لو كان النفط السعودي يمتلكه اليمن, والقات اليمني تمتلكه السعودية, لكان الثورة الشبابية قد حققت نجاحها خلال فترة وجيزة على اندلاعها, وهذا النجاح ربما جزاء منه يأتي نتيجة لضغوط من قبل القوى الغربية صاحبة التأثير الأقوى حول العالم, وذالك تبعا لمصالحها في يمن ما بعد الثورة, وهذا السيناريو رأيناه في ليبيا المصدرة يوميا 1.6مليون برميل نفط للخارج, فقد رئينا الغرب الذي أقام الدنيا ولم يقعدها لأنه مؤمن بالثورة الليبية التي ربما ستؤمن له مصالحة النفطية مستقبلا, وقد تدخل بجنوده من اجل أنجاح هذه الثورة بمعاونة الثوار الليبيين.. لماذا تناسى العالم ثورة الشباب:
أما الثورة في اليمن والتي عرفة عالميا ببلد منتج زراعة القات, فلم يسأل احد عنها ولم يداريها, بل أننا افتقدنا حتى إلى سماع تصريح يتضمن إدانة للقمع الدموي ويدعوا لاستجابة مطالب الشعب لا من العرب ولا من العجم, حتى الجامعة العربية التي تمثل بيت العرب فقد غظت الطرف عن الثورة اليمنية, بخلاف موقفها من ثورتي سوريا وليبيا, لماذا كل هذا يحصل هل كل ما يجري باليمن مطلب غير مشروع,؟ أم لان اليمن بلد ليس لديها مخزون نفطي يمكن للآخرين امتصاصه من أبارة فيما بعد؟ أم لان اليمنيين لا تصلح لهم الديمقراطية ولا يجيدون التفكير بها لان غالبيتهم أصبحت أدمغتهم مسمومة وذات اخضرار نتيجة لمضغ القات؟؟ أم أن السعودية صاحبة اكبر احتياطي نفطي عالميا' والتي تخشى نجاح ثورة الشباب, قد استخدمت ورقة النفط في استبعاد الآخرين بالترغيب عربا وعجما من الوقوف مع الثورة اليمنية ودعمها حتى يمكن فشلها واحتوائها.؟؟
باعتقادي الشخصي المتواضع أن ما جعل الثورة اليمنية لم تحسم أمرها بعد وجعلها غائبة عن القاموس السياسي لتلك البلدان, هو نجاح السعودية في استخدام ورقة النفط مع القوى المؤثرة عالميا, لان السعودية سبق لها وان استخدمت تلك الورقة مع العالم أثناء أزمتها مع اليمن بشان النزاع الحدودي في القرن الماضي, فعندما استقدمت اليمن كبريات شركات النفط العالمية للتنقيب عن النفط في مناطق حدودية مع السعودية, فقد ظلت تلك الشركات مثل " شل وبي بي البريطانيتين" "وهنت واكسون الأمريكيتين" وغيرهما تعمل لسنوات للتنقيب عن النفط ولم تخرج تلك الشركات بنتائج مشجعة عن وجود كميات من النفط اليمني, وضل عمل الشركات يمشي بهذه الصورة دون العثور عن النفط..
معرفة السر:
وبعد ذالك شككت اليمن وشعرت بالإحباط إزاء هذه النتيجة, خصوصا وان اليمن يقع ببقعة نفطية, وفي عام 1992 اكتشفت الحكومة اليمنية من خلال اتصالاتها مع تلك الشركات النفطية, اكتشفت أن موضوع استخراج النفط في اليمن ممنوع لان هناك " فيتو سعودي" منع تلك الشركات من اكتشاف أو استخراج النفط اليمني, وهذا الفيتو يأتي تحت طائلة مقاطعة تلك الشركات وحرمانها من أي امتيازات نفطية سعودية أو إشراكها في مشاريع ذات علاقة بالنفط السعودي, " تسويقا أو تنقيبا أو بيعا أو شراء " وكانت كل تلك الشركات قد رضخت للفيتو السعودي,خوفا على مصالحها, وقد اتخذت السعودية هذا الفيتو أولا: لأنها تدعي ملكيتها لتلك الأراضي التي يجري التنقيب بها, ثانيا: هدفها منع أي تطور اقتصادي لليمن ما بعد تحقيق الوحدة التي جلبت معها لليمنيين التطور الديمقراطي. نجاح ورقة النفط: وفعلا فقد نجحت المملكة باستخدامها لتلك الورقة النفطية, واستعادت المناطق الحدودية التي تدعي بملكيتها مع أنها أراض يمنية, نجحت بعد مساومة مع العالم' ودون تدخل عربي أو دولي أنما نجحت بنفطها وبطريقتها الماكرة.
واليوم السعودية تعيد السيناريو نفسه حيث لجئت لاستخدام ورقة النفط والتعويل عليها, تلك الورقة التي جعلت بلدان العالم تبقى صامته إزاء ثورة الشباب المجيدة, بلدان كثيرة بما فيها قوى غربية تعتمد اعتمادا كليا على النفط السعودي, ولان تلك البلدان تراعي مصالحها قبل أي شي فأكيد سوف تستجيب لأي مطلب سعودي, والسعودية مقابل ذالك ربما منحت تلك القوى العالمية لها ولشركاتها النفطية امتيازات مغرية وضخمة..
وختاما هل السعودية قادرة على احتوى ثورة شباب وخنقها, بعد أن أعطاها العالم حرية أدارة الأزمة اليمنية دون التدخل من أي طرف؟؟ هل تأكد للجميع من أن السعودية هي من يدير شؤون اليمن؟؟هل عرف الثوار سر صمت العالم اجمع تجاه ثورتهم؟؟ برأييالثورة تبدو على وشك الانتصار, والأسرة الحاكمة بالسعودية تعيش لحظات عصيبة وكابوسا..