إذا انحسرت دائرة المحبة ، وانتشرت بدلا عنها وتوسعت دائرة الكراهية ، إذا تحول البغض والكره إلى ثقافة ، تَتَرجم إلى سلوك بين أفراد المجتمع الإنساني ، فيصير مفسدة من أكبر المفاسد ، نعم ... إن من أكبر المفاسد في أي مجتمع ، أن يتربى أفراده على الكراهية فيما بينهم ، وأشد منها أن تصبح الكراهية ثقافة عامة لَدَى فئة من فئات المجتمع ضد من يعيش معهم أو ضد غيرهم ، فذلك سبب لفساد عريض في حياة ذلك المجتمع ، إذ يقع بينهم التدابر والتباعد والتحاسد والشحناء والكيد والخصومة ، وقد نهى رسول الله عن هذه الأمراض العضال إذ يقول : [ لاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً ] . رواه أحمد والذي يزرع الحنظل لا يجني العنب كما قيل في الأمثال . ان ما حدث من جريمة بشعة في سوق المعلا التي قتل فيها احد الباعة المتجولين بدم بارد ليس بسبب امتناعه عن دفع الاتاوات المفروضة بالقوة ولكنها ثقافة الكراهية . وقتل الجندي بعد اسره من قبل مجموعة مسلحة في الضالع والتمثيل بجسده وفصل راسه عن جسده وهو مثال اخر بشع على ثقافة الكراهية والحقد . ف الى اين يقودنا هؤلاء الذين ينشرون الاحقاد وثقافة الكراهية في المجتمع ؟ اما من خلال فتاويهم الصادرة عن الجهال الذين تدثروا بجلباب العلماء فجأة وانشأوا لهم هيئة لا شرعية , او من خلال قناة موت عدن ( عدن لايف) التي تنشر الحقد والكراهية وتعمل على تدمير نسيج المجتمع في الجنوب , او من خلال بعض الكتاب والصحفيين والاقلام المأجورة التي تعيش على القمامات واعراض وارواح الناس . لابد لأبناء عدن خاصة وابناء الجنوب عامة ان يقفوا جميعا في وجه هذا الجنون وفي وجه هذه الثقافة الدخيلة على مجتمعنا العدني والجنوبي , يجب ان يرفع الجميع اصواتهم برفض نشر ثقافة الحقد والكراهية في المجتمع .