اشعر وانا اكتب هذا المقال بخجل ممزوج برغبه جامحه فى ابراز ما اشعر به تجاه ثوره اختلفت عن ثورات العالم ..خجلى ليس كونى اول مره اكتب فيها. لكنه شعور ينطبق عليه المثل العربى "جئت لبيع الماء فى حارة السقايين" خجلى هذا يجعلنى اركز فى اختيار الفاظى بشكل دقيق ،واخشى ان تطيش كلمه فى غير معناها ..
اليمن دار الايمان والهدوء النفسى والطيبه الممزوجه بدهاء فطرى ...نادرا ما نرى صفات كتلك يتصف بها ثائر او مناضل يأخذ من صوته الجهورى وتهوره الثورى اداة لتغيير ما يريده من واقع مؤلم يعيشه .
نساء ورجال يدا واحده فى مجتمع محافظ ..جواهر مكنونه ونمارق مصفوفه ..سواد المسك وروائح الزعفران والعود ..ما بين سترة بنات اليمن وبين دماء شهدائها درب من دروب الخيال ..او شىء يجعلك تشعر بشىء "غير" فى عالم يرى الامور من منظور واحد "ديمقراطية ...حرية دون قيود" فجة بلا هوية او مضمون
ارض خصبة هى تلك الارض التى لا تنضب ابدا حتى فى ظل الاستبداد ..حتى فى اوج لحظات الجفاف.. فبحكمة تلك الارض و عمرها تحت اشعاع شمسها تختزل عبقريتها فمياهها الجوفيه و خيراتها لا تجف ولا تنتهى ابدا "نعم " قد لا يراها المرء، ولا يشعر بوجودها .. لكنها حين تهرول عليها نسائها تنفجر المياه تحت اقدامهن فى تحدى مع الواقع معلنه بزوغ فجر جديد ..
صمود عجيب كصمود بن مسعود عند قرائته لايات الله وسط صحراء الجزيره العربيه فى تحدى للواقع الجاهلى وسط اعاتى قريش وجبابرتها ..لا يخشى لومة لائم رغم بساطة عوده وضعف قوته ..صوته يخترق الاذان رافضا واقع مرير كذلك الواقع الذى تعيشه اليمن .
تناقض ..هو ذلك الذى يكون صاحبه شجاعا وهزيلا ..هو نفس التناقض الذى يكون صاحبه جبارا وجبانا ..ليس منكم فى شىء هذا الاخير اهل اليمن ..وليس منا .
صبرا اهل الايمان فبزوغ فجركم اشرف على الاتيان ...عَلمتم العالم ان القوه ليست بالمظهر فمن يحمل جوهر نقى يحمل سلاح لا يقهر ..انتم تسطرون اروع لحظات التاريخ محققين ايات الله العظمى ..فعلى درب الانبياء والصالحيين بوركت خطواتكم وصيحاتكم وثورتكم
لنتعلم منكم ان الثائر" الحق" هادىء الطبع.. حتى فى زروة ثورته واندفاعة "فقط" ليقينه بأن الحق فى يده وان الحق ناصره ومؤيده .
واثقوا الخطى يسيرون ملوكا على ارض الايمان .."منحه" هى تلك التى تفقدك التمييز بين الشىء الجيد والثمين فكلاهما صالح لان يكون قائدا .. "محنه" هى تلك التى تجعلك ترى" صالح" لا يزال حاكما رغم ان ثوار شعبه "ملوكا" اختيار واحد منهم ليكون صالح لخلافته محنه تربكك .
فمن يخشى على اليمن عدم وجود قائدا بعد "صالح" غير صالح لان يدلى بدلوه فى الدلائى ..فملوك عدن اصبحوا كثمار التفاح والعنب فى مزارع ارض الحكمه .. الاختيار بينهم محنه كتلك التى سلطت عليهم" صالح "فى غير مكانه على كرسى الحكم والعنطظه ..
من اليسار الى اليمين سيكون المسار.. فهو الصحيح .. ستعود اليمن الى اليمين وستترك اليسار لاهله ..والصلاح سيكون فعلا" لا" اسما ..وعباده الله وحده فى ارض سبأ ستكون أية جديدة تسطرها ارض بلقيس فى كتاب التاريخ
*عضو نقابة الصحفيين المصريه دار الجمهورية للصحافة رئيس تحرير مجلة عالم النفط والغاز (مصر)