أصبحت العادية والسلبية ميزة نمدح بها الآخرين ونقول فلان بعد حاله فلان ما يؤذيش الطريق فلان من البيت للشغل ومن الشغل للبيت ، فلان بعد حاله، شيءً جميل إذا كنا نقصد أنه " مش صاحب مشاكل" ، لكن لماذا لا يكون ممن يهتمون بأحوال الآخرين ، فلان لا يؤذي الطريق ونحن لا نريد من يؤذي الطريق ولكن لماذا لا يكون ممن يصلح الطريق وينظف الطريق ويزيل الأذى عن الطريق. كثير من الناس يعد زواجه انجازاً وإنجابه انجازاً والتحاقه بوظيفة انجازاً مع أن هذه أمور طبيعيه جدا ، شيء طبيعي أن يتزوج وطبيعي أيضاً بعد أن يتزوج أن ينجب وطبيعي إذا اشتغل يحصل على راتب ثم إذا مات تزوجت حليلته وقسمت أمواله وعين آخر في وظيفته. والسؤال: أين بصمتك ؟ ما الأثر الذي تركت ؟ ماذا قدمت للآخرين ؟ كم بذرة خير في النفوس زرعت ؟ كم شمعة أمل في الحياة أضأت؟ من سيفتقدك إن رحلت؟ دينامو الحارة: صاحب البقالة في حينا الذي يقطنه المشائخ والأعيان والأطباء والمهندسون والمعلمون وكل واحد منهم بعد حاله رجل غير عادي وهو بمثابة دينامو الحارة ، يسعف المرضى ويتبرع بالدم، يفض النزاعات ويساعد في حل المشاكل، يصلح أنبوب الماء ويشبك سلك الكهرباء ويمشي في حاجة الجميع. ماذا الذي سيهتز: عندما مات الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه اهتز عرش الرحمن لموته. أسألك أنت إذا مت ماذا سيهتز لموتك ، أسرتك ، الحي الذي تسكنه ، مدينتك ، وطنك. كم من الإعلاميين رحلوا وغادروا هذه الحياة وانتقلوا إلى جوار الله تعالى رحمهم الله ولكن أي رحيل يشبه رحيل فارس الميدان يحيى