يحزنني كثيراً ما تعانيه حرية التعبير من قمع استبدادي وغير أخلاقي في بلد الإيمان والحكمة ، فرغم كل الجرائم التي تمارس ضد هذا الشعب الأعزل ، لم تسلم القنوات الفضائية ومراسليها الذين لا يحملون في أيديهم أي سلاح غير تلك الكاميرات المتواضعة وذاك الميكرفون ،الذين ينقلان عبرهما الحقيقة كما هي وبكل حيادية ومصداقية دون الانحياز إلى فئة، فهل استهداف القنوات وقمع حرية التعبير أخلاق تليق بيمن الإيمان والحكمة؟ وأجيب أنها ليست أخلاق شعبه الطيب بل أنها أخلاق دخيلة على أبناء شعبة الذي عرف عنهم الإيمان والحكمة. إن ما تتعرض له قناة السعيدة ومراسليها الذين عرفوا بالطابع الحيادي من اعتداءات متكررة ، وقصف بالمدفعية ، أنما هو أسلوب غير أخلاقي وجبان يكشف الأخلاق المنحطة لمرتكبيه ، وهناء أتساءل لماذا تقصف قناة السعيدة؟ هل هي وكرٌ جديد للإرهاب؟ أما أنها مخبئ للسلاح والمتفجرات كما قيل عن صحيفة (الأيام)؟ هذه هي بعض الأعذار التي اعتدناها من الجانب الرسمي للنظام فهل من جديد؟. لا أعرف لماذا يدفع هؤلاء الصحفيون الأبرياء الثمن! ربما ظن هؤلاء أن تلك الإعمال ستؤدي إلى إسكات صوتهم أو أضعاف معنوياتها ، ولكنها في الحقيقة ستزيدهم شهرةً و حبا واحتراما وسيكسبون ثقةً المشاهدين، لأنهم يدفعون الثمن غاليا من اجل أن يوصلوا إليهم الحقيقة كما هي . إن تلك الاعتداءات التي تطال القنوات الفضائية والصحف الإخبارية والإعلاميين إن مورست فإنها تمارس تحت وطأة نظام متخلف لا يحترم الحقوق ولا يؤمن بالحريات ، وإلا كان الأحرى به إذا كان حقاً يدعم الديمقراطية ويشجع حرية التعبير أن يقدم الحماية والعون لهم لا أن يقتلهم ويرحلهم قصراً في ظلام الليل ، وأن يشرع بالتحقيق فوراً أثر الاعتداء عليهم ويقدم المجرمون الذين يعتدون بالقصف المدفعي على مبنى قناة السعيدة إلى المحاكمة ، ولكننا للأسف نعيش في زمن وفي وطن يُكرم فيه المجرم و يحاكم فيه البريء. لاشك أنه وفي الأخير سوف تتضح الصورة جلية وسيظهر المجرم أمام أعين الناس وأسماعهم ، ومهما تخفى المجرمون في ظلام الليل الدامس ستشرق عليهم شمس الحرية والعدالة وستفضحهم دون رحمه وسيعرف الشعب والعالم من كان يقتل ومن كان يقصف ويدمر، وستعرف أمّ أنس من قتل أبنها الصغير. وفي الأخير أقول دعوا السعيدة فإنها مأمورة؟! بتأدية واجبها الأخلاقي والوطني على أكمل وجه وبكل مصداقية وحيادية،. (قل خيراً أو اصمت )هذا ما اختارته قناة السعيدة للمضي في طريقها فهلا تركتموها فأنها مأمورة؟! وختاما أعزي أسرة قناة السعيدة وطاقمها على سقوط شهيدها الأول الأستاذ فؤاد الشميري وأتمنى لجرحاها الشفاء العاجل .