لاشك أن ما حدث للشابين (أمان والخطيب) في مساء يوم الأربعاء الماضي في العاصمة صنعاء كان حدثا مؤلما, ليس لأنهم قتلوا مع تأكيدنا على قداسة النفس البشرية, وعلمنا أن القتل جريمة إنسانية من الدرجة الأولى وعلمنا أيضا أن القتل في اليمن أصبح من المألوفات ومن الجرائم التي لا يعاقب عليها القانون, خاصة عندما يدخل القاتل تحت عباءة الشيخ..لكن الطريقة التي قتلوا بها كانت في قمة البشاعة من جهة وتعبر عن الروح المتجبرة والمتعالية على كل القيم والمعتقدات من جهة ثانية.. فهل صار الشيخ غولا إلى هذه الدرجة التي لا يقف أمامه أحد حتى وأن تجاوز الحق الإلهي والقانوني والإنساني؟! إذن ما الفرق بين أن يقتل شاب فلسطيني على يد يهودية يطالب برحيل اليهود وشاب يقتل بمجرد أنه تجاوز موكب الشيخ الفلاني أو العلاني لأن لديه موكب عرس يمشي تحت عناية الشيخ المقدسة, كنت أظن أن من ساند الثورة سيكون سندا لها في بسط الأمن والاستقرار وحماية الأرواح التي زهقت من أجل أن تهب الحياة للآخرين ولكن ما حدث يجعلنا نتوجس خيفة من أن النيات كانت تعني المزيد من الصلاحيات والمزيد من التسلط والمزيد من العنجهية, مما يجعلنا نعيد النظر في ما يحدث في الشمال من قبل بعض المشايخ, وكأن ما يردده الجنوبيون المناوؤن للوحدة صحيحًا في عدم مصداقية الأخوة في الشمال في بناء دولة الجميع دولة القانون والاحتفاظ بدولة الشيخ مما يجعلنا نتوجس من توجه كهذا . وحتى لا نعطي لمثل هذه الأقلام والألسن فرصة لتأكيد مقولتها على السلطة القبض على القتلة ومحاسبتهم حتى نثبت للجميع أن ما بعد الثورة ليس كمثل ما قبلها وأن الدولة لحماية الجميع وليست دولة للشيخ وحماية مصالحه وبلاطجته.