عدن اونلاين/وئام الصوفي في ساحة الحرية بتعز حطت الشهيدة ياسمين الأصبحي حلمها الكبير لوطن أجمل وغد أفضل لكل أبناء وطنها.. يقول أحدهم في وصفها إنها نقية السريرة وحسنة السيرة وعميقة التأمل وآية عشق خطتها على رمال شاطئ ساحة الحرية بتعز.. " حياة حافلة بالعطاء والكفاح متميزة بنبل قيمها ودماثة أخلاقها وبساطة تعاملها مع الآخرين. الشهيدة ياسمين سعيد سيف علي الاصبحي من مواليد عام 1987قرية الاصابح - شعبة جعف – الحجرية، طالبة في السنة الثانية في كلية التربية جامعة تعز قسم تربية خاص وحاصلة على تسع شهادات في دورات تدريبية متنوعة. أما ياسمين الثائرة فهي منذ بداية انطلاق الثورة توقفت عن دراستها لتشارك أبناء وطنها ثورتهم وكانت أحد أبناء مدينة الثورة تعز الذين أشعلوا شرارة الثورة منها لتنتقل شرارتهم المباركة إلى جميع ربوع الوطن، ليكتمل بذلك فصول ثورة شعب ينشد الحرية ويصعب إخمادها ممن يحاولون ذلك، فأنى لهم فهي إرادة الشعب التي لا تقهر مستمدة من إرادة الله وهي السيل الجارف الذي تجرف أمامها كل من يعترض طريقها اليمن. الثورة التي أسهبنا في الحديث عنها كانت يوماً ما شرارة بسيطة أطلقها فتية عشقوا الوطن وكانت ياسمين واحدة من أولئك الفتية، الذين آمنوا وبعدالة قضيتهم وفي المقابل قمع النظام لأولئك الشباب جعل من البسيط عظيماً فكبرت معه الثورة واستجاب اليمنيين لنداء الشباب وقويت الثورة لترتقي إلى أن تصبح ثورة شعب بأكمله، تميزت بصفات وتفردت بخصائص على باقي نظيراتها في الربيع العربي. والفضل هنا يعود لأولئك الشباب طليعة الثورة وشرارتها الأولى في مدينة الحلم والعلم والثقافة والنضال في تعز الثورة وياسمين احدهم سيذكر لها التاريخ ورفاقها هذا الجميل كيف لا وهم من واجهوا قمع النظام ورصاصاته الغادرة بصبر وثبات. سقط منهم شهداء وجرحى غير أن أرواحهم الثورية لم تسقط وحناجرهم لم تهدأ، يواجهون الدبابة والمدفع والبندقية بشعارهم الخالد النصر أو الشهادة. أبتسم شباب تعز ورجالها ونساؤها وأطفالها لثورة الشعب السلمية وعاهدوها على النصرة وقدمت الشموخ والإباء بيرقاً من بيارقها، فكانت الشهيدة ياسمين سعيد الأصبحي نموذجاً فريداً في التضحية والفداء والعمل الدءوب. ياسمين الثائرة شاركت في المسيرات التي تنطلق من ساحة الحرية وكان لها نشاط كبير وملفت للنظر في الساحة، وبعد محرقة ساحة الحرية في 29/5/2011، سعت ياسمين جاهدة لإعادة وهج الساحة ونشاطها من خلال المشاركة في المسيرات اليومية الصباحية والمسائية. كانت ياسمين مخطوبة - وفي هذا الشأن نتقدم إلى خطيبها بتعازينا بالإضافة إلى جميع أهلها - وكانت تتمنى أن تقيم عرسها في الساحة فباعت دبلتها وجمعت التبرعات لإعادة المنصة (منصة ساحة الحرية) أفضل مما كانت فكان لها ما أرادت. ساهمت في عدة فعاليات ومشاركات في الساحة وكان لها مشاركة ومساهمة فاعلة في شراء العديد من البطانيات للساحة وكذلك جوائز الدورات التدريبية وكان عيدها هذا العام ممثلاً في صناعة الكعك وبعد صلاة العيد في الساحة كانت في طلعتها البهية وبساطة تعاملها تقوم بزيارة الجرحى والمصابين هي وزميلاتها بمجهود ذاتي وفردي لمعايدتهم وتقديم ظروف فيها مبالغ مالية رمزية مع كعك العيد. ياسمين في آخر أيامها رفعت شعار (الموت ولا المذلة) وكأنها ترى مصيرها أمام عينيها. قصة استشهاد ياسمين في يوم جمعة لا حصانة للقتلة 11/11/2011 استشهدت ياسمين في ذلك القصف الذي شنته قوات السلطة على المتظاهرين في الساحة مستهدفة مصلى النساء في ساحة الحرية بتعز بقذيفة غادره أطلقتها قوات صالح المتمركزة في مستشفى الثورة للخدمات العسكرية بدلاً أن تكون مرفقاً حكومياً لمساعدة الشعب فأصبح معسكراً للخدمات العسكرية في القصف والقتل. أستشهد من أستشهد في ذلك اليوم الدامي وجرح من جرح وكانت ياسمين إحدى شهيدات قذائف صالح، حيث اخترقت شظية رأسها، بينما هي كانت تستمع لخطبة الجمعة مستعدة للصلاة ولكن كان لها لقاء آخر مع ربها شهيدة مطلقة بسمة الخلود في عرسها الأول والأخير إلى الجنة. تمنت أن تزف عروساً في الساحة غير أنها زفت شهيدة منها تمنت أن يكون عرسها في الساحة وتزف منها وسط حشد كبير وفعلاً زفت من الساحة شهيدة في يوم الجمعة الذي له في حياة المسلمين فضلاً ومكانة وله عند اليمنيين ميزة خاصة، ففيها دخلوا في دين الله أفواجاً حباً وطواعية، هي الجمعة إذن عيداً ويوم إجازة ويوم الثورة والقيامة. خالد سعيد سيف شقيق الشهيدة الأخير يتحدث عن شقيقته وحياتها اليومية في المنزل ويروي قائلاً: كانت ياسمين منذ طفولتها طيبة وخدومة واجتماعية ، تقوم بمساعدة الأهل وتساندهم وكذلك مع الجيران والأصدقاء فبفراقها تحسر الكثيرون. عن حياة ياسمين الثورية يقول خالد: أتت الثورة فكان لها النصيب الأكبر من اهتمام شقيقتي ياسمين فخرجت من يومها الأول وكان دافع خروجها هو ضياع حقوق الناس وكانت ترى بأن الشباب في هذا البلد وفي ظل هذا النظام لا مستقبل لهم رغم حصول بعضهم على شهادات عليا، إلا أنهم عاطلون عن العمل. ويتابع خالد: ياسمين خرجت للساحة بشعورها أن هناك حقوقاً ضائعة، إخونها وأخواتها كلهم خريجون ولم يلاقوا وظائف، أختها الكبيرة لها خريجة تسعة أعوام ولم تلاق وظيفة. طاقة هائلة وأضاف شقيق الشهيدة ياسمين: كانت نشيطة كثيراً في الساحة ودرست التمريض في الساحة وعملت في المستشفى الميداني فضلاًً عن قيادتها لكوكبة من الحرائر في المسيرات، بالإضافة إلى قيامها بزيارات الجرحى في المستشفيات وتحفز الآخرين للحضور إلى الساحة والثبات أثناء القصف عليهم. كان تقول دائماً لمن تدعوهم إلى الساحة: لا خوف لا تراجع في الثورة وأصبح الأمر محتوماً وضرورياً أن نستمر لأننا خرجنا لهدف ولن نعود حتى تتحقق ثورتنا. وعن لحظات سقوط ياسمين شهيدة يروي خالد وقد تغيرت ملامحه: في لحظة استشهاد ياسمين كنت معها في الساحة ولم أدرك أن ياسمين قد استشهدت، لأنه سقط عدد كبير من النساء جريحات وشهيدات ولكن أنتابني شعور بأنها ضمن الشهيدات، فصبرت حتى انتهاء القصف ثم ذهبت إلى مصلى النساء بعد توقف وسألتهم من يعرف ياسمين سعيد سيف، فقالت لي مجموعة من الحرائر إن ياسمين ليست موجودة بينهن، فحمدت الله وظللت منتظراً وانتظرت لإكمال صلاة الجمعة وبعد الصلاة ذكر خطيب الجمعة قائلاً "الحرائر اللواتي كن في المصلى وذكر اسم زينب وياسمين" فانهارت أعصابي تماماً وتوجهت إلى المستشفى ولما رايتها حمدت الله كثيراً. يتوقف خالد عن الكلام برهة بعد أن عجز عن مواصلة الحديث ثم يعاود ويقول لما رأيتها في المستشفى كان وجهها يشع بالنور ومبتسمة فحمدت الله كثيراً وقلت إن ربي حقق لها أمنيتها واتصلت بأختها وأمها. وعن حلم الشهيدة يقول: كانت ياسمين تتمنى أن يكون عرسها في الساحة ويكون الحشد كبيراً وكل زميلاتها موجودات وفعلاً زفت من الساحة وكان الحشد كبير وكل زميلاتها موجدات فقد تم ما تمنت وزفينها من ساحة الحرية كما طلبت. رسالة وبعث شقيق الشهيدة برسالة لصالح وبقايا نظامه بأن النصر قادم وأننا كلما أخذوا منا شهيداً كلما ازدادت فينا القوة والمعنويات وحب الوطن وحب الشهادة ونحن ماضون ولن نتركهم أبداً. وخاطب صالح بقوله: انتهى حكمك وسوف تحاكم عما قريب ونهايتك ستكون مخزية في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم. أما الصوفي وقيران فقال لهم خالد: تعز ستظل صامدة رغماً عن أنوفهم وسوف يحاكمون وتعز لن تتراجع للوراء وفق ما يشتهي عبيد صالح وسيخزيكم الله لأن غايتكم في الدنيا إرضاء علي صالح وليس إرضاء الله سبحانه وتعالى. استشهاد ياسمين حياة وكرامة للشعب اليمني جاءت الثورة وخرجت ياسمين بعجلة لها ولها أمل وحاملة في يمينها 24وردة وهي باقة عمرها، تركت دراستها تفرغاً لخدمة ثورتها، كانت كل شيء بالنسبة لأهلها وذويها وكذلك لوطنها ومحبيه، أرادت ياسمين أن تكون مستقبلاً زاهراً للجميع. فتحية شقيقة الشهيدة ياسمين تحدثت قائلة: لا نعزي أنفسنا ولكن نهني أنفسنا ونفتخر أن من بيننا شهيدة وهي ياسمين وقد هياها الله سبحانه وتعالى للشهادة، فقد كانت ياسمين منذ بداية الثورة صامدة وصابرة ومثابرة وسخرت كل جهودها وطاقتها ووقتها لساحتها وثورتها فتركت دراستها في الجامعة فكانت تقول "أول شيء نبدأ ننتصر بالثورة" و تتمنى دوماً أن تكون ساحة تعز أفضل الساحات. ودعت فتحية بقايا نظام صالح لأن يقدموا أنفسهم للمحاكمة، منوهة إلى أن علي صالح سوف يحاكم وسيعدم بإذن الله. واستشهدت فتحية بقول صالح إن الجيش في البلاد العربية ما هو إلا للاستعراض وقمع الشعوب وفعلاً نفذ ما قال بكل جدارة وسبحان الله هذا إستدارج من الله له. وتابعت :إن صالح نجا من عدالة الأرض لكنه لن ينجوا من عدالة السماء وكل قطرة دم في اليمن هو عليها محاسب وسيسأل عنها يوم القيامة، أما نحن فإن الشهيد شفيع لسبعين من أهل بيته، فنحن في شرف وفخر وهو في خزي وعار ولن يخلص نفسه من المحاكمة وإن خلص في الدنيا فلن يخلص من عقاب الآخرة، وسيحاسبه الله حتى على جلوس الشباب في الساحات، مستشهدة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، "اللهم من شق على أمتي فأشقق عليه" واستشهاد شقيقتي حياة للشعب اليمني. دعوة ودعت فتحية الفئة الصامتة لأن تتقي الله في نفسها وقالت: كل شيء أصبح الآن واضحاً وليس هناك شيء مغطى، يكفي صمت ومن الضروري أن تخرج الفئة الصامتة وأن تلحق بركب الثورة وأن تدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فجرائم النظام ظهرت ويكفي فقط محرقة ساحة الحرية وجمعة الكرامة، فهذه الجرائم كفاية لإدانة علي صالح بما اقترفه بحق اليمنيين وعلى الفئة الصامتة أن تتقي الله في نفسها ومن لها المخرج يوم القيامة من الله سبحانه وتعالى. وأضافت: قيران المجرم ما هو إلا عبد لعلي صالح لتنفيذ مخطاطاته الإجرامية وليس عبداً لرب العباد الله سبحانه وتعالى أصطفانا نحن المسلمين للعبودية له وليس لأشخاص، الآن قيران عبد لعلي ينتظر منه مكانة رفيعة حتى يرقى ويكرم وقيران ما هو إلا كبش فداء. رسالة إلى الثوار. وبعثت فتحية برسالة إلى الثوار في الساحات قائلة أسال الله أن يثبتهم وينصرهم وأن يوفقهم وأن يؤلف بين قلوبهم وأن ينصرهم على من ظلمهم وعاداهم وأن يريهم الله سبحانه وتعالى عجائب قدرته فيمن ظلمهم وكل من أستباح حقهم قولاً ودماً ونسأل الله تعالى أن يجعل شهادة ياسمين نصراً للشعب اليمني وعزة وكرامة. كما دعت الشرفاء الأحرار في حزب المؤتمر لأن ينضموا للثورة وقالت في رسالة بعثت بها لهم " ثورتنا ليست ثورة أحزاب، لأن هدفنا واحد هو خلاص اليمن وتحريرها من الذل والعبودية لأشخاص أستعبدوها خلال ثلاثة وثلاثين عاماً و"بإذن الله النصر قادم". وأضافت: ما تأخرت ثورتنا إلا لحكمة حتى نمحص وحتى يطهر اليمن من كل الظالمين والفاسدين، بحيث لا يبقى إلا هم ويأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر. وأشارت فتحية إلى أن ثورة اليمن ستكون أفضل ثورة، لأننا نتمسك بسلميتنا وما إطالتها إلا للتمحيص والتأليف بين القلوب. واختتمت: لقد جمعت الثورة من كل أرجاء الوطن القلوب وآخت بينهم وهذه بشائر وعلامات على نجاح الثورة بإذن الله وهدفنا واضح وغايتنا واضحة ووسيلتنا معروفه سلمية سلمية وبصدور عارية والحمدلله رب العالمين. نقلا عن أخبار اليوم