يتقلب الحوثيون في مواقفهم وأرائهم السياسية وفق توجه إيراني مشبع بالمكر وكأننا أما جهاز الكتروني يديره آية الله من بعد عبر ريموت كنترول . تارة تجدهم يبدون استعدادهم للدخول في حوار وطني شامل ويتم تعيين أعضائهم المشاركة في اللجنة وتارة أخرى يتم تغير تلك الوجوه بناء على أمر جاءهم من طهران . وليس في ذلك من غرابة ما الذي ننتظره من قوم باعوا أنفسهم وعقولهم بثمن بخس لا يرون إلا ما يراه الآية العظمى ولا ينطقون إلا بما يمليه عليهم أحمدي نجاد وكأنهم مسخ من تلك الوجوه . العجيب والغريب في الأمر أن قيادة المشترك والتي خبرة الجماعة سنين طويلة وتعاملت من هذا اللون المتقلب بحسن نية توقع معهم الاتفاقيات ويعلمون أنهم ناكثوه قبل ان يجف مداده والأدلة على هذا ليست بقليل . هل أصيبوا بالبلادة القاتلة التي لا يرجى شفاؤها أم كسبوا بعضا مما لدى جماعة الحوثي عن طريق المجالسة التي تؤدي لطول مداها الى المجانسة والمماثلة وأخذ الطباع دون وعي . ستظل جماعة الحوثي تأخذ بالتمدد على الأرض وقيادات المشترك جامدة على طاولة الحوار منتظرة البشرى من السيدي عبدالملك . وصول الحوثيون إلى تعز والى غيرها من المحافظات اليمنية وتأثيرها على أكاديميين فضلا عن غيرهم من عامة الشعب دليل على مدى النهم لدى هذه الجماعة باستقطاب ضعاف النفوس والذين يؤثر فيهم المال ويتأثرون به . قبل الدخول في حوار وطني ستشترط جماعة الحوثي على المؤتمرين المحاصصة والاعتراف الكاملة بدولة لهم على ارض صعدة وما جاورها من المحافظة كحسن نية للدخول في هذا المؤتمر وإنا لا أقول هذا رجما بالغيب لكنه الواقع الذي عمل عليه الحوثي . هل لدى جماعة الحوثي نية لترك الحوار من أفواه البندقة التي يحملها أعضاء هذه الجماعة ويعمدون إلى ترهيب الناس في صعدة وحجة وعمران والجوف بل ويلجؤن إلى القتل والتعذيب كم فعلوا بأحد الأفراد المنتمين إلى محافظة تعز مديرية ماوية ذلك الرجل الأمي الذي كافح من اجل لقمة عيش كريمة ليسد بها رمق أسرته فعمدوا إلى قتله بحجة انه عميل للمخابرات الأمريكية . الحوثي يعلم والكل يعلم أن الحوار وأنت في موقع القوة هو عبارة عن إملاءات لشروطه مثلما يريد وكيفما يريد ووقت ما يريد وأن دونه هو استجداء غير مرغوب فيه ولا يحقق أي نتيجة . أتمنى أن يكون رأي خاطئا في هذه الجماعة وأن ما ذهبت إليه عبارة عن أوهام ليس لها في عالم الحقيقة وجود وان الجماعة حسنت نيتها وتوقفت عن أعمالها التي أساءت لها في السابق وأنهم عند حسن الظن على الأقل في الأمور التي تتعلق بالوطن .