من فعالية اليوم للحراك الجنوبي (تيار البيض) في مخيم الإستقلال بكريتر والحضور بالعشرات عدن اون لاين/خاص يظهر أن السفير (السابق) قائد قوات البحرية (السابق) القائد العسكري في حرب أحداث 13 يناير 86م في الجنوب والقائد في حرب (الردة والانفصال) –السابق طبعا- القيادي (الحالي) في الحراك الجنوبي، في مهمة صعبة للغاية ومعقدة بشكل كبير. عاد للوطن في ظرف استثنائي وفيما يشبه المغامرة – والحسني مغامر من الطراز الأول- لتكون البداية اختطاف مبهم حتى اللحظة، عده البعض فيلم هليودي لصناعة رمز وزعيم، فيما قال آخرون أنه (قرصة إذن) حقيقية من بقايا النظام بينهم والحسني صراع سابق وصفقات سلاح أثناء ما كان قائدا للقوات البحرية في الجمهورية اليمنية بعد حرب الصيف وبسببها جرى عزله إلى سوريا كسفير لليمن، مستدلين بتعبيره عن شكره للرئيس هادي عقب خروجه من المعتقل. الحسني خرج من معتقلة بعد أربعة أيام أكثر حماسا وقد أبتلع ما حدث وتجاوزه وهو اليوم أكثر نشاطا، وكيف لا يبتلع حادثة واحدة في ساحة عدن وهي المدينة التي تحملت منه حربين عندما قصفها بكل ترسانة البحرية المرة الأولى في أحداث 1986م والثانية في حرب1994م. يقول أكثر المراقبين للشأن الجنوبي أن علي سالم البيض عزز جبهة تياره في الداخل بالسفير الحسني ، ك(دم) جديد يراد منه أن يبعث الحياة والنشاط في جسد فك الارتباط الذي عانى من نزيف حاد بعد الخلافات العاصفة التي ظهرت في لقاء حضرموت وأفرزت انقساما رأسيا بتيارين (تيار باعوم وتيار البيض) ولا حظنا بشكل واضح هذا الانقسام من خلال البيانات المتصارعة التي تمخض عنها الاجتماع الموسع في المكلا، عقب عودة حسن باعوم من العلاج في السعودية الشقيقة. وهذا الانقسام الرأسي الذي كانت ساحته حضرموت هاهو يكشف عن مضاعفات كثيرة أبرزها امتداد الانقسام ليكون عموديا وكشفت عنه فعالية مخيم (الاستقلال) بكريتر عدن اليوم الخميس بحضور السفير الحسني وقاسم عسكر وصالح يحيى سعيد وحسين زيد بن يحيى وآخرين. ويقول أكثر المتشائمين أن تيار باعوم قاطع فعالية الحسني ومثلهم مناطق ردفان والضالع حيث ما تزال تركة صراع الثمانينات ثقيلة وتفرض نفسها ولم تستطع شعارات التصالح والتسامح مداوات جروحها التي لم تندمل بعد. قالت مصادر مقربة من قيادي بارز في الحراك بالضالع – والده قتل في أحداث يناير68م- أن عودة السفير الحسني لا تعنيه ويستحيل أن يضع يده في أيدي من قتلوا والده ثم هم قتلوا الوحدة واليوم يتقدمون الصفوف كمحررين ومخلصين للجنوب. كما يتساءل فريق ثالث عن مصير علاقة السفير الحسني بالرئيس عبدربه منصور هادي ، وهل يهون عليه العيش والملح؟ وسنوات الشتات الأول في الجمهورية العربية اليمنية منذ يناير 1986م إلى يوليو 94م وبعدها سنوات الحكم والتمكين قبل أن يعلن الحسني اللجوء السياسي لدى بريطانيا منشقا عن نظام علي عبدالله صالح في نهاية ابريل 2005م. وبالجملة فإن مهمة الحسني في عدن والجنوب سواء أكانت لصالح فك الإرتباط أو غير ذلك لن تكون باليسيرة ، لما للحسني من إرث ثقيل وذاكرة الشارع الجنوبي تحتفظ جيدا بالكثير منها، وهو الأمر الذي يجعل المهمة صعبة للغاية في ظل الإنقسامات وصراع القيادات التي تفتك بالشارع وأوصلته لمرحلة يصرخ في وجوههم جميعا (لاقيادة بعد اليوم).