الضالع/ إرشيف عدن أون لاين/ الضالع/ عماد هادي: ودعت الضالع يوم أمس الأول الثلاثاء القاضي العلامة صالح احمد باعباد الذي وافته المنية في العاصمة صنعاء إثر جلطة دماغية المت به قل أيام. وكان القاضي صالح باعباد المولود في منطقة خوبر بمحافظة الضالع سنة 1937م قد تعرض لجلطة دماغية افقدته الوعي قبل ايام بينما كان في منزله الكائن في مدينة قعطبة. ويعد القاضي صالح باعباد من اوائل القضاة الذين شاركوا في ثورة 14 من اكتوبر ضد المستعمر الانجليزي واول من اصد فتوى بوجوب طاعة الثورة وعصيان اوامر المشيخات والامارات التي كانت سائدوة آنذاك. ونتيجة لتوجهه الاسلامي كونه احد خريجي مدارس جبله في محافظة إب, فقد تعرض للعديد من الملاحقات والتهديدات ومحاولات الاغتيال بعد الاستقلال من قبل زملاء الثورة الذين انقلبوا عليها وافرغوها من مضمونها الاسلامي. توجه القاضي صالح بعدها الى الشطر الشمالي آنذاك واستقر في مدينة قعطية التي داوم فيها الى ان وافته المنية, حاول النظام السابق في الجنوب استدعاءه واستمالته للرجوع لكنه رفض لانه كان يعلم يقينا بان مصيره سيكون الموت كما حدث لبعض رفاقه. ترك القاضي عشرة من الابناء وعشر بنات جلهم يحملون شهادات عليا في مختلف التخصصات وبعضهم يعمل في حقل الدعوة. عمل رئيسا لمحكمة الشعيب ايام المشيخات قبل الثورة وكان يذهب الى عمله مشيا على الاقدام من قريته خوبر الى جبال الشعيب ويعود كذلك. وعند قيام الثورة انخرط في جبهة لحسون في الشعيب واصدر فتواه الشهيرة بوجوب طاعة الثورة واوامر قيادتها ورفض اي اوامر قد يصدرها الحاكم السابق للمنطقة وهي الفتوى التي عممت على باقي جبهات الثورة. ظل في مدينة قعطبة لعشرات السنين اسس خلالها مدرسة "النجم الثاقب" في الجامع الكبير في قعطبة كرد على مدرسة "النجمة الحمراء" وتتلمذ على يديه العديد من الطلاب في قعطبة والمنطقة. حرم القاضي باعباد من ادنى مستحقاته المالية إذ لم يستلم اي مرتب منذ ان غادر الجنوب الى قعطبة وحتى بعد الوحدة تم حرمانه من اي وظيفة او مرتب يذكر.