احتشد عشرات الآلاف من شباب الثورة اليوم الجمعة في عدة مدن يمنية فيما أطلقت عليها تنظيمية الثورة "جمعة لا عدالة بدون محاكمة القتلة". ففي صنعاء طالب المحتشدون في شارع الستين بضرورة تقديم الجناة المتهمين بقتل شباب الثورة إلى المحكمة لينالوا جزاؤهم قبل الدخول في أي حوار. وقال خطيب الستين فؤاد الحميري إن الثورة الشبابية اندلعت في 11فبراير "لتعيد الحق إلى نصابه والعقل إلى صوابه واليمن إلى شبابه"، وقال أنه ليس من الثورة في شيء من يقول "قبيلتي أولاً، أو جماعتي أو أو طائفتي أو حزبي أولاَ". وأكد على "ضرورة انجاز لجنتي الأراضي والمبعدين لأعمالهما دون إبطاء بحيث يلمس الجميع جدية ومصداقية في التعاطي الرسمي مع قضيتنا الجنوبية باعتبارها قضية وطنية بامتياز". وفي رسالته لرئيس الجمهورية طالب الحميري بضرورة إصدار قرار جمهوري "باعتبار الحادي عشر من فبراير من كل عام يوماً وطنياً، وهو أقل مايقدم وفاءً لتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين والمعاقين". كما استنكر الحميري في رسالته إلى حكومة الوفاق ما حدث أمام رئاسة الوزراء، معتبراً ذلك "جريمة مستنكرة أصابت قيم الثورة قبل أن تصيب أجساد الثوار، وقد كان الجرحى أحوج إلى العلاج لا إلى الكرباج، وإلى تقديم المواساة لا تعظيم المأساة"، مطالباً بسرعة الكشف عن الجناة ومعاقبتهم وسرعة تلبية مطالب الثوار باستكمال علاج جرحاهم. ودعا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه "حالة الملايين من المغتربين اليمنيين عمالاً وطلاباً الذين يعانون من التضييق والتعنت في غربتهم، وكل ذنبهم أنهم حملوا عن الحكومة بعض العبء الإجتماعي والتنموي" وأصبح "المغترب اليمني يعاني الامرين، دولة تهمله، وغربة لا تمهله". وهاجم الحميري السفير الأمريكي بصنعاء قائلاً:" لقد انتخبنا يوم الحادي عشر من فبراير الماضي رئيساً اسمه عبدربه منصور هادي ولم ننتخب جيرالد فايرستاين، ودار الرئاسة يقع في الستين وليس في سعوان". ودعا الحميري الولاياتالمتحدة إلى تغيير "سياستها الاستفزازية تجاه الشعب اليمني إذا كانت حريصةً فعلاً على شراكة حقيقية"، مؤكداً ان "كل قول أو فعل يمس سيادتنا فلن يكون مرحباُ به". وقال "شراكتنا لا تعطيكم الحق في ان تتدخلوا في شؤوننا أو تتحدثوا باسمنا، وليس أسوأ من صواريخ طائراتكم إلا تصريحات سفيركم". وفي رسالته الأخيرة التي خص بها إيران استغرب خطيب الستين من أن سياسة إيران لم تتغير، فبينما أرسلت قبل الإسلام مسجونيها من اللصوص والقتلة، هاهي اليوم ترسل " إلى اليمن أدوات اللصوصية وأسلحة القتل"، متسائلاً كيف غيرت إيران عقيدتها ولم تغير عُقدها، وأسلمت ولم تسالم !" حسب قوله. وخاطب إيران قائلاً: "يا أشقاءنا في إيران: إن جئتم اليمن لحرب أمريكا فأمريكا على حدودكم في العراق وأفغانستان، وإن كنتم تواجهون إسرائيل فأنتم تحرسونها في سوريا ولبنان" و"إن استغلالكم لمرحلتنا الانتقالية في إضعافنا لهو انتهازية لا تليق بدولة تسمي نفسها اسلامية"، مؤكداً في ختام رسالته وخطبته بأن إيران " لن تستنسخوا منا سوريا، ولن نكون لكم عراقاً". كما احتشدت حشود مشابهة في عدة مدن يمنية مختلفة.