليمنية من خلال دولة اتحادية تحفظ الشراكة المتكافئة بين اقليمى اليمن، كما تحفظ لليمن بقاءها واستقرارها كدولة فاعلة فى المجتمع الاقليمى والدولي، ولكن فى نفس الوقت فاى من الحلين ينبغى ان يكون محط اجماع المواطنين الجنوبيين وحدهم فهم اصحاب حق وحدهم فى حسم خياراتهم. وردا عن معنى بالحل الاقل خطورة والاوفر حظا فى النجاح بالنسبة للجنوبيين .. أضاف عيدروس : اقصد بهذا ان الجنوب جرى من قبل تدميره كدولة وقد خطط على عبد الله صالح لتمزيق الجنوب اذ ما قرر الانسحاب منه وها هو قد سلم بعض المدن ممن يدعى انهم تنظيم القاعدة، لهذا فان فك الارتباط فى ظل حالة التفكك الذى يعاني منها الجنوب يمكن ان يؤدى الى اكثر من فك ارتباط آخر، وهو ما يعنى الى تمزيق الجنوب وتحويله الى كيانات مصغرة يصعب استعادة دمجها وتوحيدها مستقبلا فى كيان واحد، ومن هنا جاءت رؤيتنا لمشروع الدولة الفيدرالية التى تعطى للجنوب حقه الكامل فى ادارة شئونه واستثمار ثرواته، ومن ناحية اخرى تحفظ لليمن بقاءها كدولة واحدة متماسكة. وقال : أن الثورة السلمية الجارية اليوم فى محافظات اليمن جاءت للتعبير عن حالة الاختناق السياسى الذى وصل اليه اليمن، بعد ان عجز النظام السياسى القديم عن القيام بدوره بوظائفه الاساسية وهى الوظيفة التنموية والسياسية والامنية والخدمية، فضلا عن حالة الشرخ الوطنية القائمة بين الشمال والجنوب التى اخذت فى الاتساع بعد حرب عام 1993. وأضاف في حوار مع جريدة الشرق القطرية أن هذه التراكمات كان يمكن معالجتها باحدى الوسيلتين، اما باصلاحات جادة تحدث انفراجا فى الحياة السياسية، وتفتح ابواب حالة الاستقرار والتنمية، واستعادة الوحدة الوطنية التى جرى القضاء عليها فى عام 1994، وهو ما تمنع النظام القائم من امتلاك الجرأة من الاقدام عليها والخيار كان الثورة الشعبية السلمية التى بدأت فى الاندلاع فى محافظة الجنوب عام 2007، من خلال ما نسميه بالحراك السلمى الجنوبي، الذى جاء رافضا لحرب 1993 ومطالبا بازالة آثار هذه الحرب، واستعادة الشراكة الوطنية، ثم تصاعدت المطالب الى ان وصلت الى فك الارتباط والعودة باليمن الى عام 1998، وهذا جاء نتيجة لتصلب السلطة فى عدم الاستجابة لمطالب المواطنين، حتى جاءت الثورة السلمية الحالية اليوم لترفض من رفض حالة الانسداد السياسى والذهاب نحو التغيير الجذرى المستجيب لحاجة الشعب الى نظام سياسى يعبر عن تطلعات هذا الشعب فى التنمية والحرية والديمقراطية والحياة الكريمة. وقال : ان الثورة بدأت ومازالت سلمية سواء فى الجنوب او الشمال، لكنها جوبهت بصلف وعنجهية نظام مستبد، حيث كان الرصاص هو الرد على مطالب الجماهير. ويكفى ان نقول انه فى الجنوب بلغ عدد شهداء الحركة السلمية الاحتجاجية 700 شهيد واكثر من 2000 جريح وآلاف المعتقلين حتى اليوم، من بينهم القائد السياسى حسن احمد باعوم رئيس مجلس الحراك السلمى الجنوبى وابنه فواز. اما فى المحافظات الشمالية فقد سقط حتى اليوم اكثر من 210 شهيد ومئات الجرحى بجانب مئات المختطفين من بينهم بعض الصحفيين. يرى د. عيدروس ان الثورة اليمنية اليوم قطعت شوطا كبيرا فى تغيير موازين القوى السياسية، فبعد ان كان ينخرط فى الفعاليات السلمية بعض المئات او الآلاف من المتظاهرين صار اليوم عدد من يشارك فى فعاليات الجمعة يتجاوز الخمسة او الستة ملايين مواطن فى ال 17 محافظة يمنية، وهو ما يعنى انحسار وتضييق المساحة التى يقف عليها من يقبعون فى كرسى الحكم ممن اعلنوا مناصرتهم الى الثوار وتخليهم عن صف الحكم، هذا بخلاف التغيير النوعى التى يحدث على الساحة السياسية ويكشف ان الثورة تتقدم الى الامام نحو الهدف وبخطى راسخة وقوية يوما بعد يوم.