لقد ألصقت في الآونة الأخيرة أسماء لأشخاص مقترنة بحزب له باع طويل في العمل السياسي والدعوي المنظم يعود إلى حوالي سبعة عقود من الزمن واختزلوها بكل بساطة ليحوّلوا حزب الإصلاح ( الإخوان المسلمين) إلى حزب حميد الأحمر. إن هذا المرض الخبيث استشرى في كل الكيانات السياسية والجماعات وأرادوا أن يصدروه ويسقطوه على حزب مؤسسي ليحولوه إلى حزب الرجل الواحد. إن حزب علي بابا قد ضحك على الأربعين حرامي وأصبح هو الزعيم الأوحد فعقر أحصنتهم وركب هو الحصان ليصبح الفارس الوحيد الذي يقود الناس إلى الآمان والاستقرار وبدونه ينتهي كل شيء(كما هو اعتقاد أصحابه). وفي الساحة أيضا حزب آخر هو حزب علي أباظا أو كما يحلو لهم تسميتها با(حركة شعبية) وهو الذي كان بطل الفيلم السابق فقد كان قائدا فاشلا أودى بنفسه وبأهله إلى الهاوية، وأراد الآن أن يتصدر المشهد الأخير من الفيلم وساعده في ذلك أتباع أقنعوه بأنك أنت المنقذ لهذه الأمة فوجدوا أنفسهم رهينة لأخطاء الرجل الواحد كما فعل علي بابا بأصحابه. وتستمر حالة الشخصنة واختزال الجماعات والأحزاب في أشخاص لحالتين هما أسوء من السابقتين . الأولى :انصهرت تماما في جسد رجل واحد فلم ترى فيه إلا الصواب وليس إلا الصواب كيف لا وهو المعصوم من الخطأ في مذهبهم لتستمر عقلية الإنسان في تحقير ذاتها في التفكير وتأليه الأشخاص. والثانية: لا تختلف عن الأولى غير أنها لا تقول بعدم الخطأ من القائد ،فالقائد في نظرهم بشر يصيب ويخطئ ولكن بالمقابل واجب على كل فرد من أتباعه تنفيذ أوامره دون نقاش لأنه ببساطة (أمير الجماعة). لهذا السبب عندما نرى هذه الأحزاب والجماعات وهي تعاني من هذا المرض العضال الذي يفتك بهم ،أكاد أصل لتفسير حالتهم هذه وهجومهم باتجاه الإصلاح ومحاولة ربطه وحصره بشخص واحد. إن حزب كالإصلاح بقاعدته العريضة ومكوناته وشرائحه ومجالسه ومؤسساته وهيئاته وقياداته وتاريخه الطويل من الصعب أن يذوب أو ينصهر أو يختزل بشخصية واحدة. لهذا عندما رأوا أنه من الصعب أن يؤسسوا حزب بتنظيم الإصلاح وانضباط أعضائه ، سلكوا الطريق السهل وهو التشويه والانتقاد. وأخيرا فالإصلاح أكبر بكثير من حميد أو غيره.