لا أحب كثيرا التعقيب على ما أقرأه من مقالات وأراء إلا إن وجدت أن في التعقيب إفادة أو تصحيح لإنحراف أو حقيقة . وتعجبت لطرح ( ميسري المؤتمر الشعبي العام ) وهو يتحدث اليوم عن تيار معتدل يضع رؤيته لحل القضية الجنوبية وإعادة الحق الى أهله ووصف المشهد الجنوبي المنقسم وصفا استخباراتيا وحلل الأراء والمواقف ليصف توجه التيارات بين ايراني وغير ايراني وبين تبعية القوى السياسية بين تيار يتبع الرئيس هادي وتيار يميل لحميد وتيار هنا وتيار هناك, والأعجب أن يتحدث بصورة المنقذ للموقف وهو السياسي الأبرز في الجنوب كما سمى نفسه وغيرها الكثير من الهزليات التي نطق بها أو نطقت باسمه ولعل أكثر ماشدني هو حديثه عن القضية الجنوبيةة وكأنه لم يدرك عدالتها إلا اليوم بعد عودة السفير الحسني بل ربما بعد انتهاء سيناريو قاعدة أبين التي نشأت في ظل كان ( ميسري المؤتمر الشعبي ) محافظا لها لنسمع اليوم بمسلسل آخر يزاحم في الأسواف الجنوبية ويبدأ تشكيله بحوارات يديرها البطل الجديد القديم الودود والمحبوب للرئيس المخلوع – إنه الميسري – فأين كان بطلنا ومحافظات الجنوب تنزف؟! بل أين كان وأهله في أبين في أسوأ حال بين منكوب ونازح , بل لماذا الظهور الآن وهل مطبخ العائلة يرسم شيئا لايرى في الأفق, لقد كان الأولى بالميسري أن يستمر في صمته فالصمت خيرا له ، إن ما ينطق به هو تصنيف الرئيس هادي كشخصية تعبث بالأوراق كالمخلوع صالح وأنه أحد اللاعبين والعابثين بالقضية الجنوبية من خلال محمد علي أحمد بل حتى وصف المناضل محمد علي أحمد بالتبعية لغيره كان وصفا غير لائق وهو في مقام نضالي أرفع منك. ورأيت في حديثك عن تبني موقف باسم المؤتمر الشعبي العام بقواه الجنوبية مخالف لموقف الرئيس هادي وكأن هادي أصبح في مربع العداء للمؤتمر الشعبي العام والسائر في الخط المعاكس له ( وهذا ما يتبناه مطبخ العائلة تجاه الرئيس هادي ). أما التبعية الثانية والمرتبطة بالإصلاح فلا شك وأنت القيادي في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام أنك تدرك أن الإصلاح ليست له تبعية تجاه الأشخاص وإن كانوا قيادات وأن الإصلاح اليوم أضحى مؤسسة تنظيمية يحترمها الجميع لاتتبع زيدا ولا عمرا وحديثك عن ( حميد والإصلاح ) هو ورقة التوت التي أفرزت لنا حقيقة تصريحاتك التي ياليتك صمت قبل حديثك بها وأنت تتحدث بلغة الأمن القومي والخطاب الأمني الذي يتحدث به خصوم الإصلاح رغم علمك بأن حميد لايشكل ثقلا في قراره. عزيزي ( ميسري المؤتمر العائلي العام ) لا تتقمص اليوم ثوبا غير ثوبك ولا تتحدث بلغة غيرك ولا أريدك أن تتصدر واجهة تدرك تماما أن أحدا لن يصدقك بها وأخشى ما أخشاه أن تكون رئيسا لتيار يكون أمينه العام ياسر اليماني وناطقه الرسمي فتحي بلزرق.