هنا الخراف قد دعممت رؤوسها *** وهزت أذنابها فرحاً بشفرة الظلم رحمة الله على شهداءنا الأبرار في كل أرجاء الوطن كما أراد الله لهم ذلك ولا أقصد بذلك شهداء الوساطة والأوسمة المغشوشة والملفقين إلى كشف الشهداء والمحسوبين عليهم حتى أن بعضهم قد مات تنافس على حرضة سلته أو صحن عصيد حماقة الجشع جعلته يهدر دمه الخالي من سائل الأخلاق ونسب إلى الشهداء زورا وبهتانا في بلد مشهور تاريخيا بالوساطة والزور والبهتان منذ هدايا ملكة سبأ إلى نبي الله سليمان عليه السلام. تركة ثقيلة تركها لنا آباء وأجداد مخدرون بالقات لايقلوا عنا شأنا اسموا كل أيام السنة أعياداً كي يتكيفوا بمجالس النفاق والشقاق مع هذه الشجرة المخدرة ليواكبوا واقعهم المنحرف. وطني ياوطن الأعياد ووطن الميعاد ميعاد الظلم ميعاد النفاق ميعاد الأنانية ميعاد الفشلة والمزورين آخرهم وزير تعليم عالي بشهادة بكلاريوس. وطني ياوطن الفقراء لم يترك لك الزبيري جرحه الدامي بل ترك لعنة تلاحقهم كما تركها الثلايا ومدرم ولبوزة إلى ما لانهاية شعب كل ما يهمه تحريك رأسه وهز جوانحه كلما سمع صوت طبلة أو مزمار ومقايل سلطانية لتلميع أحذية الظلمة واسترداد الرجولة الهابطة بحكايات الأجداد الذين ربما لم يكونوا سوى غلطة من هفوات التاريخ لم يكن يتوقع أن يضعها بين خراف تمنوا في لحظة من اللحظات المستبدين والمستعمرين واسرفتهم سوامري العصر عن طريقتهم المثلى. ظلموك أجدادنا ياوطني وظلمناك نحن أيضاً كم أثقلوك بالأعياد الزائفة عيد سبتمبر وأكتوبر والاستقلال وعيد النظام الجمهوري وعيد حصار السبعين وعيد الوحدة وعيد اجتياح الجنوب وعيد الميلاد وعيد العمال وعيد العام الهجري وعيد الأم وعيد الحب وعيد انطلاقة الحراك وعيد تأسيس الجيش الجنوبي وعيد الحسين وعيد تسليم السلطة العفاشية وعيد فبراير وعيد كنتاكي وعيد المعجلة وعيد الأسير الجنوبي وعيد رحيل المخلوع وعيد وعيد وعيد وهلم جرا............ لم تنتهي تخديرة القات بل شرع الشعب المخدر أعيادا وأعياد أخرى حتى جعل الخميس عيدا وكل أيام الأسبوع أعياد كي يقعد يتغنى ببطولات كاذبة بعيدة عن الواقع فالإمام ضل يدوس الشعب اليمني في الشمال وشعر في الأخير بالملل بعد أن بليت أحذيته وصاحت بأي ذنب يضرب فقرر الانصراف بعد مداهمة منزله البسيط بقوة عسكرية مصرية هائلة ساندت الشعب المداس كي تعطيه بعض نواحي الرجولة فعاقبتهم البيئة الضحلة وقررت دفنهم على ترابها احتراما وتقديرا لأم الدنيا مصر كي لا يعودوا ملوثين إليها. وكذلك الشعب في الجنوب مائة وتسع وعشرون سنة من الاستعمار الذكي هرمت بريطانيا من شعب يزداد حماقة مع كل فكرة تحضر فهرمت وشاخت فقررت الرحيل بعد أن انهكتها قبصات البعوض والقمل. وانتم لازلتم تخدعونا يا مرشدي ويا محمد سعد عبد الله ويا أيوب طارش ويا أبو بكر سالم ويا سنيدار ويا عطروش ويا أحمد قاسم سامحكم الله جميعا لقد غشيتمونا طوال حياتنا بالأهازيج الفرهة الخالية من عرى الواقع نحتفل كل لحظات أعمارنا بأعياد ليس لها معنى وليس لها بطولة صادقة نموت جوعا ونزداد فقرا ونفتخر بذلك كي نسمى البلد السعيد استمروا بالأهازيج استمروا بالأغاني وهز الكتف مع الرأس والأذناب ببساطة لأننا شعب مخدر.