مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    الروح الرياضية تهزم الخلافات: الملاكمة المصرية ندى فهيم تعتذر للسعودية هتان السيف    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    اليابان تطالب بتعزيز الآليات القائمة لمنع عمليات النقل غير المشروع للأسلحة للحوثيين مميز    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    الحوثيون يواصلون لعبتهم الخطيرة وامريكا تحذر    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    المنامة تحتضن قمة عربية    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    صحفي "جنوبي" يرد على القيادات الحوثية المتضامنة مع المحتجين في عدن    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    بريطانيا تؤكد دخول مئات السفن إلى موانئ الحوثيين دون تفتيش أممي خلال الأشهر الماضية مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع ''صنعاء القديمة''    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لكي يكون العش سعيداً..
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 05 - 2011

قلنا في العدد السابق: إن الزواج حلم يراود كل فتى وفتاة, وقد يرونه من بعيد الفردوس المفقود, والنعيم والنعمة والسراج في الظلمة، وهو القفص الوحيد الذي يتمنى الجميع دخوله ويدعون الله أن لا يفرج عنهم منه، وهو آية من آيات الله تعالى، أي معجزة شاهدة على وجود الله تعالى.
ببضع كلمات يُجمع بين رجل وامرأة، ليكون كل واحد منهما أقرب للآخر من نفسه, وأحب أهل الأرض إليه, ويشتركا في المأكل والمشرب والشدة والرخا والحلوة والمرة، ويكونا اثنين في واحد.
وبحروف أربعه "طالق" ينتهي كل شي ويصبحا أبعد اثنان، بل ويستحي أن يذكر كل منهما اسم الآخر, أو حتى مجرد التفكير فيه.
وتحدثنا عن أمور كثيرة لابد من مراعاتها والتنبه لها قبل الزواج كان آخرها التوافق والتكافؤ وسنكمل حديثنا في العدد:
* زواج أم عقوبة:
ولن يتوفق الإنسان في حياته الزوجية إذا أجبر على الزواج بمن لا يرضاه ولا يحبه.
يقول الدكتور/ يوسف القرضاوي: " إن من ابعد الأمور عن المنطق والفطرة أن تفرض شراكة مؤبدة على شريكين لا يرتاح أحدهما للآخر، إن فرض هذه الحياة عقوبة قاسية وإنها شر من السجن المؤبد، بل هي الجحيم الذي لا يطاق.
وقديماً قال احد الحكماء " إن من أعظم البلايا معاشرة من لا يوافقك ولا يفارقك، وإذا قيل هذا في الصاحب الذي يلقاه الإنسان أياماً في الأسبوع، فكيف بمن هو قعيد بيتك وصاحب جنبك وشريك حياتك".
كما أنني لا ادري كيف يقبل بعض الرجال على أنفسهم الزواج من فتيات يعلمون أنهن لا يرغبن بهم وعنده علم مسبق بأن قلب من يطلبها يهوى غيره، ولن أقول لأمثال هؤلاء أين الرحمة وأين الإنسانية، لكن سأقول لهم أين الكرامة والغيرة والأنفة" ولو كنت رجلاً ما قبلت الزواج منها وإن كانت آخر نساء الأرض، هذا من الجانب الإنساني، أما الجانب الديني فيقول:
لا يجوز قطعاً للأولياء إجبار المرأة البالغة أو الابن البالغ على النكاح بدون مراعاة رغبتهما ورضاهما، فإصرار الأولياء على آرائهم واتخاذهم أساليب التهديد للإجبار على نكاح ما, إنما هي محاولة فاسدة لحرمانهما من الحقوق التي أعطتهما الشريعة الإسلامية، وإن انعقاد النكاح يتوقف على إظهار الرضا وقت النكاح.
العريس جد العروس:
ولابد من التقارب في العمر بين الزوجين فان الفارق العمري بينهما سيسبب وجود كثير من الاختلافات والخلافات الأسرية، فما تحبه هي لا يحبه هو, وما ترغب فيه لم يعد يمثل له سوى أنه لعب عيال وهبالة.
سيختلفون في الأفكار والأمنيات والرغبات هي تتمنى حياة سعيدة وهو يتمنى حسن الختام وهي تحلم بالمستقبل وهو يعد نفسه للرحيل.
وكما حدثتني أحد معارفي وقد تزوجت رجلاً في سن أبيها أن علاقتها به علاقة رسمية وأشبه بالعلاقة الأبوية.
وأنا شخصياً لا احتقر شخص مثلما احتقر ذلك الشايب المتصابي الذي يبحث عن عروس في سن أحفاده.
لأنني أراه يبحث عن متعة لا عن شريكة حياة، وكم من الأوزار سيتحملها ذلك الأب الذي يبيع ابنته كسلعة رخيصة لمن يكبره هو سناً، ليقبرها في الحياة ويجبرها على تريد قول من سبقها في العذاب:
يا أمه أبي باعني
يا أمه لدنيا العذاب
وسيب أزهار عمري
تضمأ وتشرب سراب
واني صبية على درب المحبة شباب

* حب أم احترام:
سالت امرأة متزوجة، بل وجدة, ذات عقل وخلق " هل تستطيع المرأة العيش مع رجل لا تحبه"؟
قالت: نعم.
بل وإن اسعد البيوت التي لم تبن على الحب, والزواج بدون حب أسعد زواج, والزواج مع وجود الحب عذاب.
قلت: لها كيف؟
قالت: لأن الحب يخلق الغيرة والغيرة تجلب الشك والتحسس من ابسط المواقف والتألم لكل صغيرة وكبيرة.
وقد أصابت بكلامها بكبد الحقيقة، فإذا كان الحب الرومانسي وحده هو ما يربط بين الزوجين، فإن بيتهما يشبه بيت العنكبوت "وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون".
وقد تسعى المرأة أو الرجل لهدم تلك الأسرة لأتفه الأسباب, أما إذا كانت الرحمة وحسن العشرة هما أركان العلاقة بين الزوجين, وكان الهدف الرئيس من الزواج بناء أسرة واستقرار وستر "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"، فإن العلاقة ستكون أقوى وأبقى وانجح، فألاهم من الحب التوافق والاحترام المتبادل والمعاشرة بالمعروف, فالزواج ليس قصة رومانسية.
وأنا شخصياً وقفت على حالات توضح ما قالته الخالة أم محمد، رأيت زوجات يعشن وكأنهن في الجحيم حتى قلت لهن: "هذا ما هوش زواج, الزواج سكن وطمأنينة وراحة و حياتكن هذه أشبه بسجن وجحيم"
أين خرج؟ أين دخل؟ مع من تكلم؟ ليش تأخر؟
قال با يتزوج عليا ؟
قدوه بايتزوج؟
كل يوم ببيت أبوها زعلانة
ومع الرجال يحدث هذا أيضاً, أين راحت؟ من كلمت؟
ما تحبنيش, ما تراعينيش, يغير عليها غيرة مدمرة
والطامة الكبرى إذا كان يحبها وهي لا تحبه أو لا تجيد فن التعبير عن الحب.

* أكبر من الحب:
قالت إحداهن : لن يستطيع الإنسان أن يتزوج من لم يحب ولن يحترمه ويحسن عشرته إلا إذا كان يحبه.
قلت لها " أنت غلطانة في ذلك، فهناك أمور اكبر من الحب لا يستطيع الإنسان أن يتعداها, وأمور لابد له أن يؤديها، أما طاعة لله تعالى أو خوف الفضيحة أو انه رضا بالأمر الواقع، وإلا كيف استطاعت ليلى العامرية أن تعيش مع رجل غير قيس بن الملوح, وحفظته في عرضه وماله, ولم تحدث نفسها بالهروب مع قيس ولم تبد التبرم والضجر من زوجها.
يقول الأستاذ/ محمد رشيد العويد: كثيراً ما كنت أتوقف عند وصفه تعالى للصلة بين الأزواج بأنها صلة "مودة ورحمة"، وأتأمل في دقة الوصف, فليست العلاقة علاقة عشق وهيام وصبابة وغرام كما هي بين المخطوبين أو المحبوبين قبل أن تربطهما رابطة الزواج، إنها صلة محبة هادئة "مودة" وصلة رحمة متبادلة, صلة السكن والاستقرار.
ويقول "فريدريك كوينغ" أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة تولين: إن الحب الرومانسي قوي, وعاطفي جداً ولكنه لا يدوم، بينما الحب الواقعي مرتبط بالأرض والحياة ويستطيع أن يصمد أمام التجربة.
ويضيف : إن الحب الرومانسي يبدو مثل الكعكة يحس الإنسان بالمتعة وهو يتناولها ثم يجيء زمن الهبوط , بينما الحب الواقعي هو الذي يعني تقاسم الحياة اليومية والتعاون من أجل أن يستمر.
وفي مثل هذا التعاون يستطيع الإنسان أن يصل إلى حاجته الإنسانية.
والآن أيهما أفضل حب رومانسي لا يدوم أم مودة ورحمة دائمتان، فإذا ما خُيرت بين الحب والاحترام , كان الاحترام أهم والأجمل من ذلك أن يُجمع بين الحب والاحترام.
ستقولون ألا يتعارض كلامك هذا مع قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "ليس للمتحابين مثل النكاح".

* الحب مش كل حاجة:
والحكاية يا أعزائي القراء انه ليس في كلامي أي تناقض على الإطلاق , فليس للمتحابين مثل الزواج، كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ولكن لا تجعلوه شرطاً أساسياً للزواج، فإن وجد خير وبركة وان لم يوجد مش مشكلة.
ومن فوائد زواج المحبين راحة البال, فلو لم يتزوجا لظلت أرواحهم هائمة وقلوبهم معلقة لن تهدأ ولن تستكين أبداً, وكل ممنوع مرغوب وأحب شيء لنفس المرء ما منع.
وصدقوني لو كان قيس بن الملوح تزوج بليلى العامرية لن تمضي ستة أشهر إلا وقد "صياحهم ملان البيت والجيران يفارعوا بينهم".
لو تزوج قيس بليلي لعرف أنها إنسانة عادية مثل كل النساء, وربما "تطلع كسولة ما تعرفش تطبخ أو نكدية وتحب الفلوس أو ما تحترمش أمه ولسانها طويل".
"ولو كانت ليلي تزوجت قيس ستكتشف أنه إنسان عادي مثل كل الرجال وربما يطلع بخيل, ومش نظيف, وهرم, ويشخر, وستمل من حياتها معه لأنه عاطل عن العمل وأربعة عشرين ساعة وهو بالبيت وعالة على أبوه وربما يخليها تخرج تشتغل وهو راقد، وساعتها با تقول له: يقطع أبو اليوم اللي حبيتوك فيه".
سيصرخ قيس في وجهها "لش جني يقطع أبو اليوم اللي شفتوش فيه".
* الاختيار المناسب:
الحب يا جماعة الخير مش كل حاجة وخصوصاً في الزواج, وقد سمعت قصصاً كثيرة عن انفصال وطلاق كان سببه "أنهم ما تفاهموش"، رغم أنهم تزوجوا بعد قصة حب طويلة.
والشيء الذي أردت استنكاره اشتراط وجود الحب بين من يريدان الزواج , واشتراط وجود الحب لاستمرار الزواج، لان الزواج شركة وشراكة, الزواج سكن للاستقرار وليس كازينو او منتزه.
واعرف من كانت تحب شاباً حتى الهيام ولكنها أجبرت على الزواج من غيره وبعد أن مرت السنين قالت : الحمد لله إني ما تزوجتوش فلان.
وعاشق لم يكتب له الزواج من معشوقته وبعد أن انقشع عن عينيه الظلام قال الحمد لله إنها لم تكن زوجتي, لو تزوجتها كانت مصيبة.
فإذا تقدم للفتاة شاب تحبه ولكنه صعلوك لا يملك من حطام الدنيا شيء وليس له دين ولا خلق وآخر لديه وظيفة ومحافظ على الصلوات، فالأصح أن تخالف قلبها وتعصي هواها وتختار الثاني وان كانت تحب الأول.
وكذلك الرجل لو وجد في قلبه حبا ويميل لفتاة تتساهل في أمور دينها ولا تحفظ عرضها، فالأفضل له أن يخالف هواه ويختار من ستستطيع رعاية بيته وحفظ عرضه وان لم يكن يحبها.
ولابد أن نعرف أن لكل مرحلة عواطف ومشاعر وتفكير وأحلام , وعندما تنتهي تلك المرحلة تبدأ مرحلة جديدة ومشاعر جديدة وتفكير واهتمامات جديدة حينها إذا التفت للوراء ستقول لنفسه "كم كنتُ أخبل".

* ليت الزمان يرجع:
وإذا تأملنا في أحوال أبائنا وأجدادنا الذين كان الواحد منهم يعيش مع زوجه حتى الموت وجدناهم ما عرفوا الحب هذا , إنما كانت العلاقة بينهم مبنية على الاحترام المتبادل وحسن المعاشرة, وكانوا يراعون الأسرة والنسب والقرابة والأولاد والعيش والملح.
أما اليوم في زمن الحب والعشق وفترة الخطوبة والعقد التي تشبه شهر العسل والتي تتجاوز الأعوام الطوال, تجد فترة صلاحية الزواج قصيرة جداً جداً.
وعلى فكرة أي علاقة تبنى على الحب فقط, أقول "فقط" مهما تعملقت وتجذرت فهي قابلة للزوال، مثل الزواج والصداقة فهاتين العلاقتين هما أحلى وألذ العلاقات الإنسانية ولكنهما معرضتين للزوال وقابلتين للاستبدال لان ما يغلب عليهما هي العاطفة.
كما إن هناك علاقات لا تنهار أبداً مهما حدث ولو لم يكن فيها حب كعلاقة الآباء بأبنائهم أو الإخوة بإخوانهم, فالأخ يظل أخ ولو لم أحبه وكما يقولون "عمر الدم ما يبقى ماء".

* تعاشروا بالمعروف:
ولهذا قال الله تعالى " وعاشروهن بالمعروف" .
يقول الشيخ/ الشعراوي -رحمة الله عليه: "الود شيء والمعروف شيء آخر, فالود يكون عن حب لكن المعروف ليس ضرورياً أن يكون عن حب , ساعة يكون جائعاً سأعطيه ليأكل وألبي احتياجاته المادية، هذا هو المعروف أما الود فهو أن اعمل لإرضاء نفسي، فنقول لكل من يريد أن تبنى البيوت على الحب فقط ويجعلوه شرطاً من شروط نجاحه بل " عاشروهن بالمعروف ".
ونقول لهم كما قال عمر رضي الله عنه للمرأة التي جاء زوجها يشكو اعترافها إنها لا تحبه"
" إذا كانت أحدكن لا تحب الرجل منا فلا تخبره بذلك، فان اقل البيوت ما بني على المحبة وإنما يتعاشر الناس بالحسب والإسلام".
فلابد أن تختار الأنسب والأصلح ليكون شريك حياتك , فالحياة ليست مجرد عواطف ولكنها في الأصل مواقف , والمواقف تصنع العواطف وليس العكس.

* هذه العروس ما مثلها:
والآن ندخل في صفات ومواصفات العروس " شريكة العمر" ثم سنأتي على مواصفات العريس.
واهم وأول المواصفات التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم " اظفر بذات الدين تربت يداك"، فإذا كانت المرأة تعرف الله سبحانه وتعالى وتطيع أوامره، فهي حتما سترعاك , وستؤدي إليك جميع حقوقك وهي تطلب بذلك رضا ربها ثم رضاك.
وانظر لقول هذه المرأة صاحبة الدين والخلق عندما رآها أحدهم مع زوجها وقد كانت فائقة الجمال وهو شديد القبح .
وقال لها كيف رضيت بهذه وأنت شديدة الجمال وهو شديد القبح؟
قالت: ربما ارتكبت ذنباً فعاقبني الله تعالى به وربما فعل خيرا فكافأه الله بي.
فصاحبة الدين لن تخذلك ولن تخونك وستكون عونك في الحياة، ثم كما قلنا طيب المنبت , وقد حذرنا الله تعالى من المرأة الحسناء في المنبت السوء.
وما أجمل قول هند زوجة "أبا سفيان" رضي الله عنهما عندما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من النساء أن يبايعنه على ألا يزنين فردت مستنكرة : وهل تزني الحرة؟! .
فطيب المنبت يأتي بعد الدين.
هلا تزوجت بكراً:
ومن الأفضل أن تكون العروس بكرا ويفضل الرجال والنساء في الشريك العمر أن يكون عازباً لم يسبق له الزواج ومن الطرائف أن الموريتانيين يفضلون المطلقات ويتنافسون على الزواج منهن، بينما الموريتانيات يشترطن في العريس انه لم يتزوج قبلها ولا يتزوج بعدها.
ومن وجهة نظري أن المرأة إذا تزوجت من رجل قد سبق له الزواج فان ذلك أفضل، فالرجل الذي تزوج من قبل كان أكثر هدوء وصبر وتحمل، أما الرجل فالأفضل أن يتزوج من لم تعرف الرجال قبله وليقدم اختيار البكر على الثيب.
وهذه نصيحة نبوية قالها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله وقد تزوج ثيبا " فهلا بكر تضاحكها وتضاحكك".
قال النووي وفيه فضيلة تزوج الإبكار وثوابهن أفضل وقال صاحب عون المعبود : تعليل التزويج بالبكر لما فيه من الألفة التامة، فان الثيب قد تكون متعلقة القلب بالزوج الأول فلن تكن محبتها كاملة، بخلاف البكر.
وقال أبو حامد الغزالي وفي زواج الأبكار ثلاث فوائد:
احدها : أن تحب الزوج وتألفه فيؤثر في معنى الود, والطباع مجبولة على الإنس بأول مألوف، أما التي اختبرت الرجال فربما لا ترضى بعض الأوصاف التي تخالف ما ألفته فتكره الزوج.
والثانية: أنها لا تحن إلى الزوج الأول.
والثالثة : أن ذلك أكمل في مودته لها فان الزواج بمن سبق لها الزواج ثقيل على الطبع .
النساء ثلاث:
وقد قيل النساء ثلاث: واحدة لك وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك.
أما التي لك : فهي التي لم تعرف الرجال قبلك , إن رأت خيراً حمدت وان رأت شراً سترت، أما التي لا لك ولا عليك: فهي امرأة قد تزوجت غيرك من قبلك، فإن رأت خيراً قالت هذا ما نحب وان رأت شراً حنت إلى زوجها الأول.
و قيل أن الأخطل شاعر بني أمية تزوج من مطلقة بعد أن طلق زوجته أم مالك لخلاف وقع بينهما , فبينا هي معه إذ ذكرت زوجها الأول فتنفست " تنهدت" , فقال الأخطل:
كلانا على هم يبيت كأنما
بجنبيه من مس الفراش قروحُ
على زوجها الماضي تنوح وإنني
على زوجتي الأخرى كذاك أنوح
ومن رأيي أن يتزوج من سبق له الزواج ممن سبق لها الزواج فيكونا كما يقول المثل " لا تعايرني ولا أعايرك فالهم طايلني وطايلك".
احذروا العديمة:
والعديمة باللغة العامية, هي عديمة الخبرة التي لا تحسن التصرف، فالعديمة لا تستطيع التعبير عن مشاعرها.
قيل أن رجلاً قال لامرأته: شفتي القمر.. قالت له: أنت القمر بكله.
أما الأخرى "العديمة" قال لها زوجها: شفتي القمر؟
فردت عليه: "ها موه أو شفتني عمياء".
والعديمة لا تحسن عمل شيء, لا تحسن التودد أو امتصاص الغضب, أو التعامل مع الأزمات أو كيفية نقل الأخبار السيئة لزوجها.
قال لها زوجها مستثيراً غيرتها :باتزوج عليش فلانة، قالت له: وأنا باتزوج فلان.
وهذا خطأ كبير, فما يجوز للرجل لا يجوز للمرأة، فلا يجوز للمرأة أن تقول لزوجها: سأتزوج فلان وهي على ذمته, وان كان من باب المزاح.. ومن أجمل الصفات في المرأة الصبر والحكمة والرقة والحنان.
حلوة ولكن البعض أو الكثير من الرجال ما يهمهم في المرأة هو الجمال, وهذا هو ما يبحث عنه غالبية الشباب هذه الأيام ولا ضير في ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم" تنكح المرأة لجمالها"، ولكن الجمال ليس كل شيء، وهذا ما تثبته التجارب, فاعرف شخصياً من ترك زوجته الفائقة الجمال ليتزوج بأخرى تفتقر إلى ذلك كلياً.. وإذا ما بحثنا عن السبب وجدنا تلك الجميلة تفتقد إلى جمال الروح أو إلى الأخلاق أو أنها "عديمة".
* طباخة ونظيفة:
ومن الأمور المستحسنة في شريكة العمر أن لا تكون كسولة و أن تكون ممن يجيد فنون الطبخ.. فالكل يعلم أن اقرب الطرق إلى قلب الرجل هي معدته، ونعلم قصص طلاق كان سببها "كبسة أو زربيان".. حيث كانت صديقة الزوجة تحسن الطبخ وتهدي صديقتها بعضاً مما تطبخ, وكان ذلك سبباً في طلاقها وارتباط زوجها بصديقتها الطباخة.
ومن الأمور المستحبة في شريكة العمر النظافة, ولذلك تعمد السوريات عند الخطبة لأبنائهن إلى دخول المطابخ والحمامات فجأة, لان غرف الجلوس من الطبيعي أن تكون جاهزة لاستقبال الضيوف.

* ما يعيبه إلا جيبه:
والملاحظ أن شباب هذه الأيام ينطبق عليهم المثل القائل "اعور ويتنقور"، فإلى جانب انه عاطل عن العمل وبالكاد تزوج، بالكاد يقدر يفتح دكان مش بيت , يضع شروط ومواصفات لزوجة المستقبل لو صنعناها له صناعة ما نقدر، فالطول متر ونص والشعر ذهبي والبشرة مثل الحليب والخصر كقبضة اليد والفم خاتم والأسنان لول والآذان متوسطتان , والعينان واسعتان والرموش ضروري تكون طويلة والأنف مثل السيف وأصابع قدمها مش طوال , وأظافرها مش مربعات، وقائمة الشروط تطول وهو "يصرف المطر " وإذا قلت له يا رجال استحي شوف نفسك تشبه كعبول".
قال: أنا رجال والرجل ما يعيبه إلا جيبه.. والمشكلة حتى جيبه فاضي.
وبرأيي هذا القول لا يؤخذ به, ولا يعتمد عليه، فالرجل يعيبه قلة دينه, وسؤ أخلاقه.
وتقول صديقتي يسرى: لا يمكن أتزوج من رجل قبيح, لأن المرأة ستغطي قبح وجهها بالمكياج أما الرجل فكيف سيغطي ذلك, وكيف أتصبح وأتمسى على وجهه وتكره المرأة في الرجل صفتان هما :الجبن والبخل.
ورغم أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" إلا أن الواقع المعاش يقول إذا أتاكم من ترضون ماله وجيبه فزوجوه.
إحدى صديقاتي تقدم لخطبتها رجل ذا دين وخلق ولكنها رفضته رغم التزامها بحجة لحيته الموزعة في وجهه بشكل لم يعجبها، ووافقت على شاب جميل وسيم,, جيبه دافئ,, لم تسأل عن دينه وخلقه فوقعت في حفرة لم تخرج منها حتى الآن وأظنها لم تذوق للسعادة طعم ولم تشعر أنها تزوجت أصلاً.

* إضاءة:
قال رجل للحسن: إن لي ابنة فمن ترى أن أزوجها له؟
قال: زوجها ممن يتقي الله عز وجل، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.
وسلامتكم ولا جاكم شر..
أحلام القبيلي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.