يستعد الجميع في مدينة عدن لاستقبال عيد الفطر المبارك.. أب يأخذ أطفاله إلى السوق، وأم أخرى تصطحب فتياتها لأخذ بقية أغراض العيد، بينما نازحو أبين يستقبلونه هذا العام بحزن بالغ ومعاناة لا تنتهي، حيث لا تزال تتقاذفهم أمواج التشرد والنزوح، ويمكث معظمهم في مدارس عدن المفتقرة لأبسط الخدمات. يستقبله النازحون بعيدا عن ديارهم التي دكتها الحرب المفترضة، وهم يقطنون أماكن لا (مراوح) فيها والحر يبطش بهم في أيام الشهر المبارك.. الأطفال لا يجدون كسوتهم ويشعرون أن الفرحة قد سُلبت منهم.. "عدن أونلاين" تقاسم مع هؤلاء ألمهم وصعوبة ظروفهم وقمنا باستطلاع آرائهم فكان الآتي: بداية كانت مع الشاب احمد محمد عمير الذي تحدث قائلا (العيد هذه المرة غير العيد السابق العيد سيبعث في قلوبنا الحزن والألم لأنه سوف يذكرنا بفرحتنا وابتهاجنا به السنة الماضية بين الأهل والأصحاب واليوم أتى ونحن مشردين من ديارنا لا نملك شي سواء المعاناة التي نتجرعها بسبب الأحداث التي حصلت في ابين التي اشتهرت بالنشامة واشتهر رجالها بالشجاعة والدفاع عن العرض والأرض لكن حصل العكس هنا فقد استبيحت أرضنا وشردت آسرنا وأصبح أفراد الأسرة الواحدة مشردين في أكثر من مدرسة ومكان كانوا الأطفال في أبين يحتفلون بالعيد كسائر الأطفال فتراهم يلهون ويلعبون ويحتفلون على طريقتهم الخاصة ويلبسون الناس الثياب الجديدة ويخرجون لتهنئة بعضهم البعض بهذه المناسبة الدينية العظيمة لكن اختلف الحال كثير هذه السنة وحرمنا من فرحة العيد الذي نحتفل به اليوم بين جدران وفصول المدارس بعيداَ عن الأهل والأصدقاء الذين نجتمع معهم يوم العيد في ديوان واحد وننسى كل همومنا لكن العيد هده السنة لا ندري كيف استقبلناه فالابتسامة التي كانت تكسو المحيا سوف تتختفي بالنسبة للنازحين الدين فقد الكثير منهم احد أقربائه فكيف له ان يحتفل ويبتسم لطالما القلب مجروح والنفوس مكسورة). ويشاركه الحديث نزار ناصر الذي يقول :(كان العيد يأتي ونحن في أبين في بيوتنا فكنا لانقدر على تلبية كل متطلباته بسب غلاء الأسعار وخصوصا أن اغلب الأسر تعيش تحت خط الفقر ولا تقدر على مواجهة ذالك حيث أن بعض الأسرة ذات كثافة فما بالكم اليوم ونحن مشردين وبلا مأوى وقد تضاعفت علينا المتطلبات فبالتأكيد أن العيد هذه السنة سيكون أكثر سوء وإيلاما على قلوبنا حين نشاهد أطفالنا وهم ينظرون بحسرة إلى أطفال عدن الدين سيرتدون الملابس الجديدة لكن هناك مبادرات خيريه من قبل بعض المنظمات أو فاعلي الخير الذين يقدمون لنا المساعدات العينية والمادية منها الملابس والمواد الغذائية)، وأضاف :(كنا في أبين نتناول وجبة الغداء باللحم لكن هيهات اليوم سيكون غداؤنا روتي مع الجبن كما أن بعض المتنزهات أصبح الدخول إليها يمثل صعوبة بالغه أمام معدومي الدخل فسبب ارتفاع أسعار تذاكر الدخول لكننا نتمنى أن يتعامل معنا كنازحين من باب الإنسانية ويسمح لأطفالنا الدخول بالمجان لكي ينسوهم المعاناة ويخففوا عليهم قسوة الحياة المعيشية أملنا كبير في تفهم وضعنا وعمل خطه خلا ل عيد الفطر المبارك تتمثل في إقامة مسرحيات ترفهيه في المدارس بالإضافة إلى المسابقات الفكرية والثقافية العامة بين أطفال مدارس النازحين). الكل يعود إلى دياره مع العيد ونحن بعيدون عنها ويتحدث الشاب الجامعي عبداللة الهراش بألم وحسرة بالغين، قائلا: (سوف يأتي العيد هذه السنة ونحن بعيدين عن منازلنا ومشردين في مدارس تعاني من غياب الخدمات ورغم كل هذه الهموم والمتاعب نواجه في أماكن نزوحنا عدم توفر المواد الغذائية بالإضافة الى اننا مقبلين على العيد ولهيب الأسعار لا يرحم طفلا ولا شابا حيث لم نجد لأطفالنا كسوة ، لا عيد مثلما كنا في السابق ويتساءل عبدالله عن غياب جهات الاختصاص وعدم القيام بدورها تجاههم والوقوف بجدية معهم في مواجهة كل العقبات التي أحدثتها نتائج حرب أبين وأصبحنا بلا مأوى ولا نعلم ماذا يدور هناك بعد خروجنا ولا نعرف من الذي دمر ونهب منازلنا وممتلكاتنا وأصبحت شبة أطلال خاوية على عروشها وفوق هذا كله مازلنا ننتظر نحن نازحي أبين وقفة جادة وصائبة لوقف عبث هذه العصابات التي تقتل وتخرب بنية هذه المحافظة التي أضحت ومازالت تضحي وتدفع الغالي والنفيس من أرواح أبنائها وجزؤها هدر كرامة أبنائها في شوارع عدن). ويضيف :(كل ما يدور في أبين هو أشبه بالأفلام الهندية ولكن هناك مثل يقول ( يا فصيح لمن تصيح) ولكن لانحزن على فرحة العيد التي سلبت منا ومن أطفالنا ونحمد الله على كل حال والعيد عيد العافية). لماذا أبين هي من تدفع الثمن غاليا من جانبه يتحدث علي عوض محمد الذي بداء حديثة بالقول :(من الذي يشيل الهم يا عيد)، ويتابع: (كم بتكون نفوسنا صابرة بين تشرد وجوع ومواجع فنحن اليوم أبناء أبين من شباب وشيوخ وأطفال ونساء ندفع الثمن غاليا بسبب ضياع العقول النظيفة التي تهم وطنها وتهم مستقبلة فمن لا يحب وطنه لا يستحق الحياة نحن اليوم نازحي أبين نواجه عدة مشاكل منها لهيب الأسعار حيث أن اغلب النازحين لا يملكون أي مصدر دخل ويواجهون هم التشرد وهم المعيشة وماذا قد يكون مصيرهم ومحافظتهم التي طالما تعودنا عليهم فاليوم العيد يأتي ونحن معزولين عن منازلنا وأهلنا الذين البعض منهم فرقتهم الحرب في كل اتجاه وأصبحنا أمام موت بطيء بسبب الجوع والتشرد فمن سيدفع الفاتورة باهظة غيرنا نحن النازحين والبسطاء تخيل أخي انه من أول نزوح أكثر الأسر لا تجد فرشان ولا أي دعم من أي جهود رسمية رغم المبالغ التي رصدت لدعم هؤلاء سوى جهود بعض فاعلي الخير لكن ماذا بعد شهر رمضان هل سنظل على هذا الحال ونعيش على ما يقدمه لنا فاعلي الخير فقد أصبحنا لا نفكر إلا في عودتنا إلى منازلنا والله إذا لم يكن معنا أطفال واسر كبيرة فان الموت أفضل لنا من هذا الحال ويتساءل من سيرسم ابتسامة العيد على شفاه أطفالنا هذا العام). ويواصل حديثة بالقول :(رغم كل الظروف التي واجهتنا في رمضان بسبب الحال التعيس الذي نعيشه وكذلك هم الابتعاد عن الديار هانحن اليوم نستقبل عيد الفطر الذي طالما تعودنا علية بالبهجة والسرور وتبادل الابتسامات الحلوة على سواحل محافظتنا فاليوم سنقضي أيام العيد بداخل المدارس والمرافق الحكومية متفرقين وبعيدين عن بعضنا البعض تاركين ورائنا دموع الحزن وليالي سوداء لا تمحى من ذاكرتنا فالصديق لن يلتقي بصديقة والقريب لن يجد قريبة لكي يعيشوا أجواء العيد البهيجة التي ذهبت في مهب ريح الحرب المفتعلة فقد فقدنا أمواج البحر التي تعودنا عليها في منتزهنا الجميل في منطقة الشيخ عبدالله). ويتنهد ثم يصمت قليلا ويواصل :(لقد فقدت مسكنا الذي تعودنا فيه على الجلسات العيدية الشعبية الحلوة التي نلتقي فيها مع الأهل والأصحاب ونعيش أحلى لحظات حياتنا ويضيف نحن اليوم في مدينة عدن التي هي عزيزة على قلوبنا بالإضافة للحج الخضيرة لن نرتاح حتى نعود لمنازلنا فالجميع سيفرح بهذا العيد إلا نحن حزينين على ما فعل بنا تجار الحروب ومصاصي الدماء)، ويختتم حديثه الحزين بالقول: (منتظرين بس اللحظات والدقائق التي تأتي لنداء العودة وهذا سؤال سيظل يردده النازحين: إلى متى ستستمر معاناتهم؟ ومتى ستنتهي؟).