تضامن محلي وعربي واسع مع الفريق سلطان السامعي في وجه الحملة التي تستهدفه    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    كرة الطائرة الشاطئية المغربية.. إنجازات غير مسبوقة وتطور مستمر    فوز شاق للتعاون على الشروق في بطولة بيسان    رونالدو يسجل هاتريك ويقود النصر للفوز وديا على ريو آفي    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    منظمات مجتمع مدني تدين اعتداء قوات المنطقة العسكرية الأولى على المتظاهرين بتريم    وسط هشاشة أمنية وتصاعد نفوذ الجماعات المسلحة.. اختطاف خامس حافلة لشركة الاسمنت خلال شهرين    من الذي يشن هجوما على عضو أعلى سلطة في صنعاء..؟!    سان جيرمان يتوصل لاتفاق مع بديل دوناروما    لبنان.. هيئة علماء بيروت تحذر الحكومة من ادخال "البلد في المجهول"    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    تعرّض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى !    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    إيران تفوز على غوام في مستهل مشوارها في كأس آسيا لكرة السلة    المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بيانًا هامًا    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    مهما كانت الاجواء: السيد القائد يدعو لخروج مليوني واسع غدًا    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    هائل سعيد أنعم.. نفوذ اقتصادي أم وصاية على القرار الجنوبي؟    إصابة 2 متظاهرين في حضرموت وباصرة يدين ويؤكد أن استخدام القوة ليس حلا    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    عساكر أجلاف جهلة لا يعرفون للثقافة والفنون من قيمة.. يهدمون بلقيس    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    الاتحاد الأوروبي يقدم منحة لدعم اللاجئين في اليمن    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    خبير طقس يتوقع أمطار فوق المعدلات الطبيعية غرب اليمن خلال أغسطس الجاري    من هي الجهة المستوردة.. إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثي في ميناء عدن    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لكي يكون العش سعيداً..
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 05 - 2011

قلنا في العدد السابق: إن الزواج حلم يراود كل فتى وفتاة, وقد يرونه من بعيد الفردوس المفقود, والنعيم والنعمة والسراج في الظلمة، وهو القفص الوحيد الذي يتمنى الجميع دخوله ويدعون الله أن لا يفرج عنهم منه، وهو آية من آيات الله تعالى، أي معجزة شاهدة على وجود الله تعالى.
ببضع كلمات يُجمع بين رجل وامرأة، ليكون كل واحد منهما أقرب للآخر من نفسه, وأحب أهل الأرض إليه, ويشتركا في المأكل والمشرب والشدة والرخا والحلوة والمرة، ويكونا اثنين في واحد.
وبحروف أربعه "طالق" ينتهي كل شي ويصبحا أبعد اثنان، بل ويستحي أن يذكر كل منهما اسم الآخر, أو حتى مجرد التفكير فيه.
وتحدثنا عن أمور كثيرة لابد من مراعاتها والتنبه لها قبل الزواج كان آخرها التوافق والتكافؤ وسنكمل حديثنا في العدد:
* زواج أم عقوبة:
ولن يتوفق الإنسان في حياته الزوجية إذا أجبر على الزواج بمن لا يرضاه ولا يحبه.
يقول الدكتور/ يوسف القرضاوي: " إن من ابعد الأمور عن المنطق والفطرة أن تفرض شراكة مؤبدة على شريكين لا يرتاح أحدهما للآخر، إن فرض هذه الحياة عقوبة قاسية وإنها شر من السجن المؤبد، بل هي الجحيم الذي لا يطاق.
وقديماً قال احد الحكماء " إن من أعظم البلايا معاشرة من لا يوافقك ولا يفارقك، وإذا قيل هذا في الصاحب الذي يلقاه الإنسان أياماً في الأسبوع، فكيف بمن هو قعيد بيتك وصاحب جنبك وشريك حياتك".
كما أنني لا ادري كيف يقبل بعض الرجال على أنفسهم الزواج من فتيات يعلمون أنهن لا يرغبن بهم وعنده علم مسبق بأن قلب من يطلبها يهوى غيره، ولن أقول لأمثال هؤلاء أين الرحمة وأين الإنسانية، لكن سأقول لهم أين الكرامة والغيرة والأنفة" ولو كنت رجلاً ما قبلت الزواج منها وإن كانت آخر نساء الأرض، هذا من الجانب الإنساني، أما الجانب الديني فيقول:
لا يجوز قطعاً للأولياء إجبار المرأة البالغة أو الابن البالغ على النكاح بدون مراعاة رغبتهما ورضاهما، فإصرار الأولياء على آرائهم واتخاذهم أساليب التهديد للإجبار على نكاح ما, إنما هي محاولة فاسدة لحرمانهما من الحقوق التي أعطتهما الشريعة الإسلامية، وإن انعقاد النكاح يتوقف على إظهار الرضا وقت النكاح.
العريس جد العروس:
ولابد من التقارب في العمر بين الزوجين فان الفارق العمري بينهما سيسبب وجود كثير من الاختلافات والخلافات الأسرية، فما تحبه هي لا يحبه هو, وما ترغب فيه لم يعد يمثل له سوى أنه لعب عيال وهبالة.
سيختلفون في الأفكار والأمنيات والرغبات هي تتمنى حياة سعيدة وهو يتمنى حسن الختام وهي تحلم بالمستقبل وهو يعد نفسه للرحيل.
وكما حدثتني أحد معارفي وقد تزوجت رجلاً في سن أبيها أن علاقتها به علاقة رسمية وأشبه بالعلاقة الأبوية.
وأنا شخصياً لا احتقر شخص مثلما احتقر ذلك الشايب المتصابي الذي يبحث عن عروس في سن أحفاده.
لأنني أراه يبحث عن متعة لا عن شريكة حياة، وكم من الأوزار سيتحملها ذلك الأب الذي يبيع ابنته كسلعة رخيصة لمن يكبره هو سناً، ليقبرها في الحياة ويجبرها على تريد قول من سبقها في العذاب:
يا أمه أبي باعني
يا أمه لدنيا العذاب
وسيب أزهار عمري
تضمأ وتشرب سراب
واني صبية على درب المحبة شباب

* حب أم احترام:
سالت امرأة متزوجة، بل وجدة, ذات عقل وخلق " هل تستطيع المرأة العيش مع رجل لا تحبه"؟
قالت: نعم.
بل وإن اسعد البيوت التي لم تبن على الحب, والزواج بدون حب أسعد زواج, والزواج مع وجود الحب عذاب.
قلت: لها كيف؟
قالت: لأن الحب يخلق الغيرة والغيرة تجلب الشك والتحسس من ابسط المواقف والتألم لكل صغيرة وكبيرة.
وقد أصابت بكلامها بكبد الحقيقة، فإذا كان الحب الرومانسي وحده هو ما يربط بين الزوجين، فإن بيتهما يشبه بيت العنكبوت "وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون".
وقد تسعى المرأة أو الرجل لهدم تلك الأسرة لأتفه الأسباب, أما إذا كانت الرحمة وحسن العشرة هما أركان العلاقة بين الزوجين, وكان الهدف الرئيس من الزواج بناء أسرة واستقرار وستر "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، فإن العلاقة ستكون أقوى وأبقى وانجح، فألاهم من الحب التوافق والاحترام المتبادل والمعاشرة بالمعروف, فالزواج ليس قصة رومانسية.
وأنا شخصياً وقفت على حالات توضح ما قالته الخالة أم محمد، رأيت زوجات يعشن وكأنهن في الجحيم حتى قلت لهن: "هذا ما هوش زواج, الزواج سكن وطمأنينة وراحة و حياتكن هذه أشبه بسجن وجحيم"
أين خرج؟ أين دخل؟ مع من تكلم؟ ليش تأخر؟
قال با يتزوج عليا ؟
قدوه بايتزوج؟
كل يوم ببيت أبوها زعلانة
ومع الرجال يحدث هذا أيضاً, أين راحت؟ من كلمت؟
ما تحبنيش, ما تراعينيش, يغير عليها غيرة مدمرة
والطامة الكبرى إذا كان يحبها وهي لا تحبه أو لا تجيد فن التعبير عن الحب.

* أكبر من الحب:
قالت إحداهن : لن يستطيع الإنسان أن يتزوج من لم يحب ولن يحترمه ويحسن عشرته إلا إذا كان يحبه.
قلت لها " أنت غلطانة في ذلك، فهناك أمور اكبر من الحب لا يستطيع الإنسان أن يتعداها, وأمور لابد له أن يؤديها، أما طاعة لله تعالى أو خوف الفضيحة أو انه رضا بالأمر الواقع، وإلا كيف استطاعت ليلى العامرية أن تعيش مع رجل غير قيس بن الملوح, وحفظته في عرضه وماله, ولم تحدث نفسها بالهروب مع قيس ولم تبد التبرم والضجر من زوجها.
يقول الأستاذ/ محمد رشيد العويد: كثيراً ما كنت أتوقف عند وصفه تعالى للصلة بين الأزواج بأنها صلة "مودة ورحمة"، وأتأمل في دقة الوصف, فليست العلاقة علاقة عشق وهيام وصبابة وغرام كما هي بين المخطوبين أو المحبوبين قبل أن تربطهما رابطة الزواج، إنها صلة محبة هادئة "مودة" وصلة رحمة متبادلة, صلة السكن والاستقرار.
ويقول "فريدريك كوينغ" أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة تولين: إن الحب الرومانسي قوي, وعاطفي جداً ولكنه لا يدوم، بينما الحب الواقعي مرتبط بالأرض والحياة ويستطيع أن يصمد أمام التجربة.
ويضيف : إن الحب الرومانسي يبدو مثل الكعكة يحس الإنسان بالمتعة وهو يتناولها ثم يجيء زمن الهبوط , بينما الحب الواقعي هو الذي يعني تقاسم الحياة اليومية والتعاون من أجل أن يستمر.
وفي مثل هذا التعاون يستطيع الإنسان أن يصل إلى حاجته الإنسانية.
والآن أيهما أفضل حب رومانسي لا يدوم أم مودة ورحمة دائمتان، فإذا ما خُيرت بين الحب والاحترام , كان الاحترام أهم والأجمل من ذلك أن يُجمع بين الحب والاحترام.
ستقولون ألا يتعارض كلامك هذا مع قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "ليس للمتحابين مثل النكاح".

* الحب مش كل حاجة:
والحكاية يا أعزائي القراء انه ليس في كلامي أي تناقض على الإطلاق , فليس للمتحابين مثل الزواج، كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ولكن لا تجعلوه شرطاً أساسياً للزواج، فإن وجد خير وبركة وان لم يوجد مش مشكلة.
ومن فوائد زواج المحبين راحة البال, فلو لم يتزوجا لظلت أرواحهم هائمة وقلوبهم معلقة لن تهدأ ولن تستكين أبداً, وكل ممنوع مرغوب وأحب شيء لنفس المرء ما منع.
وصدقوني لو كان قيس بن الملوح تزوج بليلى العامرية لن تمضي ستة أشهر إلا وقد "صياحهم ملان البيت والجيران يفارعوا بينهم".
لو تزوج قيس بليلي لعرف أنها إنسانة عادية مثل كل النساء, وربما "تطلع كسولة ما تعرفش تطبخ أو نكدية وتحب الفلوس أو ما تحترمش أمه ولسانها طويل".
"ولو كانت ليلي تزوجت قيس ستكتشف أنه إنسان عادي مثل كل الرجال وربما يطلع بخيل, ومش نظيف, وهرم, ويشخر, وستمل من حياتها معه لأنه عاطل عن العمل وأربعة عشرين ساعة وهو بالبيت وعالة على أبوه وربما يخليها تخرج تشتغل وهو راقد، وساعتها با تقول له: يقطع أبو اليوم اللي حبيتوك فيه".
سيصرخ قيس في وجهها "لش جني يقطع أبو اليوم اللي شفتوش فيه".
* الاختيار المناسب:
الحب يا جماعة الخير مش كل حاجة وخصوصاً في الزواج, وقد سمعت قصصاً كثيرة عن انفصال وطلاق كان سببه "أنهم ما تفاهموش"، رغم أنهم تزوجوا بعد قصة حب طويلة.
والشيء الذي أردت استنكاره اشتراط وجود الحب بين من يريدان الزواج , واشتراط وجود الحب لاستمرار الزواج، لان الزواج شركة وشراكة, الزواج سكن للاستقرار وليس كازينو او منتزه.
واعرف من كانت تحب شاباً حتى الهيام ولكنها أجبرت على الزواج من غيره وبعد أن مرت السنين قالت : الحمد لله إني ما تزوجتوش فلان.
وعاشق لم يكتب له الزواج من معشوقته وبعد أن انقشع عن عينيه الظلام قال الحمد لله إنها لم تكن زوجتي, لو تزوجتها كانت مصيبة.
فإذا تقدم للفتاة شاب تحبه ولكنه صعلوك لا يملك من حطام الدنيا شيء وليس له دين ولا خلق وآخر لديه وظيفة ومحافظ على الصلوات، فالأصح أن تخالف قلبها وتعصي هواها وتختار الثاني وان كانت تحب الأول.
وكذلك الرجل لو وجد في قلبه حبا ويميل لفتاة تتساهل في أمور دينها ولا تحفظ عرضها، فالأفضل له أن يخالف هواه ويختار من ستستطيع رعاية بيته وحفظ عرضه وان لم يكن يحبها.
ولابد أن نعرف أن لكل مرحلة عواطف ومشاعر وتفكير وأحلام , وعندما تنتهي تلك المرحلة تبدأ مرحلة جديدة ومشاعر جديدة وتفكير واهتمامات جديدة حينها إذا التفت للوراء ستقول لنفسه "كم كنتُ أخبل".

* ليت الزمان يرجع:
وإذا تأملنا في أحوال أبائنا وأجدادنا الذين كان الواحد منهم يعيش مع زوجه حتى الموت وجدناهم ما عرفوا الحب هذا , إنما كانت العلاقة بينهم مبنية على الاحترام المتبادل وحسن المعاشرة, وكانوا يراعون الأسرة والنسب والقرابة والأولاد والعيش والملح.
أما اليوم في زمن الحب والعشق وفترة الخطوبة والعقد التي تشبه شهر العسل والتي تتجاوز الأعوام الطوال, تجد فترة صلاحية الزواج قصيرة جداً جداً.
وعلى فكرة أي علاقة تبنى على الحب فقط, أقول "فقط" مهما تعملقت وتجذرت فهي قابلة للزوال، مثل الزواج والصداقة فهاتين العلاقتين هما أحلى وألذ العلاقات الإنسانية ولكنهما معرضتين للزوال وقابلتين للاستبدال لان ما يغلب عليهما هي العاطفة.
كما إن هناك علاقات لا تنهار أبداً مهما حدث ولو لم يكن فيها حب كعلاقة الآباء بأبنائهم أو الإخوة بإخوانهم, فالأخ يظل أخ ولو لم أحبه وكما يقولون "عمر الدم ما يبقى ماء".

* تعاشروا بالمعروف:
ولهذا قال الله تعالى " وعاشروهن بالمعروف" .
يقول الشيخ/ الشعراوي -رحمة الله عليه: "الود شيء والمعروف شيء آخر, فالود يكون عن حب لكن المعروف ليس ضرورياً أن يكون عن حب , ساعة يكون جائعاً سأعطيه ليأكل وألبي احتياجاته المادية، هذا هو المعروف أما الود فهو أن اعمل لإرضاء نفسي، فنقول لكل من يريد أن تبنى البيوت على الحب فقط ويجعلوه شرطاً من شروط نجاحه بل " عاشروهن بالمعروف ".
ونقول لهم كما قال عمر رضي الله عنه للمرأة التي جاء زوجها يشكو اعترافها إنها لا تحبه"
" إذا كانت أحدكن لا تحب الرجل منا فلا تخبره بذلك، فان اقل البيوت ما بني على المحبة وإنما يتعاشر الناس بالحسب والإسلام".
فلابد أن تختار الأنسب والأصلح ليكون شريك حياتك , فالحياة ليست مجرد عواطف ولكنها في الأصل مواقف , والمواقف تصنع العواطف وليس العكس.

* هذه العروس ما مثلها:
والآن ندخل في صفات ومواصفات العروس " شريكة العمر" ثم سنأتي على مواصفات العريس.
واهم وأول المواصفات التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم " اظفر بذات الدين تربت يداك"، فإذا كانت المرأة تعرف الله سبحانه وتعالى وتطيع أوامره، فهي حتما سترعاك , وستؤدي إليك جميع حقوقك وهي تطلب بذلك رضا ربها ثم رضاك.
وانظر لقول هذه المرأة صاحبة الدين والخلق عندما رآها أحدهم مع زوجها وقد كانت فائقة الجمال وهو شديد القبح .
وقال لها كيف رضيت بهذه وأنت شديدة الجمال وهو شديد القبح؟
قالت: ربما ارتكبت ذنباً فعاقبني الله تعالى به وربما فعل خيرا فكافأه الله بي.
فصاحبة الدين لن تخذلك ولن تخونك وستكون عونك في الحياة، ثم كما قلنا طيب المنبت , وقد حذرنا الله تعالى من المرأة الحسناء في المنبت السوء.
وما أجمل قول هند زوجة "أبا سفيان" رضي الله عنهما عندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من النساء أن يبايعنه على ألا يزنين فردت مستنكرة : وهل تزني الحرة؟! .
فطيب المنبت يأتي بعد الدين.
هلا تزوجت بكراً:
ومن الأفضل أن تكون العروس بكرا ويفضل الرجال والنساء في الشريك العمر أن يكون عازباً لم يسبق له الزواج ومن الطرائف أن الموريتانيين يفضلون المطلقات ويتنافسون على الزواج منهن، بينما الموريتانيات يشترطن في العريس انه لم يتزوج قبلها ولا يتزوج بعدها.
ومن وجهة نظري أن المرأة إذا تزوجت من رجل قد سبق له الزواج فان ذلك أفضل، فالرجل الذي تزوج من قبل كان أكثر هدوء وصبر وتحمل، أما الرجل فالأفضل أن يتزوج من لم تعرف الرجال قبله وليقدم اختيار البكر على الثيب.
وهذه نصيحة نبوية قالها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله وقد تزوج ثيبا " فهلا بكر تضاحكها وتضاحكك".
قال النووي وفيه فضيلة تزوج الإبكار وثوابهن أفضل وقال صاحب عون المعبود : تعليل التزويج بالبكر لما فيه من الألفة التامة، فان الثيب قد تكون متعلقة القلب بالزوج الأول فلن تكن محبتها كاملة، بخلاف البكر.
وقال أبو حامد الغزالي وفي زواج الأبكار ثلاث فوائد:
احدها : أن تحب الزوج وتألفه فيؤثر في معنى الود, والطباع مجبولة على الإنس بأول مألوف، أما التي اختبرت الرجال فربما لا ترضى بعض الأوصاف التي تخالف ما ألفته فتكره الزوج.
والثانية: أنها لا تحن إلى الزوج الأول.
والثالثة : أن ذلك أكمل في مودته لها فان الزواج بمن سبق لها الزواج ثقيل على الطبع .
النساء ثلاث:
وقد قيل النساء ثلاث: واحدة لك وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك.
أما التي لك : فهي التي لم تعرف الرجال قبلك , إن رأت خيراً حمدت وان رأت شراً سترت، أما التي لا لك ولا عليك: فهي امرأة قد تزوجت غيرك من قبلك، فإن رأت خيراً قالت هذا ما نحب وان رأت شراً حنت إلى زوجها الأول.
و قيل أن الأخطل شاعر بني أمية تزوج من مطلقة بعد أن طلق زوجته أم مالك لخلاف وقع بينهما , فبينا هي معه إذ ذكرت زوجها الأول فتنفست " تنهدت" , فقال الأخطل:
كلانا على هم يبيت كأنما
بجنبيه من مس الفراش قروحُ
على زوجها الماضي تنوح وإنني
على زوجتي الأخرى كذاك أنوح
ومن رأيي أن يتزوج من سبق له الزواج ممن سبق لها الزواج فيكونا كما يقول المثل " لا تعايرني ولا أعايرك فالهم طايلني وطايلك".
احذروا العديمة:
والعديمة باللغة العامية, هي عديمة الخبرة التي لا تحسن التصرف، فالعديمة لا تستطيع التعبير عن مشاعرها.
قيل أن رجلاً قال لامرأته: شفتي القمر.. قالت له: أنت القمر بكله.
أما الأخرى "العديمة" قال لها زوجها: شفتي القمر؟
فردت عليه: "ها موه أو شفتني عمياء".
والعديمة لا تحسن عمل شيء, لا تحسن التودد أو امتصاص الغضب, أو التعامل مع الأزمات أو كيفية نقل الأخبار السيئة لزوجها.
قال لها زوجها مستثيراً غيرتها :باتزوج عليش فلانة، قالت له: وأنا باتزوج فلان.
وهذا خطأ كبير, فما يجوز للرجل لا يجوز للمرأة، فلا يجوز للمرأة أن تقول لزوجها: سأتزوج فلان وهي على ذمته, وان كان من باب المزاح.. ومن أجمل الصفات في المرأة الصبر والحكمة والرقة والحنان.
حلوة ولكن البعض أو الكثير من الرجال ما يهمهم في المرأة هو الجمال, وهذا هو ما يبحث عنه غالبية الشباب هذه الأيام ولا ضير في ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم" تنكح المرأة لجمالها"، ولكن الجمال ليس كل شيء، وهذا ما تثبته التجارب, فاعرف شخصياً من ترك زوجته الفائقة الجمال ليتزوج بأخرى تفتقر إلى ذلك كلياً.. وإذا ما بحثنا عن السبب وجدنا تلك الجميلة تفتقد إلى جمال الروح أو إلى الأخلاق أو أنها "عديمة".
* طباخة ونظيفة:
ومن الأمور المستحسنة في شريكة العمر أن لا تكون كسولة و أن تكون ممن يجيد فنون الطبخ.. فالكل يعلم أن اقرب الطرق إلى قلب الرجل هي معدته، ونعلم قصص طلاق كان سببها "كبسة أو زربيان".. حيث كانت صديقة الزوجة تحسن الطبخ وتهدي صديقتها بعضاً مما تطبخ, وكان ذلك سبباً في طلاقها وارتباط زوجها بصديقتها الطباخة.
ومن الأمور المستحبة في شريكة العمر النظافة, ولذلك تعمد السوريات عند الخطبة لأبنائهن إلى دخول المطابخ والحمامات فجأة, لان غرف الجلوس من الطبيعي أن تكون جاهزة لاستقبال الضيوف.

* ما يعيبه إلا جيبه:
والملاحظ أن شباب هذه الأيام ينطبق عليهم المثل القائل "اعور ويتنقور"، فإلى جانب انه عاطل عن العمل وبالكاد تزوج، بالكاد يقدر يفتح دكان مش بيت , يضع شروط ومواصفات لزوجة المستقبل لو صنعناها له صناعة ما نقدر، فالطول متر ونص والشعر ذهبي والبشرة مثل الحليب والخصر كقبضة اليد والفم خاتم والأسنان لول والآذان متوسطتان , والعينان واسعتان والرموش ضروري تكون طويلة والأنف مثل السيف وأصابع قدمها مش طوال , وأظافرها مش مربعات، وقائمة الشروط تطول وهو "يصرف المطر " وإذا قلت له يا رجال استحي شوف نفسك تشبه كعبول".
قال: أنا رجال والرجل ما يعيبه إلا جيبه.. والمشكلة حتى جيبه فاضي.
وبرأيي هذا القول لا يؤخذ به, ولا يعتمد عليه، فالرجل يعيبه قلة دينه, وسؤ أخلاقه.
وتقول صديقتي يسرى: لا يمكن أتزوج من رجل قبيح, لأن المرأة ستغطي قبح وجهها بالمكياج أما الرجل فكيف سيغطي ذلك, وكيف أتصبح وأتمسى على وجهه وتكره المرأة في الرجل صفتان هما :الجبن والبخل.
ورغم أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" إلا أن الواقع المعاش يقول إذا أتاكم من ترضون ماله وجيبه فزوجوه.
إحدى صديقاتي تقدم لخطبتها رجل ذا دين وخلق ولكنها رفضته رغم التزامها بحجة لحيته الموزعة في وجهه بشكل لم يعجبها، ووافقت على شاب جميل وسيم,, جيبه دافئ,, لم تسأل عن دينه وخلقه فوقعت في حفرة لم تخرج منها حتى الآن وأظنها لم تذوق للسعادة طعم ولم تشعر أنها تزوجت أصلاً.

* إضاءة:
قال رجل للحسن: إن لي ابنة فمن ترى أن أزوجها له؟
قال: زوجها ممن يتقي الله عز وجل، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.
وسلامتكم ولا جاكم شر..
أحلام القبيلي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.