يحكى إن رجلا أصيب بالعمى لفترة طويلة ، ذات يوم عاد إليه بصره فجأة فرأى إمامة (تيس كبير/ماعز) إمام ناظريه ، وبينما هو يتمعن في شكل التيس فرحا بعودة بصره إليه لم تستمر الفرحة طويلا إذ عاد له العمى مجددا (ويافرحه ما تمت) وبعد هذه الحادثة كان كلما تحدث مع لآخرين في أي قضية بعد ذلك اليوم يقول :( يوم شقت التيس) حتى وان كان الحديث عند الفضاء الخارجي.. هذه الحكاية تشبه إلى حد (التماهي) سلوك الحراك المتطرف في الجنوب (وليس الحراك العاقل) فترى الحراكيون في كل مجلس وفي كل حديث ينقضون على الإصلاح انقضاضا هستيريا حتى تسقط قطرات( ريق) من أشداقهم لشدة انفعالهم حين يتحدثون ضد الإصلاح ، وهم في هذه الأيام يشنون حملة شرسة ضد الإصلاح بلا مبرر منطقي وكأن الاصلاحيون هم من سلبوهم السلطة (سابقا) التي يحلمون بالعودة إلى (عشها)حاليا فيزايدون باسم الجنوب وهو من أفعالهم الرعناء برىء،ونسوا أو تناسوا أنهم باعوا الجنوب في لحظة الارتماء في أحضان المخلوع (علي) بقناعتهم دون أكراه وحين انقلب عليهم الثعلب الماكر لأنهم أغبياء استحت ألسنتهم التي أطعمها المخلوع كثيرا عن سبه واتجهوا إلى الجدار القصير – في نظرهم- الإصلاح يتقيأون عناقيد حقد وأكياس صديد يصبونها حمما على الإصلاحيين. ونحن نظن أنهم ببساطه يحاربون إلا لتزام الديني لا الإفراد أو الحزب والا ما علاقة الاصلاح بنهب الجنوب؟.. سألت احدهم : من خصمكم الأول؟ أجاب : الإصلاح طبعا ، ومن الثاني؟ أجاب الاشتراكي ، طيب ومن الثالث؟ قال: المؤتمر وقالها ببرود وكأنه مجبر على قولها حتى لا اتهمه .. تصوروا !!! المؤتمر آخر خصومهم !! ومن غبائهم أنهم يحاربون الاشتراكي وهم يناضلون تحت رايته ويعرف القاصي والداني إن متنفذي ألمؤتمرهم من سلبوا حقوقهم وأقصوا الجنوب كله ونهبوا كل شيء وعاثوا في الأرض فسادا، ولكن الحراكيون يضعونهم في المرتبة الثالثة ،والحليم تكفيه الإشارة !!! وهؤلاء( الحمقاء)هم من يحاولون فرض وصايتهم على الجنوب ويقصون الآخرين في اطروحاتهم وسلوكهم رغم أنهم – أي الحراكيون المتطرفون – أقليه في المجتمع الجنوبي لكن عقلياتهم مازالت مثقله بتخاريف الماضي بكل شموليته وقبحه ، ونحن لسنا مثلهم والا لفتحنا ملفات الماضي التي تزكم الأنوف لكننا لا نؤمن بمحاكمة الماضي لأننا مشغولون بالتطلع إلى المستقبل ولا نهدر أوقاتنا في ما لا ينفع الناس ولا يمكث في الأرض. أنهم مازالوا يعيشون في مجاهل التاريخ ولم يستطيعوا الخروج من اسر الماضي بكل سيئاته ومساوية ، ولا يجيدون فعل ما يفيد غير زرع الأحقاد ونشر ثقافة الكراهية ولم يدركوا إن الناس في الجنوب قد تجاوزوا هذا المربع وخرجوا بأفكارهم إلى فيحاء الحياة ولم تعد تنطلي عليهم الأفكار البالية التي عفى عليها الزمن. وإذا استقرانا تكوين الحراك( المتطرف) لوجدناه عبارة عن شراذم انشقوا عن الحزب الاشتراكي من الرافظين لسيره الطبيعي المتأني في العمل السياسي والحزبي وقفزوا على الواقع مستخدمين المبدأ الميكافللي- الغاية تبرر الوسيلة- ويحاولون ممارسة إحراق المراحل ، ففقدوا توازنهم المنطقي ووقعوا في أحضان خصومهم الحقيقيين فاستخدموهم كأدوات لتنفيذ أجندات باسم الحراك وتحت رايته التي يقطون بها أفعالهم المشينة كما حدث في عدن من محاولة منع المواطنين من الادلأ بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بالقوة ولو أنهم تركوا الناس يمارسون حرياتهم الطبيعية لتركهم الناس وحيدين كالذي يؤذن في (مالطة) كما يقال، وهذا غباء سياسي لاشك إن يقعوا في خطط خصومهم بل وينفذونها من حيث لا يشعرون . هل رأيتم ثائرين في أي مكان في العالم يحرقون الصحف المخالفة لهم؟! أنهم لا يفقهون لغة ولا خطابآ مفيدا إلا لغة البارود والحرق والتكسير وإغلاق الطرق والسكينة ألعامه كما يفعلون في مدينة السلام والثقافة والحضارة عدن حاضرة البحر ومهبط الأفئدة التواقة إلى الهدؤ والراحة والسلوك الراقي وهم يحاولون تخريبها لإخراجها من وظيفتها التي وجدت من اجلها فتصبح كعقولهم الخاربة .. أنهم بهذه السلوكيات الرعناء إنما يمارسون سلوك العصابآ حين يقطعون الطرقات ألعامه على أهلهم وليس خصومهم ، ويثيرون الفتن وينشرون الفوضى باسم النضال .. هؤلاء المهووسون لا علاقة لهم بالنضال وقيمة ومبادئه .. ألا ترونهم وهم يحرقون خيام الحرية في كريتر عدن .. تمامآ كما احرقها قبلهم زبانية النظام الفاسد في تعز لكنهم يخرجون من مشكاة واحدة ، والغريب (وما غريب إلا الشيطان) أنهم يلتقون مع القاعدة ومع بقايا النظام ومع الحوثين (الصفويين) في كبت الحرية واستخدام القوة لفرض قناعاتهم كما حصل في محاولة منعهم للانتخابات الرئاسية بالقوة . ولكن لا عجب فالإرهاب ملة واحدة .. ولاشك أن للجنوب قضية عادلة لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر ، ولكن هؤلاء محامون فاشلون وليسوا جديرين بحمل قضية بحجم القضية الجنوبية . للتأمل 1- ظهرت في الصحافة المحلية معلومات جديدة علينا تفيد بان الإمام (قايض) الانجليز - أبان احتلالهم للجنوب - بالضالع وردفان وجزء من يافع مقابل البيضاء التي كانت جنوبية بينما الضالع وردفان وجزء من يافع كانت مناطق شماليه !! وقد كانت الضالع قبل الوحدة تسمى (المديرية الشمالية) والعهدة على الراوي . 2- متطرفو الحراك في عدن هاجموا مقرات الاصلاح في اكثر من مدينة واعتدوا عليها بالتخريب وكذلك بعض مقرات الاشتراكي.. لكن هل هاجموا مقرا واحدا للمؤتمر في أي مدينة يمنية ؟