شغل سلق البيض الذي تعود عليه الساسة الجنوبيين هو من الأساليب التي نكبت الجنوب، جماعة علي البيض ستعقد في عدن مؤتمراً جنوبياً آخر في 1 سبتمبر أي السبت القادم! إن نجاح المؤتمرات هو في خروجها بقرارات هامة تنفذ فعلا وليس في مجرد عقدها والخروج بقرارات لا تنفذ، فما أسهل أن أستأجر قاعة وأعقد فيها بعد 3 أيام مؤتمراً واسميه مؤتمر جنوبي ويحضره مئات وأشكل من بعضهم لجان ثم نتخذ 20 قرار ثم ينفض السامر بل أنه بعد عقد هذا المؤتمر ستعتبرني السلطة رغماً عنها طرفاً يمثل الجنوب وستدعوني لحضور ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني. إعقدوا مؤتمركم، وطبعاً ستكررون الدعوة لوحدة الجنوبيين وعقد مؤتمر يضم جميع ممثليهم، وستقررون رفض المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني فالحوار يجب أن يكون بين طرفين هما الشمال والجنوب، وستؤكدون على حق الجنوبيين في إستعادة دولتهم (التي أضعتموها بوحدة يمنية غير متكافئة) وطبعاً ستذكرون عبارة فك الارتباط 20 مرة (مع أنه لا سند قانوني للمطالبة بفك إرتباط فالبيض وقع على "وحدة" لا إتحاد ينص دستوره على حق الولايات في الإنفصال) مسبقاً أبارك لكم بالنجاح في عقد المؤتمر والفشل في الخروج بنتائج إيجابية تنفذ على نحو ملموس، وماذا حقق المؤتمر الجنوبي الأول بالقاهرة برئاسة علي ناصر والعطاس؟ إن أساليب النضال "الإيجابي" عديدة ولكن من الواضح أنها غائبة عن أذهان قادة الحراك.
مؤتمر الحوار سيكرس الوحدة القائمة، قضي الأمر كثير ممن يدّعون تمثيل الجنوب (وقد فرّخت السلطة بعضهم مؤخراً لغرض عقد ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني) سيحضرون مؤتمر الحوار، فهل صدقتم ما قاله الرئيس ورئيس الحكومة بأن كل القضايا بما فيها إنفصال الجنوب ستناقش في المؤتمر؟ وهل صدقتم ماقاله أمين عام الحزب الإشتراكي لقناة "العربية" (في 20/7/2012) بأن أقل ما تحل به القضية الجنوبية هو الفدرالية؟ أنتم هبلان أم بتستهبلوا فالجنوب لن ينال من المؤتمر إنفصال ولا فدرالية فهناك قرارات صارمة في هذا الخصوص وهي معلنة ولكنكم إما نسيتموها أو تتناسونها لتمشون حالكم مع السلطة بصنعاء بحضور المؤتمر الذي لو حضره أي جنوبي من المعارضة أو السلطة فسيعتبر خائناً لقضية الجنوب فالمؤتمر سيكرس نفس الوحدة القائمة، وألم تلاحظوا أن الرئيس ورئيس الحكومة لم يكررا ما قالاه في البداية عن قابلية كل القضايا للنقاش؟ وأن أمين عام الإشتراكي لم يكرر ما قاله للعربية؟ وبلا فخر أقول بأنه لو كان بينكم أحد مدقق مثلي فسيلاحظ أن حديث ياسين نعمان للعربية لم تنشره صحيفة الحزب "الثوري" كالعادة ونشرت بدلاً عنه (في 26/7/2012) حديثا له مع قناة أخرى تدعى "الميادين" لم يذكر فيه أن أقل حل لقضية الجنوب هو الفدرالية! واضح أن الحكام الحقيقيين بصنعاء (وهم من مدنيين وعسكريين كلهم شماليين) ردعوا الثلاثة المذكورين من تكرار "الكلام الفارغ" الذي تحدثوا به، وثلاثتهم يدركون أنهم تحدثوا بكلام فارغ (وسأثبت بالحلقة القادمة أنه كلام فارغ) وسيكون عذر الثلاثة أنهم يريدون تشجيع الجنوبيين لحضور ما يسمى بالحوار الوطني (الذي ليس للجنوبيين فيه ناقة ولا جمل).. والجنوبي الذي سيصدق أن الحكام الحقيقيين بصنعاء يمكن أن يسمحوا بأنفصال الجنوب أو بتحويله لولاية فدرالية فهو مغفل، وليس ببعيد أن يُمنع حتى طرح موضوع الإنفصال أو الفدرالية لمجرد النقاش..إذهبوا لمؤتمر الحوار ولكن لا تخرجوا منه لتولولوا وتقولوا "خدعونا" "زادواعلينا"! وإذا لم تفهموني يا من تزعمون تمثيل الجنوب فسأنشر لكم بالحلقة القادمة وثيقة هامة ليعلقها كل منكم على قفاه!
الإعتذار للجنوب يفرض محاكمة قادة صنعاء في 94م كمجرمي حرب وصلت محاولات إستهبال الجنوبيين لإستدراجهم لحضور المؤتمر (لينتزعوا منهم الموافقة على بقاء الوحدة اليمنية ثم يقولون لهم سعيكم مشكور) أن تعلن ما تسمى باللجنة التحضيرية للمؤتمر (ولا أعلم أسمها الرسمي ولا أعضائها ولا حتى عددهم ولا يهمني ذلك فمنذ 30 سنة لا أهتم بمتابعة الإعلام الرسمي اليمني وأظن أنها برئاسة الأخ عبدالكريم الارياني، وأستطيع في ظرف 3 دقائق أن أعرف اسم اللجنة وعدد اعضائها واسمائهم ولكنني أستكثر أن أضيع 3 دقائق في متابعة أمور تافهة كالتكوينات السلطوية حتى أنني لا أعرف من تشكيلة الحكومة غير ربعها أو أقل لأنني أصلاً لا أعتبرها حكومة حقيقية تستحق الاحترام، وكما يقول المثل "الخراب بدأ من سفال النقيل" أو "أول القصيدة كفر" وأقصد طريقة تولية الأخ عبد ربه منصور رئاسة الجمهورية فقد كانت لا صلة لها بالديمقراطية وأنما صبغت النظام السياسي بالدكتاتورية وهذا من الأسباب التي تنفي بشكل قاطع صفة "الثورة" عن ما سمي بثورة شبابية شعبية سلمية وكيف تكون من ثورات الربيع العربي وهي لم تحدث مثلها تغييراً في النظام السياسي؟ بل لم تؤدي حتى لتغيير نظام الحكم!) وبالعودة لموضوعي أقول بأن تلك اللجنة التحضيرية أقرت الإعتذار للجنوبيين عن حرب 1994م، وواضح أن اللجنة "واخذاها تهريج وهرجلة" ولا تدرك بأن إعتذاراً مثل هذا هو إعتراف بأن صنعاء شنت حرباً ظالمة على الجنوب تسببت في مقتل آلاف الجنوبيين وجرح وإعاقة الكثير منهم فالإعتذار لن يكون مثلما يتوهمون "سامحونا ونحن آسفين وسنفتح معكم صفحة جديدة والسلام عليكم" وإنما يجب وبالضرورة أن يعقبه محاكمة كل القادة المدنيين والعسكرين بصنعاء أثناء حرب 1994م كمجرمي حرب (وكذا الإعتذار عن حروب صعدة يفترض أن يؤدي لمحاكمة قادتها بصنعاء كمجرمي حرب).
عندما يوظف الحراك السلمي لخدمة السلطة! الأخ أحمد الحسني عندما لجأ سياسياً إلى بريطانيا منذ نحو 5 سنوات كتبت في صحيفة "الناس" وأنتقدته واسميت النضال من الخارج ب "النضال السياحي" فالنضال يجب أن يكون من الداخل، والآن استمع لي (بعد 5 سنوات فقط !) وعاد ليناضل من الداخل, ولكن لم أقل لك يا حسني عد للداخل لتلف الجنوب من باب المندب إلى حوف مثلما صرحت عقب عودتك بأنك لن تقعد ببيتك لتستقبل الزوار قاصداً الأخ محمد علي أحمد ولكنك أنت الذي ستذهب إليهم! صحيح أن محمد علي ريّح نفسه لكنه على الأقل إخترع أسلوب أمّا أنت فستكرر أسلوب باعوم بل ستكرره رغم ثبوت عدم جدواه! فلماذا ستتعب نفسك في لف الجنوب؟ لكي تشرح للناس قضية الجنوب؟ كلهم يعرفونها... لكي تستمع لمطلبهم؟ كلنا نعرف أنهم يطلبون الإنفصال (وإن كنت أنا مع تحويل الجنوب إلى ولاية فدرالية ضمن الجمهورية اليمنية فلست مع وحدة ثبت فشلها لكنني لست مع الإنفصال فقد نشأت نشأة وطنية وقومية في أسرة رجالها لديهم مبادئ أخلاقية وسياسية سامية لهذا أؤمن بوحدة الشعب اليمني ووحدة الشعب العربي وأن الجنوب جزء من اليمن واليمن جزء من الوطن العربي). المثل يا حسني يقول "المجرب لا يجرب" فحسن باعوم لف الجنوب ولم يكن نضاله غير لف في لف والمحصلة كانت صفراً فلم يتقدم الحراك شبراً بل بالعكس أسفر هذا النوع من النضال الغير مجدِ عن التضحية بالمئات من شباب الجنوب ما بين قتيل وجريح ومقعد، إنه لا يعتبر نضالاً حقيقياً (هو نضال يخدم السلطة بصنعاء أكثر مما يخدم قضية الجنوب) ولن يفهم مغزى العبارة بين قوسين غير الأذكياء المطلعين على تاريخ حركات التحرر الوطني في العالم وأما غير المطلعين فستكون نسبتهم 99% فقلة هي التي تهتم بمعرفة ذلك التاريخ لذا فانني أضيف ما يوضح لهم المغزى: هل لاحظتم أن مئات الشباب الجنوبي الذين سقطوا ما بين قتيل وجريح ومقعد لم يكن بينهم أحد من قادة الحراك؟ وهل لاحظتم أنه قد يُعتقل منهم "زعيم" لكنه دائماً يخرج سالماً معززاً مكرماً! وهل لاحظتم أنه رغم مناداته بفصل جزء من إقليم الدولة إلا أن السلطة تتولى علاجه بأفخم المستشفيات بالخارج فيما أجهزتها تقتل شباب الحراك؟ وسأزيد التوضيح بمقال قادم.
تنويه : باعوم للآن لم ينفي أنه عندما كان في المستشفى بالسعودية قام بتزوير التاريخ الوطني للجنوب أمام حثالة حضرموت المسماة عبدالله بن آل عبدالله (وهذا ليس اسمه الحقيقي، فهؤلاء القوم حياتهم كلها تزوير وغش وخداع)، وعدم النفي يعد إعترافاً ضمنياً بإنه قام بذلك، وبذا إستحق أن أرد عليه، ولا تظنني سأكتفي بإثبات عدم صحة ما حاولت تزويره! أنت بدأت فحاولت التزوير والكرة الآن في ملعبي. لا أحاور المنحطين من أدعياء العدنية 9 مساء اليوم الأربعاء 29 أغسطس، طالعت بعدد اليوم من "الأمناء" التي خصصتها كصحيفة ورقية مع "عدن أون لاين" كصحيفة ألكترونية لنشر سلسلة مقالاتي "التآمر على دولة الإستقلال وأكاذيب عبدالفتاح اسماعيل" طالعت بصفحتها الأولى صورتي وبجانبها صورة الواطي المدعو جبران شمسان مع عنوان يقول "نجيب الشعبي وجبران شمسان في مساجلة ساخنة على صفحات الأمناء"!! إنها مهزلة ووقاحة فأنا نجيب قحطان أبن قحطان محمد الشعبي أدخل في مساجلة (أي حوار يأخذ شكل أخذ ورد) مع شخص أصفه دائماً في مقالاتي بأنه أحط إنسان بعدن وأنه من حثالات الحجرية ويدعي العدنية؟ منذ شهور وبينما أنا أكتب في "الأمناء" نشرت له الصحيفة مقال كله تلفيقات وشتائم وبذاءات لي ولوالدي وحينئذ إعتذر لي الأخ عدنان الأعجم ناشر ورئيس تحرير الأمناء وقال لي "أوعدك وعد رجال بأن الصحيفة لن تنشر ثانية لجبران" ونشر بالصفحة الأخيرة من العدد التالي تنويهاً بارزاً يعتذر عما نشر في الصحيفة ويمس الرئيس قحطان الشعبي وأن الصحيفة لا تقبل أن يمس أحد بالرجل الذي كان على رأس السلطة الوطنية كأول رئيس للدولة في الجنوب. وحينئذ علمت بأن عدنان لم يكن له علم بمقال المدعو جبران وأن المسئول هو المشرف العام على الصحيفة عيدروس باحشوان وأعرفه شخصياً عندما كان يعمل في "الأيام" أما عدنان الذي لا أعرفه إلا عبر الهاتف فهو رجل طيب ومحترم. حينئذ قاطعت "الأمناء" وواصلت مقالاتي بصحيفة أخرى وأشرت إلى ما حدث وقلت بأنني لن أنزل بمستواي إلى مستوى الواطي جبران لأرد على تلفيقاته وشتائمه فقد سبق ذات مرة أن رددت عليه ومسحت به الأرض وقدمت الإثباتات على أنه أكبر كذاب في الدنيا ومتجرد من الأخلاق الفاضلة ولست مستعداً للرد عليه ثانية فحقه معه وزيادة. وكنت قد أنتقلت للكتابة بصحف تصدر من صنعاء وعندما أنتهيت من إعداد الحلقة 1 من سلسلتي عن التآمر وأكاذيب عبدالفتاح نصحني جميع الأصدقاء بأن أنشرها بصحيفة جنوبية فالأحداث التي أتناولها تهم الجنوبيين أكثر من الشماليين فعرضت الأمر على الأخ عدنان فرحب بنشرها في "الأمناء" وهكذا نشرت الصحيفة لي اليوم الحلقة 3 ولكن فوجئت بالتنوية عن مساجلة بيني وبين الواطي فلم أفتح الصحيفة ويشهد الله على أنني لم أطالع أي فقرة من مقالته فما ناقص إلا أن أن أقرأ لهذا الواطي (المنتمي لأسرة كلها سمعتها بسم الله ما شاء الله زي الزفت!). ولكن كتبت رسالة هاتفية لعدنان أسأله هل هذا هو وعد الرجال بأن لا ينشر لذلك الواطي مجدداً؟ فرد بأنه الآن شاف الصحيفة فهو في إجازة مرضية وباحشوان هو المسئول عن النشر، فرددت عليه بأنك أنت المسئول لأنك الناشر ورئيس التحرير وأنا لن أكتب لكم مجدداً وخلوا الواطي يكتب لكم وأنني أعدك وعد رجال بأنني سأتوقف عن الكتابة لكم وللأبد وستعرف كيف وعود الرجال فالرجال إذا وعدت لا تخلف بل تفي بوعدها ولو على رقبتها، فرد علي بالآتي "لا تتوقف، لك جمهور، أنا أوعدك بالتصرف، الرد عليك يدل على إنك تسرد حقائق، وجبران ليس معروفاً بقدرك". فرددت عليه "وهو كذلك، لكن أتوقف عن الكتابة للأمناء حتى أرى مدى قوة تصرفك وتنفيذك لوعدك الجديد". والكرة الآن بملعب الأخ عدنان الأعجم.
تنويه: نعتذر للقراء الكرام لعدم نشر تعليقاتهم على الموضوع نزولا عند رغبة الكاتب.
