انتهت الحرب في ابين..ومرت اكثر من خمسة اشهر منذ تحريرمدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين من فلول القاعدة ومازالت الامور كماهي تماما، ولم يرى المواطن الابيني- الذي عانا صنوف العذاب ، ومرارات النزوح وويلات الحرب – أي بوادر مشجعة تدفعهم الى العودة الطوعية الى ديارهم التي (هجّروا ) منها غسرا طوال عام ونيف ودمرتها الحرب الظالمة..فلا وجود لسلطة محلية ترتب اوضاع المواطنين ، ناهيك عن استقبالهم وإيوائهم وخاصة لمن دمرت الحرب منازلهم ، وهذا الغموض في سلوك السلطة المحلية يثير الكثير من علامات الاستفهام والحيرة لدى ابناء ابين الذين مازالوا لم يستفيقوا بعد من الصدمة المؤلمة وآثارها النفسية والاقتصادية ، فلا وجود للسلطة المحلية لتسهيل احتياجات الناس الظرورية، ولاوجود للامن العام ليشعر المواطن معه بالطمأنينة والامان ، ولابوادر او مؤشرات على بدء عملية الاعمار لما دمرته الحرب ولاازالة مخلفات الحرب –ناهيك عن التعويضات - ومايراه المواطن حاليا هو التجاهل التام لابين واهلها وكأن هناك من لايريدها ان تخرج من دائرة الماساة . وفي ظل هذا الغياب الغامض للسلطة المحلية حاولت اللجان الشعبية – وباجتهادات ارتجالية- ان تسد الفراغ( الامني) فقام اعضاؤها بمحاولات ضبط الامن في عاصمة المحافظة ومدنها الاخرى، لكنها تظل اجتهادات فردية لاترقى الى مستوى ضبط الامن العام بكل تفاصيله واشكالاته. حتى ان اللجان الشعبية لما راوا غياب السلطة غير المبرر أقدموا على ما يشبه التعيينات الادارية لسد الفراغ فعينوا مديرا عاما لمديرية زنجبار ليفاجئوا بتعيين آخر من قبل المحافظ(الغائب) عن المشهد( لايرضونه) فاصبحت العاصمة تدار براسين !! ولاشك ان هناك القليل جدا من مدراء العموم مازالت لديهم بقية من وطنية فابوا ان يتواروا عن الانظار .. فبدأ المواطن يرى نشاطهم واقعا مما خفف عنه بعض هذه الهموم .. انهم اربعة مدراء لاغير : مديرعام المؤسسة المحلية للكهرباء م. احمد الدحه ونائبه م. احمد عسيري الذي انجزا حتى الآن مايقارب من80% من اعادة التيار الكهربائي الى المدينة ومديرعام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي م.صالح محمد صالح الذي انجز اكثر من90% من عمل المؤسسة ومدير صندوق النظافة الاخ محمد علي العدني الذي يقوم عماله يوميا بتنظيف الشوارع ومدير مكتب الصحة بزنجبار د. عبد القادر باجميل الذي انجز اكثر من 50% من اعادة تأهيل المرافق الصحية وانزل فرق طبية متجولة الى الاحياء لمعالجة المرضى وتطعيم الاطفال ..وهؤلاء (حصرا) هم المدراء(الاربعة) الذين باشروا عملهم في المدينة ولم يتغيبوا عنها تحت مبررات واهية كنظرائهم في المرافق الاخرى. وبهذا الفعل فانهم قد اقاموا الحجة واضحة على كل مدراء عموم فروع الوزارات والمصالح الحكومية الذين مازالوا يتنعمون بمخصصات مرافقهم في محافظة عدن ويشيدون العمران دون ان يسالهم احد السؤال الشهير: من اين لك هذا؟ ومؤخرا جاءوا ب(طارق الفضلي) الى زنجبارالمتهم بالارهاب كي يعيدوها (جذعة) بلغة العرب وكادت الامور ان تعود الى المربع الاول لولا صمود اللجان الشعبية (بتوفيق الله تعالى) لينتهي الفلم بعد ازهاق روحين من المقرر بهم على مذبح الفضلي . وفي وضع كهذا يحق للمواطن الابيني ان يتساءل بعفوية: لماذا يساء اختيار المسؤلين على ابين حتى بعد الثورة الشبابية؟ وهل مازالت ابين بحاجة الى استمرار المأساة حتى تنتفخ جيوب ما تبقى من الفاسدين على حساب جراحات وآلام المواطنين؟ وهل اصبحت ابين ساحة صراع لايبنغي ان ينتهي؟ وأخيرا: هل ذهبت تضحيات الثورة الشبابية بالغالي والنفيس من اجل اعادة الوجه المشرق لليمن السعيد.. ادراج الرياح؟! اشارة: تعاقب على ابين منذ 30نوفمبر 1967م الى اليوم حوالي (17) محافظ كلهم سواء.. باستثناء اثنين منهم (حصرا) الذي لمس المواطن الابيني منهما عملا جادا وانجازات واضحة للعيان لاينكرها الا جاحد..انهما: محمد علي احمد وفريد مجور.. فلهما منا كل تقدير واحترام..والسلام.