الحوار مع الدكتور العلامة/أحمد عطية عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. حوار شيق وممتع وذو شجون، وذلك لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها أن الدكتور احمد يمثل بحق شخصية متميزة وفريدة ونسيج وحده بين جميع الشخصيات الوطنية والأكاديمية والحزبية والمستقلة الذين التقيتهم حتى الآن من بين الصفوة الممتازة والنخبة المتميزة من نجوم وأعلام وأساطين أعضاء مؤتمر الحوار الوطني.. هذا أولاً . وثانياً لأن الدكتور القدير احمد عطية هو أولاً وأخيراً شخصية علمية وعملية وواقعية مركبة من عدة شخصيات وممزوجة في ماهية شخص واحد يجله ويقدره ويحترمه عامة ملايين اليمن من أقصاه إلى أقصاه ، خصوصاً وأنهُ يجمع بين ثلاث صفات ومسئوليات ومهام رفيعة هي أولاً:عضويته في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ليس ذلك باعتباره ممثلاً عن حزب التجمع اليمني للإصلاح- بحسب التعريف المكتوب أمام اسمه - في قائمة وقوام المشاركين، ولكن لأنهُ أيضاً بحسب الانطباع العام الذي خرجت به بعد لقائي معه يمثل كل الأحزاب وكل القوى السياسية الحزبية والمستقلة في المؤتمر وقبلهم وبعدهم جميعاً هو ايضاً ممثلاً لجميع المبعدين والمستبعدين الذين لا صوت ولا تواجد لهم من أبناء اليمن في هذا المؤتمر وفي طليعتهم من سماهم ب (أخيار اليمن) وليس (أخدامها) بحسب تصنيفه لهم. وثالثاً: لأنهُ يعتبر ممثلاً حاضراً وفاعلاً لكل قضاة اليمن وعلمائها في مؤتمر الحوار كونه يشغل عمليا مهام قاض بأحدى محاكم محافظة شبوة الأبية، وباعتباره أيضاً عضواً أساسياً وفاعلاً ومؤثراً في هيئة علماء اليمن. .إذاً..، هذا هو القاضي الفاضل الدكتور احمد عطية.. الرجل الذي أحب وطنه أكثر من نفسه، وأحب اليمن.. وأحب الوحدة قبل أن تتحول إلى (نكبه) وأحب شيوخ وشباب وأطفال ونساء شعبه أكثر من أهله.. لأنهُ رجل وطني لا يعرف المداهنة والتزلف، ولا يعرف لغة النفاق والغدر والخداع والخيانة.. كونه صادق كالشمس وعنيد كالجبل. وهو في هذا الحوار ينظر للفنجان بجزئيه الفارغين أو المملوئين، ويحاول قدر الأمكان أن يستبعد الخيارات المفجعة والمهولة والمحزنة التي تلغي حياتنا وتدمر مضامينها وتقتل مشاعرنا وتحبط آمالنا وتفقدنا الثقة بالحاضر وبالمستقبل.. لأنهُ ببساطة مثل النبع الصافي ومثل الضوء الشفاف الذي يلقي بنوره على الزوايا المعتمة ليزيل عنها الضبابية.. ولذلك فهو لا يريد ل(الوحدة) أن تظل مكبلة بقفازات حريرية المظهر شيطانية الجوهر تحيط بها الازمات والمخاطر في كل زاوية. .والآن.. هلا أصطحبتنا عزيزي القارئ لنطلع في السطور التالية على ماهية ومضمون ما تضمنه هذا الحوار الصحفي المطول والشائق الذي أجريناه معه:- ما هو إنطباعكم عن مؤتمر الحوار حتى الآن وبعد مرور أكثر من شهرين على انطلاقه..؟ كما تعرف نحن بدأنا هذا الحوار بعد ثورة عارمة.. وهذه الثورة أفضت إلى المبادرة الخليجية.. والمبادرة من مفرداتها هذا الحوار الوطني.. وقد بدأ الحوار بالجلسة العامة والتي استمرت أسبوعين وكانت النتيجة هي صهر الجليد الذي أستمر في الفترة الماضية وقد حصل ذلك ولله الحمد.. حيث حصل نوع من التقارب في وجهات النظر ليتم إثر ذلك وبحسب البرنامج الزمني تقسيمنا إلى تسع لجان متخصصة وكان لي أن أكون في لجنة فريق بناء الدولة والذي من أهم محطاته تأسيس الدستور..، وبالنسبة للفترة الماضية أنا أنظر إليها بتعبير مقتضب بعبارة قالها الأمام علي كرم الله وجهه (أقل الحمل ستة أشهر) وفترة حوارنا هذا ستة أشهر وقد أنقضى شهران إلى الأن نتائجه جيدة ولا زال أمامنا أربعة أشهر أخرى ونأمل أن لا يجهض هذا المولود المرتقب.. وأن يستمر في النشؤ وإستكمال التكوين حتى المخاض وحتى ولادة اليمن الجديد إنشاء الله. وأنا شخصياً عندما كنت صغيراً حلمت بلقاء الله عز وجل وبالموت وقد ساد العدل والمساواة.. ليكون الصغير والكبير أمام القانون سواء، وأن يعيش هذا البلد أمناً مستقراً وأن لا نبقى حقولاً للتجارب بين كل نظام يحكمنا وكل حاكم يلغي سابقه بل وينعته بالبائد أو .. أو.. الخ ذلك، ليكون المستفيد من ذلك هو الحاكم نفسه فيما الضرر والمهانه تكون للشعب ولكن من وجهة نظري هذا الزمن ولى وراح.. فاليوم العالم كله يدعو إلى الحوارات والحمد لله ما يقال عن حوارنا إلى الآن بأنهُ ناجح بامتياز وهذا ما نأمله لنؤكد للجميع أن (الإيمان يمان والحكمة يمانية) كما وصفنا عليه الصلاة والسلام وغير ذلك لا سمح الله فأن الفشل سينزع عنا ما يجب أن تكون عليه ولكني أقول أن ما أخرجنا وما جنبنا ما كنا على وشك أن نصل إليه من حرب كانت ستكون طاحنة سيخرج حوارنا هذا إلى ما نسعى إليه. أستبعدت شرائح مهمة هل تجدون أن هذا المؤتمر يمثل فيه الجميع.. وبالنسبة لفريق بناء الدولة الذي تنتمون إليه هل ترى أن التفاهم والانسجام في نقاشاتكم تلبي طموحاتكم إلى الآن..؟ حقيقة هذا الحوار جمع قوى سياسية.. ولم يجمع الشعب كله فقد أستثنى شرائح مهمة ومنها العلماء والذين لم يشاركوا فيه وكذلك قيادة الجيش والتجار والمستثمرين وقد تم إستبعادهم.. كما أن هناك فئه مهمة جداً وهم من يقال أو يطلق عليهم بالمهمشين وأنا أتحفظ على هذه التسمية وأسميهم أو أطلق عليهم بالأخيار وليس الأخدام إذ أنهم بعددهم الكبير لم يمثلوا إلا بشخص وحيد، ولم يمثلوا بعدالة ومن ينظر إلى أن هذا الحوار سيخرج لنا بنتائج شبيهه بالشوكلاته المقرطسة فهذا الأمر قد يكون مبالغ فيه لأن النتائج هي الأخرى بحاجة إلى الوقت الكافي لتطبيقها ومن هذا المنطلق لا زلنا وسنظل بحاجة للدور المطلوب من رعاة هذه المبادرة والممثل بالدول العشر أن تظل ضاغظة على من يحاول عرقلة الحوار من أي طرف كان. ولكني بمتابعة ما يحدث كل يوم ومن خلال فريقنا أحس أن هناك إنسجام ولعل السبب هو أن فريقنا يناقش محاور محدودة وليست متشعبة كما أن فريقنا يبدو أن الاحزاب والمكونات قد دفعت إليه عناصر أكثر نضجاً وأكبر خبرة لذلك كان هذا التجانس والتوافق في الكثير من الأمور وخاصة عند الطرح لها ولكننا مع ذلك وإلى الآن لم نخرج بالتقرير النهائي ولا زالت تقف أمامنا بعض المحاور ومنها الهوية والنظام البرلماني والنظام الأنتخابي ولكن الأهم من هذا كله وبيت القصيد هو شكل الدولة. وهذا لم يفصل فيه إلى الآن وقد لا يعتمد علينا كفريق بل سيحسم من خلال العدد الكلي للمتحاورين ال 565عضواً لأن ذلك مرتبطاً أيضاً بالقضية الجوهرية وهي القضية الجنوبية.. وذلك من خلال الجواب المقنع والعادل الذي يرضي أطراف القضية الجنوبية والذي سيجدوا من خلاله شكل الدولة المستقبلي.. وإن تعثرت الحلول المرضية فأن ذلك سيقابله ما نخشاه لأننا كجنوبيين ننظر إلى هذا الجزء وهو الجنوب كشرايين قلوبنا. لان الرسول عليه الصلاة والسلام عند خروجه من مكة ووصوله إلى منطقة أسمها الحزورة نظر إلى مكة وقال (والله إنك أحب الأرض إلى قلبي لولا أنهم أخرجوني منك) الوحدة أنحرفت عن مسارها الصحيح الوحدة للأسف الشديد هناك من شوهها وألمها.. والوحدة كفتاة جميلة ولكنها لم يكتمل عقدها بحسب الشروط عند التوقيع عليها حينذاك لذلك جاءت مشوهة وكنت أتمنى أن الجموع التي تجمعت في عدن يوم الثلاثاء 21/5/2013م أن تكون من أجل الوحدة ولكنهم للأسف اجتمعوا من أجل فك الارتباط لأنهم رأوا أن الوحدة كانت قد أنحرفت عن مسارها الصحيح وأصبحت وسيلة للابتزاز والنهب للأراضي والعقارات وتدمير كل ما هو جميل في الجنوب مع الأسف الشديد . ودائماً أنا أشبه الوحدة بالجلد الذي أصابته الجروح والنتوأت والتقرحات ومن أجل أن تداوى أو تعالج هذه الجروح علينا أن لا نسلخ الجلد لأن الجلد لا يسلخ لأنهُ لا يوجد له البديل.. وأعتقد أن ذلك يعد من أولويات مهام رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق على إعتبار أنهما ثمرة من ثمار ثورة الشباب السلمية، ونحن في الجنوب ندرك أننا ظُلمنا كما ظلم غيرنا ايضاً في اليمن كله ولكن ما يُميز ظلمنا أننا كنا في بلد فيه نظام وقانون يقط المسمار وكانت الوحدة بالنسبة لنا حلم رددناه في اناشيدنا وأدبياتنا ونحن صغار في ساحات المدارس منذ نعومة أظافرنا..( لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية.. وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية) وعند تحقيقها في العام 90فرحنا حتى بوصول البسكويت أبو ولد والعصير المرافق له حينذاك والذي جاء من مصانع هائل سعيد . ولكن إفرازات ما بعد حرب 94م جعلتنا ننفر من الوحدة وأنا كعضو في هيئة علماء اليمن ورغم إيماني بالوحدة كنت عند إلقائي لخطبة الجمعة أتحرج من التلويح للوحدة لأن المصلين من بعدي سيرددون بعد ذلك أو بحسب قناعة كل منهم من أن الوحدة عرفوا من خلال تطبيقها ظلم النظام.. رغم أن الجميع عانى منه شمالاً وجنوباً ولكننا وكشعبين لا يوجد بيننا ما يجعلنا نحقد على بعض لأن النظام السابق هو من كان سبب لما حدث ويحدث وهو العدو الحقيقي للجميع. الشباب ظلموا كأحزاب ومكونات تقولون أن هذه الثورة شبابية.. ولكنكم أو كياناتكم كانت قد حظيت بالنصيب الأكبر من الممثلين في المؤتمر فهل ترى الشباب ممثلون فيه بالشكل الذي يتناسب مع حجمهم وأنهم أخذوا حقهم؟ أنا لو كان الأمر بيدي ولم أرشح من حزبي (الأصلاح) في هذا المؤتمر لما شاركت في هذا الحوار إطلاقاً على اعتبار أني أحد شباب الثورة في الساحات ومع ذلك لولا حزبي لما حظيت بشرف المشاركة ..، وحقيقة الشباب هم من صنع هذا المنجز ولكنهم حرموا من المشاركة العادلة بل وظلموا على الرغم من أنهُ وكما يتردد أن الثورة هي ثورتهم..، وفي محافظة شبوة والذي أتشرف بالإنتماء إليها استمرينا في الساحات أكثر من سنة ونصف ولكن لم يحظى أي من الشباب بالمشاركة مثلنا مثل شباب ساحة الحرية بتعز.. وغيرهم.. وأنا أقول من هذا المنطلق أنهُ إذا انتهى هذا الحوار ولم يحقق مطالب هؤلاء الشباب فحتماً سيعودون إلى الساحات مرة أخرى بثورة مضادة. يتردد بين الأوساط المختلفة من أن هناك تدخلات إقليمية ودولية تحرك هذا الحوار من أجل تمرير بعض الغايات أو حتى المصالح فما مدى صحة ذلك؟ أنا أقول.. ان كان هذا التدخل الهدف منه صناعة أو تجيير القرار فهذا مرفوض مطلقاً.. وان كان الغرض من التدخل هو من أجل الإستفادة من الخبرات والتجارب ويهدف إلى المساعدة فنحن نرحب به وهذا تعاون وفي ظل وجود عشرة دول ترعى الحوار أمر طبيعي إذا أن النبي عليه الصلاة والسلام وكما جاء بالحديث إستعان وأعان يهودياً أو بمامعناه في العمل التجاري في بيع الشعير ومات صلى الله عليه وسلم وله رهنية عند يهودي..، وأما إن كان وكما أسلفت الهدف من هذا التدخل هو الإملاءات فلن نقبله في تقاليدنا وعاداتنا وحتى ثقافتنا. وكنت شخصياً وعند لقائي ومعي كتلة الاصلاح بن عمر قلت له إن مرجعيتنا هي الثوابت الوطنية والشريعة الإسلامية.. وكان قد قال لنا أن مرجعية هذا الحوار هي القرارات الأممية..، وتأكيداً لقولي هذا فهاهم الليبراليون من الاحزاب اليسارية والقومية كالاشتراكي والبعث وغيرهم يتبنون الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع ونحن نشجعهم على ذلك ونشكر لهم هذه العودة إذ أنهُ لا يجب أن يدعى أحد أو يزايد بإسم الإسلام. نحن جميعاً ضحايا للنظام كما سمعت.. وسمعنا بل ورأينا عبر وسائل الاعلام المختلفة قبل شهر وحتى اليوم للأسف الشديد هناك في محافظاتنا الجنوبية والشرقية من يقومون بالإعتداء أو النهب أو حتى القتل لمواطنين أو عمالاً وحتى تجار وأصحاب محلات تجارية تحت حجة أنهم شماليون أو كما يطلق عليهم البعض بمحتلين.. كيف تنظر إلى ذلك..؟ وهل من تفسير لبروز بعض تلك الضغائن؟ علينا أن لا نخلط الأمور ونزيد الظلم على أنفسنا أكنا في الشمال أو في الجنوب ونعيد الأحقاد والضغائن على بعضنا فيما من ظلمنا جميعاً وهو النظام يشمت بنا.. فنحن وأخواننا أكانوا من ريمه أو تعز نحن أخوه وأشقاء وعلينا أن نصلح ما أفسده هذا النظام والذي أوصلنا إلى ما نحن عليه وما حدث أو يحدث مع أخواننا من المناطق الشمالية غير مقبول بل ومرفوض لأننا كنا جميعاً ضحايا لذلك النظام. وكما أسلفنا أيضاً أن الجنوبيين وحدويين.. وفرحتهم بالوحدة يتلخص في عودة حقوقهم.. وعودة المبعدين من أعمالهم بعد أن تم تسريحهم مع ضرورة وجود العدل والمساواة ومن أجل ذلك علينا ترميم كل ذلك لتعود الكراهية إلى حب للوحدة. ونحن الآن في وضع انتقالي ويدرك هذا الجميع ومن يريد أن تكون الحلول أو تحقق بعصى سحرية فهذا أمر مبالغ فيه.. ونحن نقول أن مجرد أن ينتقل الشخص من بيت إلى بيت فالأمر يحتاج للوقت فما بالك ونحن ننتقل من مرحلة إستبداد إلى حرية وعلى الجميع أن يعي ذلك ونحن حقيقة ومن خلال عجلة التغيير التي يسير بها الرئيس هادي وحكومة الوفاق ورغم البطء إلا أن ما يجري وما نلمسه في ظل وجود تلك الأشواك والمسامير الصلبة فأن البشائر والبوادر طيبة إلى الآن..، ونحن اليمنيون وبحكمتنا ورحمة لبعضنا. .وأقولها صراحة والذي نفسي بيده أني لم أكن أتوقع أننا سنكون معاً هنا في صنعاء مرة أخرى بعد ما حدث في العامين 2011/2012م ولكن عناية الله والدور الأقليمي وخاصة السعودية والدور الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة كان له أن يلطف بنا وهذا يؤكد أنهُ لن يحصل شر لهذا البلد وكان قد أخبرني أحد الأخوة في دولة قطر وقبيل إندلاع هذه الثورة قال أنهُ رأى في منامه طائرة يمنية تنزل عن مدرجها وإذا بها ترجع للخلف ساقطة في البحر وشاهدها قد غرقت ولم يبقى منها إلا الأجنحة.. وإذا بالناس يحتشدون عليها من كل فج عميق ومن جنسيات مختلفة ينتشلوها وقد أنقذوها ليعيدوها إلى موقعها وطلب مني حينها تفسير رؤيته تلك فقلت له أن اليمن لن تخوض حرب أهلية وكانت ثورة تونس حينذاك قد أشتعلت ووضحت له أن حصل في بلادنا ما يحصل في تونس فلن نصل إلى ما وصلوا إليه لأن هناك من سيقوم بأنقاذ الوضع سريعاً وهذا ما حصل من خلال المبادرة الخليجية . مشاركة الجنوبيين في الحوار هل لك وأنت تتابع ما يحدث خارج مؤتمر الحوار أو بعيداً عنهُ خاصة ما يحدث من حوارات جنوبية خارج الوطن وهم يرفضون ما يجري في حواركم هذا رغم أنكم تمثلون 50% من المشاركين مثلكم مثل الشماليون.. فما تعليقك على ذلك..؟ كنت أتمنى أن يدخل الجنوبيون جميعاً في هذا الحوار وبجميع توجهاتهم المختلفة أكانوا في الداخل أو الخارج ولكن قدر الله وما شاء فعل . ولذلك إن كان ما يحصل سواءً في الداخل أو الخارج هدفه لعب أدوار ولا يضار منه الجنوب فهذا أمر جيد ولكن أن بقينا على هكذا أوضاع ممزقين ومختلفين فأن ذلك لا يعطي التفاؤل بتحقيق ما نريد وحتى في مسألة (الحراك السلمي) والذي نكن له التقدير والاحترام والذي طغت عليه خلافات فأن كل ذلك يضعف قضيتنا لأن الطرف الأخر كل ما سيقوله لنا ولهم وللجميع سدوا أولاً أو إن سديتم تعالوا وقد سمعنا مؤخراً تصريح للرئيس هادي يقول فيه أن ما يحدث من لقاءات وحوارات خارج هذا المؤتمر لا تعنينا.. ولكني أنا أقول معقباً أن هناك من المتحاورين هنا أيضاً من لهم أرتباطات بالخارج. هناك قضايا أخرى ومنها قضية صعدة وغيرها.. وهناك من يعود ويقول أن هناك حلول جاهزة معلبة ومطبوخة لكل هذه القضايا فقط ينقصها البصمة والتوقيع منكم.. فما قولك في ذلك؟ يا أخي الحلول ليست كعلبة صلصة الحلول مرتبطة بدستور سيقدم لليمنيين ومرتبط بمصيرهم ومستقبلهم لعقود وربما لقرون من الزمن إن إحسنا صيغته، ومن خلال هذا وغيره ونحن المتحاورين أما أن يدُعى لنا بالرحمة أو أن نلعن.. وكما أكدت سلفاً فأن ما يتردد حول وجود الحلول الجاهزة فمعنى ذلك الارتهان إلى الخارج وما يملى علينا وإن حصل ذلك فالتاريخ سيلعننا. لأن المثل الشعبي يقول( ما يحك جلدك مثل ظفرك) وأنا شخصياً كنت قد تناقشت مع السفير الفرنسي فيما يتعلق بالدستور والذي قال أن لا حلول إلا من خلال ما ستخرجون به في هذا الحوار وخاصة الدستور. إذاً .. هل أنتم متفائلون بالنتائج التي سوف تترتب عن هذا الحوار؟ أنا لست من المتشائمين أو ممن يقولون أما حوار وأما حرب.. وأنا أقول بديلاً عن كل ذلك أما الحوار أو الحوار.. لان الحرب يجيدها الجميع ونحن اليمنيون نجيد القتال وحتى أن أستمر على مدار ال24 ساعة ولكن هل هذه اللغة أي القتال لغة عادلة وحضارية ولكني أقول وأكرر أننا وإن لم ننجح في هذا الحوار لا سمح الله فما علينا إلا البدء ومن جديد للتهيئة لحوار أخر ولكني أعتقد أن البشائر والأشهر المتبقية ستعطي النتائج المطلوبة أنشاء الله . دولة إتحادية من أقاليم الفيدرالية بأقليمين .. الفيدرالية بعدة أقاليم .. الوحدة كما هي عليها .. فك الأرتباط وغيرها من الرؤى أو المشاريع المستقبلية لهذا الوطن .. كيف تنظر إليها.. أنت صاحب شبوه.. وكأحد العلماء كما قلت أو كأحد أعضاء الإصلاح؟ كل هذه الرؤى والأطروحات جاءت من الأحزاب أو المكونات المختلفة وكل له ما يراه ولكني أقول أن الوضع القائم غير مناسب إطلاقاً والغالب وكما لمست هو التوجه إلى دولة اتحادية فيدرالية بعدة أقاليم وأنا أراه الأقرب والمقبول. ما هي الصعوبات التي تمثل أهمية وأولوية أمامكم كمتحاورين وأنتم في الميدان؟ الصعوبة الأكبر والراهنة والملموسة هي الجانب الأمني.. وكما نعرف وسمع الجميع الآن أن أحد زملائنا وهو الأستاذ المناضل محمد سالم عكوش يتم اختطافه من عصابة هدفها إبتزاز الدولة والمختطف زميل لنا ومن المهرة وهذا الأختطاف أو غيره لنا أو لزميل لنا من مؤتمر الحوار يمثل ضغطاً على الدولة.. وكما قلت ما حدث ويحدث معناه أني ومن أجل أن أسافر إلى شبوه أو العودة أنا بحاجة لعشرة مرافقين.. وهنا تكمن مسئولية الأمن وهي المطلوبة وإلا لظل الخطر أمامنا ماثلاً كل يوم.. كما أن هناك ممن لم يشاركوا في الحوار وكان من الأفضل للنجاح أن تكون المشاركة لا تخضع لأي سقف للمطالب ولا سقف للضوابط كان لها أيضاً أن تكون بلا سقف للعدد.. ومن الصعوبات التي قابلتنا أيضاً هو وجود بعض تلك الخلافات الحادة أحياناً بين المتحاورين أكانوا أحزاباً أو مستقلين ومثل هذه الخلافات تلقي أحياناً بضلالها على الحوار.. وأنا كأصلاحي أقدم أحياناً رؤية في حزبي ويكون جزء ممن هم في الحزب غير مقتنع برؤيتي وهذا يجعلنا ننظر إلى الوضع بحيرة أن كنا كأحزاب غير مقتنعين برؤى بعضنا فكيف لنا أن نتفق ونحن مختلفون.. ولكني لمست بل ومع إقترابنا من بعضنا أرى أن هناك عقول ناضجة ومسئولة قادرة إنشاء الله على الخروج بهذا الحوار والوطن إلى بر الأمان والجميع لديهم حسن النوايا بالخروج من ما نحن عليه وأسأل الله أن يحقق لنا ما نصبوا إليه وستة أشهر أعتقد أنها كانت كافية وستكون كذلك لتحقيق ما نريد وكله بالإخلاص وصدق النيات. * نقلا عن صحيفة المصير