عزيزي القارئ ها هي قد أشرقت صحيفة (خليج عدن) على ربوع عدن بثوب نتمنى أن تنال إعجابكم . ويشرفني أن أكتب فيها وأنا أتناول تأريخ عدن القديم بإيجاز مع الكشف بإسلوب مختصر وبسيط عن وجه عدن الجميل والذي افتقدناه في بعض الأوقات وأصبحنا نتغنى به فقط مع أنه على مر العصور كان واقعا معاشا. فعدن مدينة لطيفة ،جميلة بكل ما فيها ، عدن الضاربة في عمق التأريخ،عدن أكبر من أن تحصيها أقلام الكتاب ،لأنها مدينة ما زالت تكتب تأريخها وحاضرها ومستقبلها. عدن في عين التأريخ عدن هي ملجأ البشر منذ قديم الزمن فقد هرب قابيل مع أخته قليما إلى عدن كما جاء في تاريخ الطبري وغيره. عدن مدد اليمن قديما فمنها انطلق ذي يزن لتطهير البلاد من حكم السودان(الأحباش) وليذيقهم الذل والهوان. وهي مدد اليمنيين والمسلمين في آخر الزمان لقول المصطفى العدنان:" يخرج من عدنأبين جيش.....الخ". عدن بلد جميل ،عامر آهل، حصين خفيف، دهليز الصين، وفرضة اليمن ،وخزانة المغرب، ومعدن التجارات، كثير القصور، مبارك على من دخله، مُثرٍ لمن سكنه مساجد حِسان ، ومعايش واسعة، وأخلاق طاهرة وبارك النبي (صلى الله عليه وسلم) في سوق منى وعدن . عدن من عاش فيها لم يقدر على مفارقتها، ومن سمع عن جمال طبيعتها وسواحلها تمنى لو أن له بها نظرة كيف لا وهي الموصوفة قديما بلؤلؤة البحر لان في بحارها معادن اللؤلؤ؛ لهذا عشقها الناس حتى ان أبرهة قد اجمع أن يبني القليس حتى يظهر على ظهره فيرى منه بحر عدن. وإذا كانت الكعبة قبلة المؤمنين فعدن كانت قديما قبلة البشر أجمعين فهي أقدم الأسواق على الأرض كما جاء في صفة جزيرة العرب للهمداني. صفات أهل عدن : الناس يتغيرون لكن الأرض لا تغير صفاتها،ودائما ما تؤثر على ساكنيها وتكسبهم معانيها،فالأرض باقية والناس راحلون؛وهكذا عدن باقية بصفاتها القديمة التي وهبها الخالق إياها تعطيها لأهلها جيل بعد جيل ،ماءها ،هواءها،جبالها،شواطئها. ذكر أحد المؤرخين والرّحّالة قصة رجل طرده سيده وأخذ ماله ونفاه عنه، فنزل في عدن عند تاجر يعرف بناصر الدين الفأربي فكان يطعم كل ليلة عشرين رجلا ويضيف قائلا:أهل عدن ،أهل دين وتواضع وصلاح ومكارم أخلاق ،يحسنون إلى الغريب، ويؤثرون على الفقير ،ويعطون حق الله من الزكاة ما يجب. فأهل عدن أهل ضيافة فقد كانوا عبر العصور يفرحون بنزول المراكب على بحر صيرة ،فيستمتعون باستقبالهم والفرجة عليهم. أعمال أهل عدن : لقد اشتهر العدنيون قديما بالعمل والكسب الحلال فكانوا إما تجارا أو صيادين أو حمّالين للماء والبضائع والسمك. حتى أن بعض العدنيين كان للواحد منهم المركب العظيم يملكه لوحده لا يشاركه فيه أحد. فكانوا يتاجرون بالعنبر والحبش والخدم وجلود النمور والورس والودق. حرفة العدنيين: لقد اشتهر العدنيون بتجليد الكتب وكانوا يأخذون عليها الأجرة الكبيرة لجودتها وكان هذا بعد الإسلام لأن عدن قد أضافت إلى أهميتها التجارية مكانة علمية ،فساعدت في نشر الإسلام عبر موقعها الهام. في العدد القادم هل عدن يمنية
المراجع:الكامل في التاريخ صفة جزيرة العرب تاريخ ابن خلدون أحسن التقاسيم في معرف الأقاليم المسالك والممالك الأخبار الطوال أخبار الزمان وغيره