إن الوحدة ليست موضوعاً عقائدياً يحرم الاقتراب منه أو الكلام عنه، لكن الوحدة قد تكون هدفاً مرحلياً عند البعض، والبعض الآخر قد تكن عنده غاية. إن الذين يتحدثون عن الانفصال إنما يتحدثون عن ما يرغبون به هم، ولهم الحق في التعبير عن ذلك، لكن هذه الرغبة ليست محل إجماع من قبل كل الجنوبيين، وأعتقد أن هذا الأمر من المسلمات و لا ينكره إلا مكابر أعمى. إننا عندما نتحدث عن استعادة اليمن الجنوبي إنما نتحدث عن وطن عبث فيه نظامين، الأول كرس أحقاد و كراهية بين أبناء أبناء الجنوب و إلى اليوم لم تندمل هذه الجروح العميقة و خاصة بين أبناء يافع و الضالع من جهة و البدو من أبناء أبين من جهة أخرى، وحتى لا أفهم خطأ فإنني لا أنبش جراحات قديمة و لكن أشخص الحالة بعينين ترقبان المشهد بصدق. بل إننا مازلنا إلى الآن نحن أبناء عدن نعاني من النظرة الدونية ونظرة الانتقاص من قبل أبناء جلدتنا ممن كانوا يمسكون بزمام الحكم بالأمس القريب. و الثاني نظام جار بعد الوحدة و للأسف ليفرق نفوس اليمنيين بعد أن توحدوا وعاش على نظرية (فرق تسد) فزاد الشقاق بين أبناء الجنوب. إن رسالتي لمن يريد الانفصال من أبناء جلدتي حرصاً مني على وحدة أبناء الجنوب، سأسأل عن أشياء تخيفني إن وجدتم لها حلاً فأنا أول المنفصلين. 1- كيف نعمل بأبناء أبين و المعروف عن أكثرهم أنهم يريدون البقاء تحت الوحدة و يرفضون الانفصال، فجعار وزنجبار يسيطر عليها جماعات متشددة ترفض فكرة الانفصال، أما لودر فأن السلفيين يحكمون السيطرة عليها وهم من مناهضي فكرة الانفصال، وأما قبائل مودية فالمعروف أن أكثرهم يوالون الإصلاح و هم أيضاً ضد الانفصال. 2- المشهد في شبوة فقبائل ذات ولاءات مختلفة وفيها عزان و ما أدراك ما عزان. 3- ليمتد المشهد المشهد إلى حضرموت و أبناءها الطيبين التي عانت من النظامين فإن كثيراً منهم و قد رأيت و سمعت معظم من تحاورت معه بالرغبة في الانعزال عن الكل فهم لا يحملون أي ذكرى جميلة لأي طرف. 4- كيف ستتعاملون مع التيارات الفكرية الإسلامية وغيرها وهم موجودون في الساحة الجنوبية بشكل قوي. 5- و أخيراً كيف يمكن تطمين الفئة الصامتة وهم الأكثرية من أبناء الجنوب من الذين عاشوا في ظل نظامنا السابق و البعض قد عانى منه و لا يرغب في الرجوع وخاصة أن الوجوه هي نفسها لم تتغير. ومن هنا أسأل إخواني الحراكيين إلى أين أنتم ذاهبون إذا كنتم الآن لا تعيرون اهتماماً بهذه الفئات و أنتم في حالتكم هذه، وتتهمونهم بالعمالة والخيانة فماذا ستفعلون غداً إن أمسكتم غداً بزمام الأمور؟ هل ستقومون بتصفيتهم بتهمة التجسس أو المحافظة على أمن البلاد؟ أعتقد أن الحل هو جلوس الأخ مع أخيه و الوصول إلى أفضل الحلول التي تجمعنا كجنوبيين هذا ما أرجوه من الله سبحانه وتعالى.