شيء مؤلم أن ينحرف الحراك الجنوبي السلمي بعيداً عن سبل الخلاص وطرق الحل الأمثل للقضية الجنوبية كواحدة من أكثر القضايا الإنسانية عادلة في التاريخ . لقد بدأ هذا الانحراف المشؤوم بظهور علي سالم البيض الذي لم ولن يشكل ارتباطه بالحراك الجنوبي إنقاذاً للجنوبيين ودعماً لقضيتهم بل لإضافة هزائم جديدة تضاف إلى هزائمه السابقة وعثراته كما هي طبيعته المعروفة جيداً في ظل وجود هذه القيادة الصنمية تحول الحراك الجنوبي أو إحدى فصائله من حركة شعبية رائدة في زمن الربيع العربي إلى مكون مشوه يسيء إلى القضية الجنوبية وحينما تزعم علي البيض غربت المزايا الأخلاقية التي طالما تميز بها الحراك الجنوبي في أول أيامه لتحل محلها مزايا سيئة سنذكر بعضها مقارنة مع بعض مزايا ثورات الربيع العربي كما يلي : 1- ثورات الربيع العربي اتخذت من يوم الجمعة موعداً للانطلاق , ومن المصلين زخماً ثورياً , ومن خطبة الجمعة والتسمية المختارة بعناية شعاراً مما أضفى الصبغة الربانية على هذه الثورات كشرط مهم للنصر والتوفيق من الله ، أما حراك البيض والاشتراكيين الحاقدين القدامى فيخرج يوم الخميس وله قضية مع علماء الدين ، ليس النظام . 2- تميزت ثورات الربيع العربي بقيم حضارية رفيعة فيها الحرية والعدالة والتسامح والتعايش والحوار والاعتراف بالأخر والعمل السياسي , أما حراك البيض ففقد كل هذه السمات ، ويؤمن بالعنف وسيلة لتحقيق الانتصار لقضيته ويرفض الحوار . 3- ثورات الربيع العربي متكاملة ومتعاونة , أما حراك البيض فانه معادي للثورة اليمنية , وللثورة السورية كشرط للدعم الإيراني . وأنا أتحدى هذا الحراك أن يأتي بأخبار ايجابية للثورة السورية ضد الأسد في النشرات والشريط الإخباري لقناة عدن لايف المدعومة إيرانياً . 4- ثورات الربيع العربي أسقطت المشروع الشيعي أما حراك البيض متعاون مع الشيعة وابرز دليل الصحف الشيعية الصادرة حديثاً مثل الديمقراطي والهوية والتي تمجد الخميني ، البيض ، الحوثي . 5- ثورات الربيع العربي حظيت بدعم سياسي وإعلامي من قبل المجتمع الدولي والإقليم وهو ما افقد حراك البيض باستثناء إيران ولبنان أو حزب الله في لبنان ولا أدري كيف اقتنع الحراكيون بقيمة الدعم اللبناني وهي الدولة التي عجزت عن حل مشاكلها الخاصة . 6- ثورات الربيع العربي تحررت من عقد النخب الفاشلة بل وقررت إسقاط جلاديها أما هذا الحراك فبدلاً من أن يرفض هذه القيادات الصنمية المحنطة ويحاكمها جزاء تسببها في كل هزائمه ونكباته فقد اتخذ منها زعامات لنضاله ومخلصين له !! . 7- ثورات الربيع العربي هتفت للمبادئ : الحرية , العدالة ، التغيير ، التحرير ...الخ أما هذا الحراك فقد هتف للأصنام البيض ، ..... ، ...... الخ مما أكد نضوب الأفكار والمبادئ التي رفضها الحراك الجنوبي في أول أيامه . 8- ثوار الربيع العربي تحرروا من أدوات الخصم وثقافته أما الحراكيون أتباع البيض فقد تماهوا مع الخصم واستخدموا أسلوبه ( العنف ) وخطابه وثقافته وأكاذيبه وأوهامه مثال ذلك في لقاء يذكر أحد زعامات الحراك التي أعدت على عجل – أحمد بامعلم – أثناء لقاءاته بالمواطنين بأنه ينقل إليهم تحيات الرئيس البيض وهذه الديباجة تعلمها هذا الزعيم الكرتوني من مسؤلي نظام صالح المنهار الذين يستهلون حديثهم دائماً بنقل تحيات المخلوع إلى الحاضرين . 9- ثورات الربيع العربي تميزت بالأعمال الإبداعية في الشعر والألحان والمسرح .. الخ أما أنصار البيض وبامعلم فقد تميزوا بالإفلاس الفكري والثقافي والإبداعي وان المسرحيات البائسة التي تبثها قناة عدن لايف أخيرا فإنها تسيء لشعب الجنوب وتراثه الأدبي الأصيل من مثل منتجات علي أحمد باكثير والمحضار ..الخ 10- قيادات ثورات الربيع العربي حكمت العقل ولم تنجر إلى منطق العاطفة لاسيما في علاقاتها بالجوار العربي كحلفاء استراتيجيين بحكم عوامل التاريخ والجغرافيا وعوامل أخرى ، أما قيادات الحراك فقد حكمت العاطفة وقامرت بعلاقاتنا مع الجوار العربي ، والدول الخليجية على وجه الخصوص ومن يتوهموا بأن الخلاص اليوم عن طريق الشيعة وكما توهموا بالأمس بأن الفلاح عن طريق الشيوعية وفي كل أفعالهم ضياع للجنوب أرضا وإنساناً.