عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن " . قيل : من يا رسول الله ؟ قال : " الذي لا يأمن جاره بوائقه " . متفق عليه وقد جاءت أحاديث كثيرة في الترغيب في إكرام الجار والترهيب من إيذائه وإلحاق الضرر به،وإكرامُه يكون بأن يصل إليه برُّه، وأن تحصل له السلامةُ من شرِّه، والجيران ثلاثة: جارٌ مسلم ذو قربى، له ثلاثة حقوق: حق الجوار، وحق القرابة، وحق الإسلام. وجارٌ مسلم ليس بذي قُربى، له حق الإسلام والجوار. وجار ليس بمسلم ولا ذي قُربى، له حقُّ الجوار فقط. وأولى الجيران بالإحسان مَن يكون أقربَهم باباً . فمنذ قيام ثورة الشباب السلمية لإسقاط النظام المتسلط المستبد الناهب لخيرات البلد , ومنذ أن خرج الشباب إلى الشوارع وهم يحملون أرواحهم على أكفهم ويجابهون آلة الموت بصدور عارية لكن فيها قلب ينبض بحب الله قلب حافظ لكتاب الله , خرجوا وهم يتطلعون إلى غدٍ يعم فيه الخير والأمان والعيش بسلام في ظل وحدة يمنية قائمة على أسس راسخة وقوية تهيئ لقيام الوحدة العربية والإسلامية . ظن الشباب بان إسقاط النظام سيكون عامل قوي وحافز مشجع لمد يد العون من الجيران الأشقاء وفتح باب جديد من العلاقة المبنية على حسن الجوار والاحترام المتبادل وكل جار يحفظ لجاره حقه ويقف بجانبه في النوائب والمصاعب . لكن ثورة الشباب السلمية كشفت ذلك الوجه القبيح لجيرانها , وكيف أن نظام علي عفاش مربوط وبقوة إلى عروش الملوك والأمراء الجيران , فإذا سقط نظام علي عفاش خاف الملوك من أن تكسر رجل من أرجل عروشهم فتصبح مائلة سهلة السقوط . فما كان من جيراننا إلاَّ أن أذاقونا بوائقهم وحاكوا دسائسهم , وهم من يلقبون أنفسهم بأنهم من ينصر الإسلام والمسلمين . لا يهمهم كم يموت من البشر ولا يهم كم يجوع ويمرض ويشرد من الناس بسبب مكرهم ودسائسهم المهم تبقى مصالحهم المزعومة فوق كل اعتبار ولأنهم حكام ظلمه باعوا أنفسهم للشيطان فهم يروا أنه لن يحافظ على مصالحهم إلاّ شخص يحمل نفس صفاتهم وغارق في العمالة مثلهم فهم يمدون أيديهم القذرة إلى أيدٍ قذرة مثلها ولهذا هم يعتبروا علي عفاش هو الأصلح للمحافظة على مصالحهم أو احد أبنائه . إن بوائق جيران اليمن لم تكن وليدة اللحظة ولم تكن بسبب قيام ثورة الشباب السلمية بل هو قديم ومنذ زمن , إن اليمن لم تأمن بوائق جيرانها ولا دسائسهم ومؤامراتهم , فهم من أخذت أراضيهم وهم من عُومل مواطنوها في بلد الجيران أشد معاملة وطردوا أكثر من مرة وأكلت حقوقهم . إن ثورة الشباب في اليمن لم تسقط النظام في اليمن فقط بل أسقطت أقنعة الحملان عن وجوه الذئاب ولن تعود مرة أخرى فستبقى الحملان حملان والذئاب ذئاب . نعم إن ثورة الشباب في اليمن أسقطت عدة أنظمة وليس نظام واحد وعرة وجوه طالما لبست وشاح العفة والأخلاق . فيجب على ثورة الشباب أن تبني يمن يُعز أهله ويكرم شبابه ويرفع قدر شعبه ويحميه من بوائق جيرانه .