عدن اون لاين/ناجي قدام عدّ سياسيون تكرار الاعتداءات على مقرات التجمع اليمني للإصلاح آخرها اقتحام مجاميع حوثية مقر القطاع الطلابي للإصلاح في صعدة والعبث بمحتوياته والتمركز فيه الإثنين الماضي، وتعرض مقر الإصلاح بمديرية "كريتر" بمدينة "عدن" الأربعاء قبل الماضي إلى اعتداء وتكسير نوافذه والتحريض على اقتحامه، مؤشراً على ضيق من العملية السياسية وبالرأي الآخر واستدعاء لصراعات الماضي. وأكد الأستاذ أمين علي أمين، رئيس دائرة النقابات في التجمع اليمني للإصلاح، أن العامل المشترك بين من يستهدفون مقرات الإصلاح سواء في شمال اليمن أو جنوبه، هو كراهية ثورة فبرير وشبابها، وكراهية العملية الديمقراطية والحياة السياسية الحرة القائمة على التداول السلمي للسلطة، والرأي والرأي الآخر، ومحاولة العودة بالوطن إلى براثن التوريث والاستبداد. وأضاف في تصريح ل " الصحوة نت " إن تلك المحاولات رهان خاسر وفي الوقت الضائع، كون الشعب اليمني أصبح على وعي تام بمن يريد له الخير، ممن يريد له الشر، ومن يريد له الأمن والاستقرار، ممن يريد له الفوضى والخوف وقتل الأنفس البريئة، وانتهاك الحقوق وهو ما يجب أن يفهمه الطرف المعادي للسلم الاجتماعي والأمن والأمان واستقرار الوطن والمواطنين. وقال أمين إن نتائج مثل هذه الممارسات إلا رفض أصحاب العنف والقوة المسلحة ورفض لغة الإكراه والتهديد وادعاء الحقيقة، فإذا ما أراد الناس جميعاً أن يعيشوا في وطن آمن ومستقر فعليهم أن يدعوا إلى الوحدة والوئام ونبذ الفرقة والتغلب على كل التحديات التي لا تخدم إلا الأهواء والشخصانية ومن اعتادوا العيش على ظلم الناس وعلى جثامين الشهداء والجرحى والمعاقين والخسائر التي لن تكون حصرياً على ناس دون آخرين وإنما لا قدر الله ستصيب الجميع. وعبر عن تفائله بقوله: نحن متفائلون بأن الغد هو الأفضل والمستقبل هو الأجمل – إن شاء الله- وأن الشعب اليمني على درجة عالية من اليقظة والتفاعل مع الأفضل ومع كل خير يعود على هذا البلد وأهله. وقال إن الإصلاح يمثل حزباً رائداً وسطياً يمثل الحكمة ويمد يده للآخر واستعداده للشراكة مع الآخرين، وهذا ما يغيض كل من تملكته الفردية، وحب الذات والأنانية وبذلك يشكل موقف الإصلاح وحكمته صعقة كهربائية لكل من لا يوافقه هذا النهج السليم. واعتبر الاعتداءات الأخيرة على مقرات الإصلاح ليست الأولى من نوعها والإصلاح عرف بتضحياته وبتغلبه على آلامه وجراحاته وتنازلاته من أجل الوطن والشعب، والإصلاح دائماً يمد يده بالسلم والمحبة ولن يرد على مثل هذه الإساءات إلا بمزيد من التلاحم والإخاء وتغليب المصلحة العلياء للوطن. وأشار إلى أن العالم كله يسخر من مثل هذه التصرفات والمجتمع الوطني والإقليمي والدولي قد أعلن بوضوح بأنه يرفض المشاريع الصغيرة وهو مع الوحدة ومع قوة الدولة وقوة النظام ومع أمن الشعب واستقراه وتكفي هذه الرسالة وضوحاً لكل من يحاول أن يبيع ضميره ومبدأه. تحالف المخلوع من جهته أعاد الدكتور عبد الله الفقيه، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، الاعتداءات على مقرات الإصلاح إلى التحالفات القائمة بين الحوثي والنظام السابق والحراك المحسوب على النظام كون البلاد مقبلة على انتخابات وهم يعتقدون إنهم بمثل هذه الأعمال سيغيرون الخارطة السياسية وممكن أن يكون هناك عودة للنظام السابق. وأضاف الدكتور الفقيه في تصريح ل " الصحوة نت " إن هذه القوى تهدف إلى جر الإصلاح إلى المواجهات والمصادمات لتخرج الأمور عن السيطرة، وهذه المواجهات لن تخدم الإصلاح ولا غيره إلا أن هذا هو هدفهم لأن الذين فقدوا السلطة لا يهمهم ما هي العواقب، والإصلاح عمق الثورة وظهور الفوضى والمواجهات مع الحوثيين – حسب فهم - يمكن أن تحقق أهدافهم والنظام القديم يقف خلفها لأن خارطة الاعتداءات ليست في إب أو تعز، بل في مناطق معينة في إطار تحالف معين. ودعا الفقيه الإصلاحيين كقوة سياسية إلى الانفتاح على القوى السياسية الأخرى والوضوح في طرح القضايا، مشيرا إلى أن كلمة رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد اليدومي – في حواره مع قناة الجزيرة- فيها وضوح وتطمين والمطلوب أكثر من هذا خاصة في ظل الاقتراب من السلطة وأن تدفع الأصوات والشخصيات المعتدلة والمقبولة من الناس إلى الأمام. تركة الماضي من جانبه قال المحلل السياسي والقيادي في الحزب الناصري محمد الصبري إن مثل هذه الاعتداءات تعبر عن حالة انفلات تستجر صراعات الماضي، وتعبر عن تركة النظام القديم الذي يعادي المدنية والقانون والأحزاب السياسية ومثل هذا السلوك لا يمكن أن يكون ظاهرة مستقبلية. وأضاف في تصريح ل " الصحوة نت " أن هذه الأساليب عهدناها من نظام صالح الذي كان يبني متاريس وهؤلاء هم متاريس صالح انتهى صالح وبقيت متاريسه. اعتداءات سابقة تجدر الإشارة إلى أن اعتداءات طالت مقرات الإصلاح في بعض المحافظات منها: تعرض مقر التجمع اليمني للإصلاح بمديرية كريتر مدينة عدن الأربعاء قبل الماضي والتحريض على اقتحامه بعد نجاح فعالية شباب الثورة بالإحتفاء بذكرى ثورتي ستمبر وأكتوبر المجيدتين. كما اعتدى بقايا النظام السابق على مقر الإصلاح في طور الباحة بمحافظة لحج في بداية سبتمبر الماضي حيث قاموا بتكسير اللوحة الخارجية للمقر والاعتداء على حارسي المقر، ومن ثم نهب محتوياته والتلفظ بألفاظ نابية ضد الإصلاح . وتعرض مقر التجمع اليمني للإصلاح في الدائرة "11" بأمانة العاصمة صنعاء في أغسطس الماضي إلى اقتحامه من قبل عصابة مسلحة وقاموا بتفجير غرفة سكرتارية المقر قبل مغادرتها بعبوة ناسفة، كما اعتدت على حارس المقر بالضرب المبرح بأعقاب البنادق ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة وأصيب بالإغماء، ثم قاموا بسحب جثته إلى دورة المياه. كما قام مسلحو الحوثي بإرسال مجموعة جواسيس لمراقبة مقرات التجمع اليمني للإصلاح بصعدة وتسجيل رواد هذه المقرات وأرقام السيارات التابعة لهم إضافة إلى عمليات تصوير عن بعد، واصفاً الأمر بتهديد أولي لرواد هذه المقرات. وفي ذات السياق كانت أبطلت قوات الأمن بمحافظة حجة عبوتين ناسفتين زرعتا بالقرب من مقر حزب الإصلاح بمحافظة حجة كانتا على وشك الانفجار وتمكن فريق أمني من تفكيك العبوتين قبل انفجارهما. وتعرض مقر الإصلاح بحجة لاعتداءين، من خلال إطلاق النار وإلقاء قنابل خلفت أضرار جسيمة بالمبنى وأتلفت أحد الباصات. المصدر: الصحوة نت