حذر رئيس مجلس الحراك الجنوبي بمحافظة لحج حزب الإصلاح بمحافظة عدن من مسيرة يعتزم الحزب تنظيمها في ساحة العروض بعدن كبرى مدن جنوب اليمن، كاشفاً عن مجيء الآلاف من المتظاهرين من خارج المحافظات الجنوبية إلى للمشاركة فيها – حد قوله . وقال ناصر الخبجي في تصريح لوكالة "يونايتد برس انترناشيونال" أن ذلك يعد تصعيدا سياسيا ومغامرة غير محسوبة العواقب". وحمل قيادات الأخوان المسلمين " المسؤولية عن أية ردود أفعال غاضبة قد تعمق الكراهية ضد الشمال" بسبب المسيرة التي دعا حزب الإصلاح إليها في 11 فبراير الحالي. وأضاف " إذا تمت فعالية في الجنوب فإننا نعتبر ذلك استفزازاً لمشاعر أبناء الجنوب،بل نعتبره عدواناً شائناً على شعب الجنوب واستهدافاً مباشراً له ". وقال الخبجي "هذا الشعب رفض الوحدة والاحتلال والحوار مع المحتل، وقد عبّر عن هذا بالمسيرات المليونية الأخيرة الشهر الجاري ،وبمقاطعته التامة للانتخابات الرئاسية التي جرت في 21 فبراير من العام الماضي" . وقال أن " شعب الجنوب يستند إلى عدالة قضيته وإلى الإرادة الشعبية في التحرير والاستقلال، بينما تلك القوى ليس لها قضية إلا مصالحها الخاصة وتحاول نقل المعركة إلى الجنوب عبر أدواتها " . واعتبر الخبجي محاولة إقامة فعالية تدعم الوحدة اليمنية في الجنوب واستقدام متظاهرين من المحافظات الشمالية إلى الجنوب عملا خطيرا. وقال " ندعو تلك القوى إلى الكف عن ذلك وندعو أبناء الشمال ألا يستجيبوا لهذه الفعاليات لأن حضورهم في ظل الاحتقان الشعبي في الجنوب سيعمق روح الكراهية " . ودعا أبناء الجنوب إلى "عدم المشاركة أو الاستجابة لهذه الدعوات واستخدام التكتيكات السلمية والمشروعة في الوقوف أمام من يريد إحباط ثورة شعب الجنوب " . وكان الخبجي عضواً في مجلس النواب اليمني (البرلمان) منذ عام 2003 ، إلا أنه قدم استقالته منه فور انطلاق الحراك السلمي الجنوبي عام 2007، كما يعتبر من أوائل المؤسسين للحراك. ودعا الخبجي من أسماها بالقوى المحبة للسلام في المنطقة والعالم إلى التدخل لوقف هذه الفعاليات والتداعيات، محملاً قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن يشاركها أي ردود أفعال غاضبة قد تعمق الكراهية ضد الشمال . وفي ذات سياق، استغرب مراقبون من أن تصدر هذه التصريحات من رئيس مجلس الحراك بمحافظة لحج التي تبعد بحوالي 20 كيلو متر مربع عن محافظة عدن، فيما تبقى عدن كالعادة ساحة صراع بين الأطراف الخارجية التي تسعى لتصدر المشهد الجنوبي. وأضاف المراقبون ل"عدن أون لاين" أن أبناء عدن يعانون الأمرين جراء محاولات كثيرة لاقصائهم من قبل عناصر الحراك الجنوبي الوافدة إلى عدن، حيث سبق وأن قامت مجاميع من حراك الريف والحراك الخارجي إلى قمع مسيرة لأبناء عدن نظمها تجمع أبناء عدن المنادي باستعادة محمية عدن، إيمانا منهم بأن لا صوت يعلو فوق صوتهم، وهي ثقافة قديمة عفى عليها الزمن. وقال المراقبون أن الحراك الجنوبي حتى اللحظة لم يصدر أي بيانا ينفي علاقته بأعمال التقطع التي شهدتها مدينة كريتر خلال اليومين الماضيين وصلت إلى ابتزاز المارة وتفتيش جيناتهم الوراثية، في سابقة لم تعرف عن عدن منذ قديم الأزل. وكان الأمين العام لمجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية الدكتور عبدالله العليمي قد طالب عقلاء الحراك بأن يتداركوا نضالهم السلمي بعد أن سعى مجموعة من البلاطجة تشويهه من خلال اعتداءاتهم المتكررة على الفعاليات السلمية والمسافرين والشاحنات في عدن وغيرها. وقال العليمي إن من يمارسون الاعتداء على الناس وإرهابهم والتحريض على فعالياتهم السلمية هم من بقايا الإستبداد والشمولية بينما نحن اليوم في عهد الربيع والحرية. مضيفاً: قمة الغباء أن يسعى مجموعة بلاطجة لسد أبواب التغيير وإرهاب الناس ومنعهم من التعبير عن آرائهم. مطالباً العقلاء في الحراك الجنوبي السلمي أن يحرروا نضالهم من هؤلاء البلاطجة اللذين ربما يعملون لحساب جهات لا تحمل مصلحة للحراك أو عدن أو الجنوب. كما دعا أمين عام قوى الثورة الجنوبية في ختام تصريحه السلطات الامنية والمحلية في عدن للقيام بواجبهم في حماية الناس والمسافرين والوقوف بحزم في وجه كل الإرهابيين الذين ينشرون الخوف في مدينة حساسة ومهمة مثل عدن. مؤكداً: أن شباب الثورة السلمية ومعهم كل المكونات المدنية المنخرطة في التغيير وأهالي عدن الشرفاء سيردون الرد المناسب على هؤلاء العدميين من من خلال المشاركة في المسيرة السلمية المقررة يوم 21 فبراير في عدن وهي الفعالية التي ستنصرف إليها عدن بنفسها و بسلميتها وستوجه صفعة قوية لبقايا الإستبداد والأنظمة الفاسدة التي مازالت تقاوم عوامل الإنقراض المحقق بعد أن تجاوزتها الشعوب بثورات الربيع العربي.