يدرك البلجيكي توم سينتفيت مدرب اليمن، صعوبة تحقيق أول فوز في تاريخ مشاركات فريقه في كأس الخليج لكرة القدم، لكنه يتمسك بالأمل ويحلم بتحقيق انتصار واحد في بطولة خليجي 21 التي تستضيفها البحرين. ولعب اليمن 18 مباراة منذ بداية مشاركاته في كأس الخليج ولم يجمع سوى ثلاث نقاط من التعادل في ثلاثة لقاءات، ولا يزال يبحث عن فوزه الأول لكن القرعة أوقعته في مجموعة صعبة تضم الكويت المدافعة عن اللقب ومنتخب السعودية وصيف البطل في آخر نسختين والعراق بطل آسيا عام 2007. وقال سينتفيت: "قلت بوضوح في المؤتمر الصحفي عند تقديمي لتدريب اليمن منذ نحو ثلاثة أشهر اني أريد الفوز بمباراة واحدة وبعض الصحفيين في المؤتمر ضحكوا عندما قلت ذلك". وأضاف المدرب السابق لناميبيا واثيوبيا الذي يصف نفسه بأنه طموح جدًا ويعشق كرة القدم "لو فزنا ستكون معجزة لكن في ناميبيا واثيوبيا حققت معجزات وأنا هنا لتكرار المعجزات وهذه هي وظيفتي". وتابع "كانت ناميبيا تخسر دائمًا قبل قدومي وغيرت ذلك واثيوبيا كانت تخسر كثيرًا وغيرت الأمر.. أعتقد أني طالما فعلتها هناك يمكن أن أفعلها مع اليمن، إذا فزنا بثلاث نقاط سأصبح طوال العمر أهم مدرب في اليمن". ومضى المدرب البالغ عمره 39 عام قائلاً: "لا أخشى من هذه المهمة وأدرك صعوبتها لكني أؤمن أنه إذا نفذ اللاعبون تعليماتي وحالفنا بعض الحظ سيكون بوسعنا الفوز في مباراة". ويبدأ اليمن مشواره بعد غد الأحد بمواجهة الكويت الفائزة باللقب عشر مرات وهو رقم قياسي قبل أن يلعب بعد ذلك مع السعودية ثم العراق. ولا يجد سنتيفيت حرجًا في الاعتراف بأنه سينتهج أسلوبًا دفاعيًا رغم أن ذلك يتسبب في كره البعض له. وقال المدرب البلجيكي: "يكرهني كثيرون لأني أحب الدفاع، أحب أسلوب اللعب الإيطالي، تشيلسي فاز بدوري أبطال أوروبا بهذه الطريقة، الكثير من المدربين يحبون الكلام الجميل وعن نيتهم الهجوم مثل برشلونة". وأضاف "لا أحد يمكن أن يفعل ذلك في العالم لأنه لا يوجد غير برشلونة واحد ولا يوجد سوى (ليونيل) ميسي واحد.. أنا مدرب واقعي وألعب وفقًا لإمكانيات فريقي، وإذا واجهت هونج كونج أو مكاو سأهاجم لكن أمام السعودية والعراق والكويت سيكون أول شيء (أفكر فيه) أن التعادل بدون أهداف يمنحنا نقطة.. وتسجيل هدف واحد يضمن لنا الفوز". وأردف "أريد نسبة صفر بالمئة في الاستحواذ على الكرة.. لا أريد الكرة بل أريد نتائج وهذا ما فعلته مع كل الفرق السابقة، هذه فلسفتي مع أي فريق أدربه". وإضافة إلى الصعوبات المعتادة التي تواجه اليمن في بطولات الخليج بسبب الفارق الكبير مع المنافسين أكد سنتيفيت أنه عانى في اختيار تشكيلة الفريق بسبب توقف الدوري المحلي. وقال مدرب شباب الأردن السابق: "إنه تحدث إلى مساعديه عن أسلوب اللعب الذي ينتهجه وطلب منهما المساعدة في اختيار اللاعبين وهو ما تسبب في غياب القائد السابق علي النونو". وتابع "اختيارات مساعدي المدرب لم تتضمن النونو"، مضيفًا أن الباب لا يزال مفتوحًا أمام صانع اللعب المخضرم إذا شاهده على الطبيعة. ورغم تعيين سينتفيت في أكتوبر الماضي لم يلعب اليمن ‘لا مباراة ودية واحدة أمام لبنان حتى شارك في بطولة غرب اسيا الشهر الماضي ثم لعب بعدها مباراتين وديتين أمام الإمارات. وقال المدرب البلجيكي "في بطولة غرب آسيا أظهرنا أن اليمن بوسعه تحقيق مفاجات وبالنسبة لي لعبنا بشكل جيد ولعبنا مباراة متكافئة مع البحرين وخسرنا 1-صفر في الدقائق الأخيرة". وأضاف "أنا سعيد وفخور بلاعبي فريقي والبعض يقول إنك خسرت (المباريات الثلاث)، نعم خسرنا لكن طريقة خسارتنا جاءت بعد أداء قوي ولم نخسر 4-صفر أو 5-صفر". ولم يبلغ سينتفيت الأربعين من عمره ومع ذلك خاض تجارب عديدة في عالم التدريب في أوروبا وافريقيا وآسيا، وأكد أن حلمه الرئيسي هو الوصول مع أي منتخب إلى نهائيات كأس العالم. وردًا على سؤال حول إمكانية تحقيق ذلك مع اليمن قال المدرب الصريح "الوصول لكأس العالم غير واقعي وهذا حلم من الصعب تحقيقه (بالنسبة لليمن) في غضون عشرة أو 15 عامًا". وأضاف "أريد لليمن تحقيق فوز واحد في كأس الخليج وسيكون هذا مهما للفريق ولي وحتى أكون واقعيًا ربما أتلقى عروضًا أفضل وأكون كاذبا لو قلت غير ذلك". واستطرد قائلاً: "يجب أن يثق اللاعبون في أنفسهم والتوقف عن التفكير في الخسارة، لماذا أقول إننا سنفوز؟ لأني لو قلت إننا لن نفوز فلا داعي للعمل، أنا مدرب شاب وطموح جدًا وأريد تحقيق نتائج إيجابية والوصول إلى القمة".