أيها القادة: قودونا.. ولنسميكم أفذاذا، وأبطالا، سوف نهتف ونردد، ونصفق بحرارة، سوف نمشي خلفكم، امتطوها الفارهات، واتركوا كل منا يمتطي صهوة حماره.. سننفذ تعليماتكم، وعند حسن الظن نبقى ولكم رهن الإشارة كل ما نرجوه قودونا بوحدة صف، في ثقة في عزم نابع عن جدارة، لا تقودونا إلى المجهول أو إلى الهاوية نحو كهف ومغارة. وحدوا أنفسكم لتروا من خلفكم شعب مؤمن بإنتصاره علموا أنفسكم أن في الفرقة إذلال، والتشتت فيه غش وحقارة.. أيها القادة: ستكونون أنتم الأنجم في كبد السماء التي تضوي وتستطيع في مداره فقط، إن عرفتم كيف تخطوا كل عثرة، والحليم الحر تكفيه الإشارة، هل فطنتم أنكم من لب هذا الشعب إفرازا طريا وعصارة، لا تتوهوا في الخلافات البسيطة أو مصالح ضيقة وتقيسوا الربح فيها والخسارة، هل فهمتم: إن تفرقتم تمزقتم، تشتت شملكم واخطأ مساره، هل تعلمتم: بأن التضحية تخلوا من المال المدنس والقرابة والصهارة، هل تجرعتم من الماضي.. من الحاضر كؤوس القهر منها والمرارة؟، هل بلغكم: أن من يركب رأسه هذه المرة لن ولن تسلم جرارة؟.. هل علمتم أن من يلعب بأوراق التكسب سوف يرمى في مزابل للقذارة؟.. أيها القادة: كفوا عن منصات التصارع عن خطابات التشدق بالشعار وبالعبارة انبذوا حب التسلط والتمترس وانفصلوا مما علق فينا غباره، جسدوا عهد التصالح والتسامح بالتوحد والتماسك واجعلوها تنشر في كل حارة.. هل سمعتم عن حكاية سد مأرب وفطنتم حول أسباب انهياره قضم فأره؟.. قضم فأرة.. قضم فأرة.. اتركوا حب التفرد والتجبر والتطرف والإثارة.. أفسحوا ساحة مودة وتفاهم.. واسمعوا من كل إنسان خياره.. أيها القادة: بالله عليكم ابذلوا للجهد، ارجوكم قصاره، لم تزل فينا وفي أوطاننا غير آثار دماره.. أيها القادة: وحدوا أنفسكم كي تكون الخطوة الأولى ليعلن شعبنا الحر قراره.