نادي التلال اليمني والذي تأسس في زمن الوجود الإنجليزي في عدن، وتحديدا عام 190، يعد عميد أندية الجزيرة العربية، كما أنه واحد من أبرز عناوين الرياضة اليمنية على مدى عقود وحتى الآن. الأمين العام للنادي عبد الجبار سلام فاجأ جماهير العميد، الذي يطلق عليه محبوه أيضا فريق قلعة صيرة، بالإعلان عن أن وصيف بطل الموسم الماضي لا يريد بطولة الدوري لهذا العام. سلام أكد أن فريقه سيعتمد هذا العام على الشباب الجيدين، قائلا: لقد أكدنا للجهاز الفني الذي يقوده الكابتن شرف محفوظ أننا لا نريد بطولة الدوري، وإنما نريد أن نبني فريقا تظهر هويته بأبنائه الشباب. وكشف أمين عام النادي في تصريح لصحيفة "الرياضة" الأسبوعية اليمنية، عن أن التلال يواجه أزمة مالية حادة في وقت يستعد الفريق للمشاركة في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم. وقال إنه من أجل ضمان المشاركة الآسيوية هناك تنسيق مع اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة بحيث يتوليان تقديم نفقات المشاركة مقابل أن يتنازل فريق التلال للاتحاد والوزارة عن مخصصاته المالية المرصودة من الاتحاد الآسيوي. وكان التلال استهل الموسم الكروي الجديد بخسارة بطولة كأس السوبر أمام بطل الدوري العروبة، ثم تعادل سلبيا على أرضه في الجولة الأولى من بطولة الدوري أمام العروبة من صنعاء، كما تعادل في الجولة الثانية خارج أرضه أمام فريق شباب البيضاء بهدف لمثله. يشار إلى أن التلال كان قد تأسس في 1905 باسم نادي الاتحاد المحمدي، واستمد شعبيته من كونه كان ينازل فرق جيش الاحتلال البريطاني وفرق الأساطيل القادمة والمارة إلى ميناء عدن. واشتهر التلال باسمه الحالي بداية من يوم 18يوليو/تموز 1975، وارتبط اسمه الجديد بتولي رئاسة النادي السياسي اليمني الشهير الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي شغل منصب رئيس وزراء في الجنوب قبل الوحدة ورئيس مجلس النواب بعد إقامة الوحدة اليمنية في 1990، ويتولى حاليا منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني. وفيما كان الفريق حصل على خمس بطولات دوري وبطولتي كأس في السابق، فقد أحرز بطولتي دوري منذ توحيد اليمن، أولهما بطولة الدوري التصنيفي عام 1991 والثانية في 2005. كما فاز بكأس الجمهورية موسم 2007 وموسم 2010. وفي 19 نسخة ماضية من الدوري اليمني حصل التلال على مركز الوصيف في أربعة مواسم وعلى المركز الثالث في أربعة مواسم والمركز الرابع في موسم واحد والخامس في موسمين. ويعتبر موسم 20062007 عاما أسود في تاريخ التلال الذي هبط حينها إلى الدرجة الثانية لأول مرة في تاريخه الممتد لأكثر من 107 أعوام. ويحمل مسؤولو ومحبو التلال اتحاد الكرة اليمني بلعب دور بارز في تهبيط الفريق حينها، استنادا إلى ما اعتبروه تغاضي الاتحاد عن تجاوزات وتلاعب من قبل أندية عدة بنتائج المباريات في الأدوار الأخيرة من البطولة. ومن أبرز اللاعبين الذي مروا على النادي نجم الكرة اليمنية الشهير أبو بكر الماس الذي لعب في منتخب عرب آسيا ضد منتخب عرب أفريقيا عام 1990، والمدرب الحالي للفريق شرف محفوظ الذي فاز بالحذاء الذهبي ولقب هداف العرب موسم 1992 حينما أحرز 30 هدفا في 30 مباراة، والكابتن سامي نعاش الذي فاز ببطولة دوري 1991 لاعبا وبلقب 2005 مدربا، كما درب فريق هلال الحديدة وقاده للفوز ببطولتي دوري 2008 و2009، وقبلهم الدكتور عزام خليفة الذي أصبح من أبرز خبراء الكرة اليمنية. وبرغم أن الرئيس الفخري للنادي منذ 2003 هو نجل الرئيس علي عبدالله صالح، قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة العميد أحمد علي عبدالله صالح، إلا أن مقربين من النادي يقولون إن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام الماضي قد أثرت على ذلك الدعم والاهتمام الذي كان يلقاه التلال من رئيسه الفخري في سنوات سابقة.